( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
ما ان تتصفح موقعا لحقوق الانسان من مواقع الانترنت حتى تنهال أمام عينيك الوثائق المرعبة التي تم العثور عليها في مؤسسات النظام الفاشي بعد سقوطه وتكشف حقيقته الدموية كأدلة مادية لم يتسنى لحرفييه إتلافها ،وقد تجاوزت حدود المعقول من الأعداد والمهول من الجرائم وكلها تصرخ مصرحة بالمستوى البشع من جرائم صدام ومؤسسته التي حكمت العراق طيلة العقود الماضية ،وكل وثيقة تكفي لإدانته وإدانة أعداد هائلة من المساهمين معه في تلك الجرائم حيث ان القانون العقابي لا يفرق بين الفاعل الأصلي او المساهمين معه وهذا ما استقر عليه القضاء الجنائي في العراق والمواد 47و 48 و 49 من قانون العقوبات معروفة لدى الجميع ،فيما يلوذ اولئك المساهمون خلف مسميات الزمر الارهابية او في احضان مدن العالم القريبة او البعيدة منعمين بالثروات التي باعوا لاجلها ذممهم وانسانيتهم خدمة لرغبات وغايات الطاغية ،لاسيما وان المحكمة الجنائية العليا تسير ببطء شديد وسط عواصف من الاعلام المتاجر بآلام ابناء المقابر الجماعية وارواح الضحايا الذين ينتظرون ساعات القصاص العادل وهي تنال من كل من شارك بقتل ملايين الابرياء بين اعدام وتعذيب مميت وتغييب لايعرف سره الا الله سبحانه وزمر صدام والحقائق التي لايمكن ان تلجمها ادوات الظالمين ،وقد توالت ادلة الادانة تترى على الجناة الرئيسيين في جرائم الانفال التي يخطئ من يصفها بجريمة واحدة لانها تضم اكثر من 180 الف مجنى عليه وكل واحد يعني قضية مستقلة واذا ما انتهت المحكمة من إصدار أحكامها بحق صدام وشركاءه فإنما ينبغي صدور 180 الف عقوبة إعدام ضدهم ،وما يسمعه المتابع للمحكمة ويراه من شهادات المشتكين وما انطوت عليه من قصص يشيب لها الرأس ،يعد مقاربا للتصورات التي يختزنها عقل كل مواطن ناله شيء من عذاب النظام البائد ،ومطابقا لما تكتنزه مواقع الانترنت من وثائق صارت بمتناول ايد الجميع ،ومن تلك الوثائق بعض المخاطبات السرية التي لم تتمكن مؤسسات ذلك النظام من اتلافها بالرغم من تحوطهم الشديد من هذه الناحية وكأن عناية الله سبحانه ابت الا ان تفضحهم وتكشف للملا مستوى الجريمة وحجمها ضد جميع ابناء شعبنا ولتكون ادلة وقرائن دامغة بوجه من يسعى لغمط الحقيقة وحجبها او ايجاد الذرائع للدفاع عن هذا المجرم وشركائه متخذين من بعض مفردات القانون الدولي ستارا لهم لتبرير تلك الذرائع ومنها قواعد حقوق الانسان فأي حقوق انسان احترم صدام وزبانيته الاولين منهم والمتبقين ليستشعروا العالم بها وليستغفلوا الاعلام الموتور .
لعل النص الآتي ابلغ مما يقال او يوصف ونورده حرفيا من وثيقة نشرها احد مواقع الانترنت، بين تلك الوثائق :الى مدير الامن العام في بغداد من المسؤولين في (و م ب) :تحية الكفاح في سبيل العراق ..اما بعد وصلتنا قبل مدة الوجبة الثالثة من المخربين المحتجزين والذين بلغ عددهم لحد الآن 2400 الفين واربعمائة .. ان الكمية المطلوبة من الدم لنجاح عملية مزدوج (24) ينقصها الكثير ..يجب ارسال الوجبة الرابعة باسرع ما يمكن لان القيادة العامة تنتظر النتيجة الحتمية .يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة ومراقبة السواق والضباط الذين يقومون بنقلهم من جانبكم واحراق كل الوثائق لدى المسؤولين وخاصة الوثائق العلمية والتخلص من كل من لديه معلومات حول عملية مزدوج 24 وخاصة الاكراد.وفي اعقاب هذه البرقية تاتي البرقية التالية :من مدير مخازن الصويرة الى رئيس (وم ب )ردا على كتابكم المرقم 243/ج/15في 6/7/1990 الموقع من العميد ( ) عضو اللجنة المشرفة لفريق عملية (مزدوج 24) والمخول من قبل السيد مدير الامن وعدد من موظفي الابحاث العلمية التابعين للاستخبارات العسكرية ،نرسل لكم الوجبة الثالثة من المخربين البالغ عددهم ثمانمئة وخمسين وبالارقام التسلسلية ،اتمنى لكم النجاح والموفقية لانجاز هذا المشروع خدمة للحزب والامة . اخوكم الامين ( ) مدير مخازن الصويرة 27/7/1990 .من منظور الوثيقتين اعلاه يثبت ان النظام البائد قد استخدم اعدادا هائلة من الابرياء العراقيين ولاسيما الكرد المؤنفلين لغرض اجراء التجارب عليهم واستخدام دمائهم لانجاح عملية (مزدوج24 ) هذه العملية التي طالما لوح بها صدام وأعوانه في جلساته العلنية حتى صارت مفردة من مفردات ترسانته الحربية !وقد تضمنت الوجبة الثالثة 2400 انسان ونفقت بالكامل دون ان تفي بالغرض المطلوب ثم أعقبها ارسال 850 مواطنا لاستحلاب دمهم ويعلم الله كم سبقهم وكم أعقبهم ،واي مجزرة هذه التي أنشأها لامتصاص دماء الابرياء ليقتلوا فيما بعد صبرا ويدفنوا في مقابر جماعية او تلف رفاتهم بالطرق العلمية!!واي نظام وحزب لا يدوم الا في بحار الدماء ولا يستطعم الا الأشلاء البشرية بعد اتهام الضحايا بتهمة انهم عراقيون .يحق للبعض ان يطعن بهذه الوثائق او يدعي انها قد تكون مفبركة ،اذا ما تجاهل الأساليب الوحشية التي استخدمت في ضرب المدن والقرى في كردستان العراق وفي الجنوب والوسط ،ومن ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليتا وغيرها من الأسلحة الإستراتيجية ،ناهيك عن لآثار التي كشفتها المقابر الجماعية ومنها دفن الأطفال والرضع والنساء والشيوخ وهم إحياء ،او تفجير الضحايا بأصابع الديناميت وغير ذلك من أساليب ،بيد ان على المحكمة الجنائية العليا الالتفات لتلك الوثائق والتحري عن أصولها ومطالبة المواقع الناشرة والمؤسسات الإنسانية الراعية لها بتقديم كل ما يمكنها من تلك الأدلة إحقاقا للحق وخدمة للعدالة ..ملاحظة للاطلاع على هذه الوثائق ابحث على العنوان (وحدة المجازر البشرية)على صفحات البحث في الانترنت.. او الرابط www.9neesan.com/docs/doc38.htm1)الى مدير الامن العام في بغدادمن المسؤولين في (وحدة المجازر البشرية)تحية الكفاح في سبيل العراق .... اما بعدوصلتنا قبل مدة الوجبة الثالثة من المخربين المحتجزين والذين بلغ عددهم لحد الان 2400 / الفين واربع مائة .. ان الكمية المطلوبة من الدم لنجاح عملية مزدوج 24 ينقصها الكثير يجب ارسال الوجبة الرابعة باسرع ما يمكن لان القيادة العامة تنتظر النتيجة الحتمية . يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة ومراقبة السواق والضباط الذين يقومون بنقلهم من جانبكم واحراق كل الوثائق لدى المسؤولين وخاصة الوثائق العلمية والتخلص من كل من لديه معلومات حول عملية مزدوج 24 وخاصة الاكراد .الدكتورهـ . م . ررئيس اللجنة المشتركة لفريق (1) م. كيماويفي . ج. أعضو لجنة فريق (1)____________________________________________________________________(2)من مدير مخازن الصويرةالى رئيس (وحدة المجازر البشرية)ردا على كتابكم المرقم 243/ج/15 في 6/7/1990 الموقع من قبل العميد حاتم عبد الله صكر عضو اللجنة المشرفة لفريق عملية (مزدوج 24) والمخول من قبل السيد مدير الامن وعدد من موظفي الابحاث العلمية التابعين للاستخبارات العسكرية ، نرسل لكم الوجبة الثالثة من المخربين البالغ عددهم ثمانمائة وخمسون وبالارقام التسلسلية ، اتمنى لكم النجاح والموفقية لانجاز هذا المشروع الحزب والامة .اخوكم الاميند. ع ا الزبيديمدير مخازن الصويرة27/7/1990____________________________________________________________________(3)رسالة رقم المنشئ تاريخ الانشاءسرية وفورية 176 28/10/1989الى / وحدة مخازن الصويرةمن / وحدة 5013 ( و . م . ب )نرجو ارسال الوجبات الاخرى من المخربين الاكراد باسرع وقت ممكن لان العملية مزدوج 24 تحتاج الى المزيد . لقد وصلتنا لحد الان وجبات من المخربين والقيادة العامة تريد منا نتائج عملية مزدوج 24 باسرع وقت ممكن .ودمتم من اجل الحزب والثورة العقيدآمر وحدة 5013ع . ك . ك____________________________________________________________________ (4)رسالة رقم المنشئ تاريخ الانشاءسرية وفورية 75 26/10/1989الى / وحدة 5013 ( و . م . ب )من / مخازن الصويرةلقد ارسلنا – حسب طلبكم – الوجبة الثانية من المخربين الاكراد والبالغ عددهم (1860) لاتمام تجارب عملية مزدوج (24) .ودمتم من اجل الحزب والثورةالعقيدآمر وحدة مخازنالصويرة____________________________________________________________________ (5)بسم الله الرحمن الرحيمسري للغاية وشخصيآمر قاطع اربيلالحركاتالعدد / ح1/277التاريخ 3/8/1986الى وحدات القاطع : ف 24 د.ر.والسيطرة على قنابل البايولوجية الكيماويةكتاب وزارة الداخلية السري للغاية والشخصي 288 في 18/5/1986 وكتاب وزارة الدفاع السري للغاية والشخصي 10135 في 25/4/1986 المبلغ بأعلاه دائرة التدريب 136 في 27/5/1986 المثبت على اصل كتاب رئاسة اركان الجيش المكتب الخاص السري للغاية والشخصي 5801 في 26/5/1986 المبلغ بكتاب قيادة الفيلق الخاص السري للغاية والشخصي 1530 في 2/6/1986 والمعطوف على كتاب اللجنة المختصة المسيطرة على تداول المواد البايولوجية والكيمائية السري للغاية والشخصي 22 في 23/6/1986 والمبلغ الينا بكتاب قيادة قواة جحفل الدفاع الوطني / 5 السري للغاية وشخصي 292 في 24/8/1986 .
https://telegram.me/buratha