( بقلم : ستار عواد * )
بعد مرارة العيش في الغربة التي لم تدم طويلا بسب التغير الكبير الذي شهده العراق بازاحة جمهورية الخوف والرعب . عدنا الى الوطن في الايام الاولى التي تلت سقوط صدام وكان المشهد مأساويا على الرغم من التلذذ بمشاهدة صور الطاغية وهي ملطخة بالطين وتماثيله التي اسقطتها الجماهير . المشهد المأساوي والمولم هو مشاهدة بعض ضعاف النفوس وهم يسرقون موسسات الدولة . وبعد عودتي الى اهلي وناسي سمعت مايدعوا الى الذهول وما لايصدق من عمليات سرقة قام بها السراق لمصارف الدولة والوزارات ومحتويات الدوائر الخدمية كمحولات الكهرباء ومضخات الماء والغريب في الامر وجدوا هولاء السراق بعض المبررات الشرعية من بعض رجال الدين وتحت شعار ( اسرق وتصدق) واخذهولاء السراق بفتح مشاريع كبيرة تمتد لدول عديدة في العالم واصبحوا من كبار التجار في البلد لا بل سياسيون اشتركوا في الانتخابات الماضيه وتربع قسم منهم في البرلمان العراقي الجديد وانضم قسما اخر منهم الى تيارات دينية واحزاب سياسية ليكون لهم غطاء شرعي في ضل دولة المحاصصات . كل ذلك كان من على مراءا ومسمع الشرفاء من ابناء هذا البلد ولثقة الجماهير المفرطة بمن سياتي للحكم من قوى المعارضة والشخصيات السياسية المعروفة . لمعاقبة السراق كتب الناس على جدران الموسسات الحكومية عبارات تذم هولاء السراق وتتوعدهم بالعقوبة حال تشكيل الحكومة الجديدة . فقبل ايام وانا اتجول في شوارع بغداد الخالية بسب الازمتين ازمة الوقود والازمة الامنية لفتت انتباهي عبارة مكتوبة على احد الجدران التي لم تطالها يد الاعمار المكتفية بطلاء الجدران مفادها ( السارق معروف في الحكومة الجديدة ) مما اثار انتباهي وحاولت ان استذكر مدى ثقة الناس بعد التغيير في الحكومة الجديدة وتعليق الامال الكبيرةعليهم حتى اني شاهدت تشاجر بين اصدقاء حول مسالة اعادة اعمار العراق وكم يحتاج من الوقت كي يصبح مثل دول الخليج حيث قال الاول ستنجز الحكومة ذلك خلال ثلاث اشهر بينما رد عليه الثاني وقال له لا ستنجز ذلك خلال ستة اشهر . وللأسف الشديد أن احد كبار السراق يجلس الان في البرلمان ليمثل الشعب وصل عبر انتخابات ( ديمقراطية جدا ) وفق نظام القوائم التي اختلط بها ( الحابل بالنابل ) اتاحت له ولامثاله ممن لااعرفهم انا ان يصلوا الى البرلمان وغيرهم في مجالس المحافظات . ما اريد ان اصل اليه في هذا المقال هو استشراء ظاهرة السرقة لتوقع بعض المسوليين والوزراء في ظل غياب الاداء الحكومي للتصدي لمثل هولاء الذين ينهشون بالجسد العراقي ومطلوب ايضا دور اكبر لمفوضية النزاهة لملاحقه هولاء من المسوليين وغير المسوليين ومراقبه من سرق مال الشعب بعد سقوط النظام وان لاتاخذها في الحق لومة لائم في التصدي لمثل هولاء *اعلامي في تجمع عراق المستقبلاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha