حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الواضح ان ما حدث خلال التظاهرات التي خرجت في مناطق متفرقة من العراق وخصوصا في البصرة والناصرية والنجف وبغداد خلال الشهر الماضي بسبب الغياب التام للطاقة الكهربائية حركت وبشدة الجمود الخدمي لدى الوزارات المعنية بهذا الموضوع مما جعل الحكومة تعي جيدا ماذا تعني هذه التظاهرات وأي رسالة يجب ان تصل من خلالها ..؟ بالإضافة الى ما سببته تلك التظاهرات من تحريك للمشاعر عند اغلب أبناء الشعب العراقي بسبب التفاعل الواضح بين مكونات الشعب العراقي الواحد وخصوصا بعد تعرض قسم من تلك التظاهرات الى إطلاق نار على المتظاهرين .. مما أدى الى استشهاد وجرح عدد من المشاركين في التظاهرة . ثم ما حدث بعدها من تقديم السيد وزير الكهرباء استقالته وقرار لجنة النزاهة ببراءته عن كل ما نسب اليه زاد الطين بلة ...! فأين الكفاءة التي من المفروض ان يتمتع بها وزير الكهرباء وهل ذهبت جميع تلك الإخفاقات أدراج الرياح ..؟ ثم أين ملايين الدولارات التي لا احد يعرف أين ذهبت ..؟ وفوق كل هذا الا يوجد في كل العراق شخص كفء يستطيع ان يدير ملف وزارة الكهرباء ويخرجها ويخرجنا معها من عنق الزجاجة ...؟ وأي معناً يحمل تسلم وزير النفط السيد حسين الشهرستاني وزارة الكهرباء بالوكالة ...! فما الذي حققه الشهرستاني في وزارته من انجازات تخدم المصلحة الوطنية وترجمت آثارها الى الشارع العراقي حتى يحقق الانجازات في غيرها .. ؟ أليس من الأفضل للسيد الشهرستاني ان يعي معنى قول الإمام علي ( عليه السلام ) إذا قدرت على نفسك فأنت على غيرها اقدر ...؟ ثم أين هي المنافع التي تحققت للشعب بعد ان انيطت هذه المهمة به .. فالازمة لازالت مستمرة ..! الذي أريد ان أبينه ان ما حدث ويحدث يمكن ان يؤجج المشاعر من جديد وخصوصا إذا تدخلت المرجعيات الدينية بالموضوع .. واقصد هنا الإسراع في تشكيل الحكومة ..؟ فعندها سوف لن تخرج التظاهرات في مدن معينة أو بأناس معينين بل ان التظاهرات سوف تكون عارمة وتشمل جميع المدن العراقية ويشارك فيها الجميع لان الجميع يريد الخروج من هذه الأزمة الخانقة والظاهر هو ان ما حدث خلال التظاهرات الماضية جعل الشعب مهيأ تماما لمعاودة الكرة .. فعلى الحكومة ان تنظر بعين الحكمة لهذا الموضوع وعلى السياسيين ان يعلموا بان إذا ما فتح الباب سوف يكون من الصعب على الجميع إغلاقه
https://telegram.me/buratha