( بقلم : المحامي طالب الوحيلي )
الحديث عن طائفية النظام الصدامي ،قد يستغرق كل اوصافه الاستبدادية والاجرامية كون هذه الطائفية قد شكلت نمطية ذلك النظام فاعلن الحرب على اتباع اهل البيت وفق منهجين ،قانوني تعمد به تصفية الصفوة الصالحة من رجال الدين وطلبة الحوزة العلمية ،وامتدت مخالبه الى كل انسان ينتمي الى هذا المذهب وينهل من معينه الصافي ،بعد ان كيف معظم نصوص القوانين العقابية لكي تفرض اقسى عقوباتها على الابرياء من تلك الاغلبية المبتلاة بحزب البعث وزبانية صدام .
فيما حرمت هذه الاغلبية من التمتع بحقوقها الاساسية ومن ذلك احتكار المناصب الحكومية المهمة لطائفة ذلك الطاغية ومواليه ،ومن النادر جدا ان نجد احدا من اتباع اهل البيت وقد تسنم منصبا مهما الا لكونه الاكفأ والاجدر وبذلك تغلب مصلحة النظام الضيقة فيذعن لذلك مع تربصه وفرض الرقابة القاسية على العاملين خارج نطاق ولائه ،وهم كثر ،وهم اساس اندحاره حيث وثبوا له في الكثير من الميادين حتى جعلوه كالجرذ الرعديد ،ولعل احداث الانتفاضة الشعبانية المباركة انصع دليل على ذلك..
ولقد كان شهيدنا السعيد النقيب طالب ثويني حمزة احد الرجال الافذاذ الذي فرض نفسه ووجوده على ذلك النظام عبر نجاحه الباهر في دراسته ،حيث ولد عام 1962 وانهى دراسته الاعدادية /اعدادية الصناعة ،ودخل الكلية العسكرية ليتخرج بقدرته وكفاءته برتبة ملازم ثان بعيدا عن توصيات واملاءات ذلك النظام وحزبه لتبدا فيما بعد مكابداته مع الاستخبارات العسكرية ومنافقي حزب البعث وترصدهم لكل حركاته وسكناته ،ولانه ابن اسرة عرفت بمقارعتها ذلك النظام ومواقف اشقائه من سياساته ،فقد تعرض الى سلسلة من المضايقات والاستدعاءات التي ادخلته الى غرف التعذيب فنال فيها اشد واقسى الوانه حتى حكم عليه بالحبس لسنتين بتهمة اخفاء معلومات عن شقيقه .. وبالتالي طرد من الجيش وحرم من كافة حقوقه المدنية والسياسية مع استمرار تلك الزمر الجبانة على تعقبه ومراقبته ،حتى سقوط الصنم ،فتحرر من تلك الهيمنة الغاشمة كحال معظم ابناء شعبنا ،ووجد ان ساحة جهاده قد انفرجت كصف صلب ضد قوى الارهاب من بقايا وايتام الطاغية وتلبسهم بلباس التكفيروالطائفية ،حيث اعيد الى الخدمة في صفوف الشرطة التي اخذت نسغها الجديد الذي يبعدها عن المسلكية وتركة الماضي ،وقد اصبح ضابط دوريات الكرخ /البياع وحي العامل التي حفلت بالكثير من المصادمات الدموية ،بعد ان تكالب عليها الارهابيون بجرائم التفخيخ والتفجير والاغتيال .اما رتبته كنقيب فقد جاءت دون استحقاقه لان احد اساليب مضايقته في العهد البائد كانت تتمثل بتاخير ترقيته كونه من اتباع اهل البيت وكان اخر استحقاقه هو رتبة عقيد..
كان الشهيد السعيد طالب ثويني حمزة من المتمسكين بخط المرجعية ومن المدافعين عن نهج المجلس الاعلى والموالين له وقد بدأ ارتباطه مع نظم الامة عام 2004 مما زاده ذلك حرصا وتفانيا بخدمة النظام السياسي الذي استمد جذوته من ديناميكية المجلس الاعلى ودوره الاساس في الحركة السياسية ،وقد جاهد بكل بسالة في مطاردة بؤر الارهاب في منطقة الكرخ والمناطق التابعة لها كما تمكن من كسر شوكتهم مع الرجال الذين عملوا بامرته بين دهم لاوكارهم واصطيادهم ،اومطاردتهم اينما وجدوا ،ولكن طبيعة الغدر الذي اعتادوا عليه بما يمتلكون من خسة وجبن دفعهم الى ترصده ومهاجمته في منطقة العامرية الموبوءة بالقتلة والتكفيريين وذلك بتاريخ 21/12/2005 .
واقل وفاء لهذا الشهيد الخالد الذي ذهب الى ربه مجاهدا محتسبا هو استذكاره واسرته واعادة استحقاقاته ورتبه التي استشهد ولم يحصل عليها.فسلام عليه وعلى شهدائنا الابرار يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثوا احياء ..
https://telegram.me/buratha