( بقلم : جمال ناصر )
المعروف للجميع ان الحكومة العراقية في زمن الدكتاتور صدام حسين كانت حكومة يكرهها الجميع، باستثناء من راهنوا عليها، وهم ادوات الجلاد... الئك الذين لا تُغيّب العصور والازمان نماذج على شاكلتهم في جميع حقب التأريخ.. يُسورون الطغاة ويلتفون حول المستبدين. ووفقا لمعادلة تضارب المصالح جاءت اللحظة التي شهرت فيها الادارة الامريكية سيفها المسلول بوجه صدام حسين ونظامه القائم على مبدأ القوة، فقادت ضده حربا ادت الى اسقاط حكمه بعد فترة تجاوزت الخمسة وثلاثين عام.. وبُعيد الحرب في منطقة الخليج حصل فراغ سياسي في العراق على اثره اصدرت الامم المتحدة قرارا يوضع العراق تحت ادارة الجانب المحتل وفقا لمقتضيات الشرعية الدولية، ثم بعد ذلك حصل اتفاق بين الجانب الامريكي وبين اغلب القوى السياسية العراقية آنذاك بموجب هذا الاتفاق يتم نقل القرار العراقي والسيادة العراقية للعراقيين وفق جدول زمني واضح كما هو المعلن. وفي هذا السياق قامت العملية السياسية ومرت على مراحل زمنية، ابتداءا من النصف الثاني من عام 2003 وحتى هذه اللحظة، تخللتها طوال هذه الفترة محطات كثيرة ومهمة في العمل السياسي في العراق، وفي كل شوط من تلك الاشواط تلتحق جماعة سياسية معينة حسبما تراه يتناسب ما لها من قناعات. في هذا الاطار لابد من التاكيد على نقطة مهمة جدا وهي ان من يتقدم للمشاركة في العملية السياسية التي قامت بعد اسقاط صدام حسين عليه ان يلتزم بالاطار العام للمتغير السياسي في العراق، طالما دخل العمل السياسي بمحض ارادته، لكن الذي لايوجد له مبرر منطقي هو ظاهرة اصبحت تتكرر بشكل ملحوظ وخطير، اذ ان البعض يدخل في العملية السياسية ويتسلم مناصب مهمة وحساسة في الدولة ويطبل للتغيير الذي حصل بعد 9/4/ 2006 ثم بمجرد ان يودع المنصب ينقلب راسا على عقب ( بعيدا كل البعد عن القراءات النقدية الهادفة ) ثم يبدأ بمهاجمة العملية السياسية بمجملها فيخوّن القائمين عليها ويشكك بآخرين كانوا شركائ له في السلطة فهذه قمة التلاعب بمصائر الناس وقمة التخبط السياسي المرفوض. ان هذه القضية اصبحت ظاهرة ملفتة للنظر، خصوصا وان استحقاقات تلك الظاهرة ادت الى خلط المفاهيم بانتقائية عالية، فالوجود العسكري في العراق في وجهة نظر البعض هو قوات احتلال اذا كان هذا البعض خارج جدول المناصب اما حينما يحصل على منصب سياسي فالوجود العسكري الاجنبي يتحول برمته الى قوات متعددة الجنسيات بين ليلة وضحاها. النماج على تلك الظاهرة كثيرة جدا فبعضهم كان في الحكومة وبعضهم كان يتسلم رئاسة اجهزة امنية حساسة جدا كما ان العديد منهم كانوا اعضاء تحت قبة البرلمان ادعوا الدفاع عن ثوابت الوطن وادو القسم على مرأى ومسمع الجميع، فيا من تحرصون على هذا الوطن يكفينا مجاملات ومن ليس على قناعة بالتغيير يفترض ان يكون مستبعدا عن مطبخ القرار هذا اذا توفرت الارادة لحقن دماء العراقيين. جمال ناصر كاتب عراقياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha