حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
تعتبر مفردة التعيين من اغلى المفردات في العراق الجديد ، عراق الديمقراطية والتعددية لكونها باتت حلما للكثير من ابناء العراق من الخريجين ومن كلا الجنسين ، وكذلك صارت أملاً بعيد المنال لمن يطمح ان يعيش بشرف في وطنه ويمكن له ان يكون اسرة ، لان اسعار التعيينات صارت خيالية وغير منطقية ..؟ بالاضافة الى الدور الكبير للمحسوبية والمنسوبية التي ترافق هذه المفردة ..! وعلى العموم هذا الموضوع صار لا يهم اي مسؤول في الحكومة العراقية الذي يهم المسؤول الان هو كيفية المحافظة على مركزه الوظيفي او مسؤوليته الحكومية وصار لايعرف شيئا غير ذلك . اما المواطن فعليه ان ينتظر ..! ، لان اهم طرف في هذه المعادلة هو ( الكرسي ) . فقبل سقوط الصنم البعثي كانت التعيينات موجودة لكنها تصنف على انواع . فهناك تعيينات خاصة لأزلام النظام وحاشيته وعشيرته وبطانته ومعارفهم وخاصتهم لا يمكن لأي عراقي ان يعين بوظيفة حساسة الا ان يكون واحدا من هؤلاء ..! اي ان ولاءه مضمون مائة بالمائة .. وهناك وظائف لم يكن لها في يوم من الايام اهمية بالنسبة للطاغية وزمرته كانت لعامة الشعب ، وكانت الرواتب التي تخصص للوظائف العادية لا تكفي حتى للوصول بالموظف الى يوم العاشر من الشهر ..! اما الوظائف الحساسة الاخرى فكانت ذات رواتب ومخصصات ضخمة جعلت اصحابها يعيشون كالامراء .. الان وقد سقط النظام واصبحت التعيينات والوظائف كلها بيد الدولة التي جل مسؤوليها كانوا من المضطهدين ايام النظام وجلهم اعطى من اهله وأقربائه تضحيات كبيرة ، فما بال التعيينات والوظائف الحساسة كالمخابرات والامن القومي والخارجية والقوة الجوية والوظائف الامنية الاخرى تذهب الى نفس الاشخاص ، او بعبارة اصح الى من ليس لهم ولاء لا من قريب ولا من بعيد للحكومة الحالية ..؟ اما المضطهدين والمحرومين فلازالوا يبحثون عن اي وظيفة يمكن من خلالها ان يعيشوا هم وعوائلهم ، هنا اسأل اين يكمن السبب في ذلك ..؟ اليس من حقنا ان نتبوأ هذه المناصب ..؟ اليس لنا الحق في بلدنا كغيرنا ..؟ ام ان الطغاة لهم رأي أخر .
https://telegram.me/buratha