المقالات

مبادرة الشعب الدرس الاقسى

753 12:49:00 2010-06-23

/ حافظ آل بشارة

هل اصبحت حركة الاحتجاج الجماهيري مفردة اضافية في دائرة الصراع السياسي في العراق ؟ هذا السؤال بدأ يطرح في الداخل والخارج ، وكانت الصورة التقليدية لعراق ما بعد نظام صدام أن القوى السياسية المختلفة المشارب والتوجهات كانت تتولى التفكير والعمل نيابة عن الجمهور الذي انتخبها ، والناس بين ساخط وراض ومصدق ومكذب لائذين بالصمت ينتظرون ان يمن عليهم خطباء الوعود بحل لمشاكلهم الكبيرة ، وبقيت الساحة مقسمة بين الاطراف السياسية التي بدت وكأنها تتاجر بالثقة الممنوحة لها من قبل الناس الذين يتوقعون ان يبقى الحكام الجدد رمزا لرحمة الديمقراطية ذات الاجنحة الملونة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها ، ولكن صورة الملائكة راحت تتآكل في اجواء التلكؤ والفشل والاهمال ، ويتفق الجميع على ان صورة النخبة السياسية في سنة 2010 هي الاكثر تآكلا وتشوها عما كانت عليه في السنوات الماضية ، بدأ الشك والشعور بالغضب عندما اكتشف الرأي العام أن قائمة جرد المنجزات الحكومية للسنوات الاربع الماضية لم تسجل تقدما ملحوظا في أي مجال من المجالات ، بينما ازدادت فضائح الفساد بكل انواعه ولم يجد الفاسدون من يسألهم : من اين لكم هذا ، في هذه السنة قرر المواطن العراقي ان يخرج عن صمته ويرفع صوته عاليا معبرا عن غضبه ، دخل الجمهور الى ساحة القرار السياسي من باب واسع هو باب المعاناة من حر الصيف ، ابسط مطالبة يوجهها الجمهور الى النخبة هي المطالبة بتقاسم التبريد ، فالمواطن يطالب بحصته من التبريد في مواجهة الجحيم الراهن ، ولا يمكن ان تكون هذه النعمة حكرا على السياسيين ، وقد جرب الناس التظاهرات السلمية في المحافظات وقد اثمرت عن استقالة وزير الكهرباء ، لكن الوزير عندما استقال اطلق تصريحا غير متوقع فلم يقل انه استقال بسبب فشل وزارته في اعادة الكهرباء ، او ردا على الفساد المنتشر فيها ، أو احتجاجا على عدم تعاون الحكومة بل قال انه يستقيل احتجاجا على فقدان الشعب العراقي لصبره ! والواضح ان الوزير لا يقصد ذم الشعب وما بين السطور يعني ان الرجل قلق من دخول الشعب الى ساحة القرار من باب التظاهرات ويعلم ان هذه مجرد بداية وان المؤسسات الفاسدة لن تستطيع العيش في مثل هذه الاجواء ، لذا استقال عارفا بأن هؤلاء الناس لم يعد أحد قادرا على أن يثرد معهم بعد اليوم ، ويبدو ان صبر سبع سنين لا يكفي وزير الكهرباء ، وقد ادت استقالة الوزير الى تشجيع الناس على الاستمرار في استخدام الاحتجاجات السلمية ووضع حد للصمت ، خاصة وأن الحكومة بدأت تحركات سريعة لحل المشاكل وهو دليل على خوفها من التظاهرات ، من المتوقع ان تتطور هذه الممارسة فيتظاهر الشارع مجددا اذا استمرت مشكلة تشكيل الحكومة ، ستكون التظاهرات الغاضبة استفتاء مفتوحا على صلاحية وشرعية القوى السياسية العراقية المتصدية للعملية السياسية ، لأن تظاهرات التنديد بالقوى السياسية الحاكمة يحمل معاني مخالفة تماما لتظاهرات التأييد في الانتخابات ، فما بين السابع من آذار وأواخر حزيران حدث تحول مهم ، تصدع خطوط الثقة بين النخب والجمهور ، الاهمال الشامل وتوقف الحياة ، ظواهر مقلقة تضع الجميع امام مسؤولياتهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك