المقالات

المعارضة البرلمانية هي الاسلم

885 19:56:00 2010-06-28

عبدالله الحسني

من الامور التي يكشف عنها المشهد السياسي في العراق الان ونقاشات تشكيل الحكومة المقبلة ان الحكومة المنتظرة ستكون حكومة مصابة بالشلل التام وسوف تتفق الاطراف التي ستقوم بتشكيلها على التضحية بالكثير من الثوابت الوطنية المختلف عليها بين الفرقاء السياسيين فدولة القانون والعراقية يختلفان على هيئة المساءلة والعدالة وعلى اليات تقاسم السلطة وعلى المعتقلين من الارهابيين ويتفقان على حدود صلاحيات الاقاليم والموقف من المناطق المتنازع عليها ويؤمن كلاهما بالحكم المركزي لذا يتوجس الشعب العراقي من أي اتفاق بينهما لانه سيؤدي الى تنازل احدهم للاخر اما الاكراد فهم مع من يلبي مطالبهم الخاصة بكركوك والمناطق الاخرى المختلف على تابعيتها وكذا توسيع صلاحيات اقليم كردستان الى درجة قريبة من الكونفدرالية وقد لوح كل من دولة القانون والعراقية تصريحا او تلميحا بالموافقة على مايطالب به الاكراد وكذا فان هاتين القائمتين من القوائم المقربة من المحتل وكلاهما تحظى بدعمه وعلى الجانب الاخر يقف الائتلاف الوطني العراقي الذي يمثل القاعدة الجماهيرية الاكبر بين جميع مكونات المشهد السياسي العراقي رغم ان نتائج الانتخابات لم تظهر هذا الامر للاسباب المعروفة التي رافقت العملية الانتخابية و تشكل مكونات الائتلاف الوطني الطيف الاسلامي وتؤمن بحاكمية الدستور كمرجع للعملية السياسية وترتبط معظم هذه المكونات بمرجعيات ورموز دينية تمثل ضابطة لمواقف هذه المكونات من جميع الامور التي تجري في العراق ويعتبر الائتلاف الوطني حجر الزاوية في المشروع الوطني الذي يطمح الشعب العراقي اليه بعد عقود من الدكتاتورية والتهميش هذا المشروع الذي عاش اكثر من سبع سنوات في صراع مع مشروع المحتل، هذا الصراع ادى الى فرز القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية وابراز توجهاتها الحقيقية فكم حزب او كيان سياسي كان يرفع شعار الاسلام ويدعي الانتماء للتيار الاسلامي لكن الواقع اثبت انتمائه للتيار العلماني وكم حزب رفع شعار الديمقراطية وايمانه المطلق بالتبادل السلمي للسلطة ورفض الفردية وحكومة الحزب الواحد وتهميش الاخرين لكن الحقيقة اثبتت انه يمثل مخ الديكتاتورية والتسلط ومن هذا نعتقد ان على الائتلاف الوطني ان لايشارك في الحكومة المقبلة ويقف في صف المعارضة لكون هذه الحكومة كما اسلفنا ستلد ميته ولن تكون افضل من سابقاتها وستقوم بالتفريط بالكثير من ثوابت المشروع الوطني وبما ان الائتلاف الوطني بجميع مكوناته يمثل التيار الاسلامي ويرتبط بمرجعيات ورموز دينية اذن يجب ان لايكرر تجربة فاشلة تنعكس على الاسلاميين الذي يسعى المحتل وبعض ادواته الاسائه لهم وزعزعت ثقة الشارع بهم اضافة الى ان عدم المشاركة في الحكومة سيعطي فرصة كبيرة لمكونات الائتلاف في اعادة النظر في الكثير من مفاصل العمل التنظيمي لهذه المكونات والتي تعاني من ضعف كبير ادى الى فقدان عدد لايستهان به من جماهير هذه الاحزاب وهي ايضا فرصة للتخلص من بعض الانتهازيين المنضوين في صفوف هذه المكونات حيث ان عدم المشاركة في الحكومة سيؤدي الى يهاجر هؤلاء الى حيث تنصب الموائد،وعلى الائتلاف الوطني ان يظهر حقيقته في الحرص على نجاح العملية السياسية وبنائها وفق اسس صحيحة من خلال التفاعل مع الشارع العراقي والتصدي لكل من يريد الانحراف بالعملية السياسية وتعطيل الدستور بتواصل اعضائة في حضور جلسات البرلمان والوقوف مع المواطن لامع الحاكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك