( بقلم : د.حيدر ابو رغيف )
كل عراقي غيور محب لبلده يتمنى ان تبسط الدولة سلطتها على كامل تراب الوطن وان تكون قادرة على حماية ارواح وممتلكات المواطنين وان تُحل كل المليشيات والجماعات المسلحة وخاصة تلك التي تكونت من مواطنين مدنيين بعد سقوط نظام صدام وحدوث الفراغ الامني الذي لم تستطع حتى الان القوات المسلحة من سده وبالتالي فان هذه اللجان الشعبية تحت اي مسمى كانت لها دور كبير بحماية ارواح المواطنين .
يقال ان اول خطوة في حل المشكلة هي الاعتراف بوجودها وليس نكرانها وأن ادعاء الناطق بأسم الداخلية العراقية (ان وزارته قوية وان لا حاجة للمليشيات لكي تقوم بعملية الدفاع عن الاهالي لان قوات الداخلية قادرة على حمايتهم) اذا كان هذا التصريح الاعلامي الغرض منه رفع الروح المعنوية فلا بأس بذلك ٫اما اذا كان هو حقيقة ما يعتقده القائمين على الوزارة فهو تصريح خطير يدل على قصر بصرهم فالتسائل الذي يطرحبحرقة الى متى يستمر مسلسل التهجير٫ وهذا العراقي ذو النفس العزيزة كيف يهجر بيته ويسكن بخيمة ? . حيث اثبتت التجربة ان القوات الامنية لا تستطيع ان توفر الحماية للمواطنين لان هناك معوقات كبيرة اهمها تدخل القوات الامريكية في عملها ونقص كوادرها اللازمة لحفظ الامن لان مدينة كبيرة مثل بغداد وسكانها الخمسة ملايين وظروفها المعقدة تحتاج ما لا يقل عن مائتي الف شرطي وعسكري في الشارع وهذا العدد لا يشمل عشرات الالاف من عناصر الحمايات الخاصة وان ماحدث في منطقة سبع البور وخان بني سعد لهو خير دليل على عجز الاجهزة الامنية وهي تراقب مايحدث دون تدخل فلو كان هناك قوات شعبية من اهالي تلك المناطق فهل يمكن ان يحدث الذي حدث?
والجواب قطعا لا والدليل هو ان مناطق اخرى كان يمكن ان تتعرض لنفس مصير سبع البور لولا تكاتف الاهالي واعتمادهم على انفسهم مثل مناطق حي التراث او المعالف وحي ابو دشير وحي الشعلة وحي القاهرة في مدينة الاعظمية حيث ان هذه المناطق تعرضت الى تحديات خطيرة من الارهابيين فهذه المناطق محاطة من جميع جوانبها بقلاع التكفير والارهاب ورغم ذلك لم تتعرض هذه المدن للتهجير لان الناس اجتمعوا ليحموا انفسهم ولم يعتمدوا على وزارة الداخلية او الدفاع كي لايكون مصيرهم كمصير سبع البور وخان بني سعد والدورة والغزالية وابو غريب وغيرها من المناطق المنكوبة والتي هي وصمة عار في جبيننا جميعنا.ان حل المليشات ليس بالمعجزة بل يحتاج الى قوات حكومية تحل محل الاهالي المنخرطين في تلك المليشيات في حفظ امنهم ٫تكون باعداد كافية ولها القدرة على العمل و تشمل عناصر كفؤة ونظيفة تكسب ثقة الناس والذين سيتفرغون لاعمالهم وكسب رزقهم .ان عمل وزارة الداخلية والدفاع وبكل صراحة فاشل فهو يعطي دفع للارهابيين بالاستمرار وذلك لان اسلوب عمل القوات الامنية والذي يقوم على الغارات الموجهة ضد مناطق الارهاب او سياسة اظرب وانسحب او سياسة الدفاع وانتظار الهجوم كلها فاشلة وقد حققت نتائج عكسية لان المطلوب هو قوات باعداد كافية وتسليح جيد تتواجد بشكل دائم في كل انحاء بغداد وخاصة المناطق الساخنة ٫اما ما حدث في محافظة ديالى فهو نجاح وقتي لان الارهابيين سرعان ما يعيدون تجميع فلولهم بعد انتهاء العملية العسكرية وتعود المشكلة كما كانت وسوف يعود الارهاب اكثر قسوة على ابناء هذه المحافظة المظلومة لذلك يجب ان تتواجد قوات وباعداد كبيرة وبشكل مستمر تقوم بتوجيه ظربات استباقية قاسية لقواعد الارهاب كي يتم القضاء عليه واجتثاثه من جذوره وان يعامل الارهابيين بكل قسوة لان اول مبادىء حقوق الانسان هو حق الحياة للمدنيين والذي يغتصبه هؤلاء المجرمون ٫وان كل الدول مهما كانت ديمقراطية لن تتعامل مع هؤلاء الارهبيين باي رحمة وان الحفاظ على ارواح المواطنين اهم من تطبيق حقوق الانسان على المجرمين ولنتذكر كيف تصرفت الشرطة البريطانية بعد تفجيرات لندن حيث انهم كانوا على استعداد لاطلاق النار على اي شخص لا يمتثل لاوامرهم بالتوقف رغم كون الانفجارات بحجم متوسط مقارنة لما يحصل من تفجيرات في بغداد. واخيرا فنحن نحي تضحيات الاف الشهداء من قواتنا المسلحة في حربهم ضد الارهابيين التكفيرين والصداميين ونتمنى ان لا نرى سلاح الا بيد الشرطي او الجندي وان يمارس المواطنون العراقيون حياتهم الطبيعية مثل كل شعوب العالم.
د.حيدر ابو رغيف
https://telegram.me/buratha