بقلم : عراقيـــة
تعقيبا على التقرير الذي نشرته صحيفة ( جون هينكس) الامريكية عن ان عدد ضحايا العنف في العراق من اذار 2003 ولغاية شهر تموز الماضي يقارب 650 الف شخص , تلك الاحصائية نفاها الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية وبان هذا العدد مبالغ فيه وتفتقد الى ابسط قواعد الدقة والتحري المطلوبة . هذا العدد الضخم من الضحايا حتى وان شككت به الحكومة التي لو قدر لها وتحرت عن تلك الاعداد ربما تجد هذا العدد مناسب وطبيعي اذا لم يكن اكثر من ذلك بكثير , فانها الحرب الاهلية نعم هي كذلك وهذا ما يلمسه ابن الشارع العراقي وحالة التوتر وانعدام الامان وعمليات التهجير القسري للعوائل . وما عملته الحكومة لتوفير الامن هو في المناطق الساخنة والتي يكثر فيها الارهاب تترك الاهالي يستنجدون بالحكومة اطول فترة ممكنة ثم تذهب اليهم بعد ان ابيد ما ابيد منهم وهجر من هجر والمصيبة ان تسمي عمليتها بعملية الرد السريع كما هي الحال في ردها على اهالي محافظة ديالى فلم ترسل قواتها الا بعد ان طفح كيل الاهالي الذين عانوا الويل من عصابات التكفير السلفي والبعثي الارهابيين . وما يجري في مناطق سبع البور وابو غريب والمدائن وفي اغلب حزام بغداد ومناطق داخل العاصمة والمسؤوليين عنها من الذين يتكلمون باسم الشعب ويعتبرون انفسهم ممثليين عنهم ويجلسون تحت قبة البرلمان ولهم حصانة برلمانية فهم بعيدون عن المسائلة او المحاسبة ربما انهم فوق القانون ويجيزن لانفسهم العمل الاجرامي بما يحلوا لهم . وكل حزب منهم يمتلك من المليشيات وفرق الموت ما يستطيع ان يهدد به مناطق عامرة بالسكان وان يقوم بنشر الفوضى بينهم وما عمليات التهجيير الا نتيجة لاعمال تلك المليشيات وفرق الموت . فها هم اعداد من فدائيوا صدام انضووا في مليشيات عدنان الديلمي وكونوا فرقا طائفية للموت والتي تمارس نشاطها ضد اتباع ال البيت عليهم السلام في حي العدل الذي صفي وخلا من السكان الشيعة قتلا وتهجيرا فلا يمر يوم الا ويعلن عن مقتل العديد من اتباع اهل البيت على يد عصابات عدنان الديلمي, ولا قوات امريكية تتدخل ولا قوات عراقية وتركوا الاهالي ضحايا سهلة بيد المجرميين فندائات الاستغاثة لم تسمعها الحكومة الى الان حيث ان اعداد الضحايا لم يصل الى الحد المطلوب لكي تسمح للقوات العراقية بالتدخل !!!, فلم يسلم منهم العامل البسيط او المرأة او حتى الطفل الصغير لهويته الشيعية . ومليشيات الحزب الاسلامي والجيوش والالوية التي تعمل تحت حمايته والتي تمارس نشاطها الاجرامي باسم المقاومة , ولا ننسى مليشيات المجرم مشعان الجبوي وغيرهم الكثيير فلا يوجد مسؤول منهم الا وله مليشه خاصة به وتمتلك من السلاح ما تمتلكة قاعدة عسكرية وهي من يقوم بعمليات القتل او التهجيير وحسب تخطيط مبرمج .فالاعداد التي ذكرها التقرير الامريكي هي حصيلة ثلاث سنوات , وهي ربما تكون منصفة للواقع الحالي وما يجري على الساحة العراقية . فلا يمر يوما الا ويعثر على العشرات من الضحايا المعصوبة الاعيين او المحروقة او المشوهة والملقاة في الشوارع او في النهر او في البساتين او فوق المزابل او في مجاري المياه , والكثير منها مجهولة الهوية والاعداد الهائلة التي تصل الى المستشفيات وخاصة في بغداد والتي تقدر يوميا بالمئات . ويبقى العراقي ينتظر رد الحكومة واجهزتها الامنية وكيفية معالجتها لتلك الطامة الكبرى التي عصفت بالشعب العراقي نتيجة تصرفات بقايا البعث وفرق التكفير الشيطانية اثر سلطة افتقدوها . الشعب هو من اكتوى بنار الحرب الاهلية وهو الذي يعيشها و يعاني منها وهوالذي يتعرض للخطر المحدق به وهو من يفقد الاحبة والاعزاء بشكل يوميا مخيف وهذا ما يجعلهم يستخفون بالمصالحة الوطنية او مواثيق الشرف ويستهزئوا بها لانها لا تجدي نفعا من غير القضاء على ارهاب المليشيات وفرق الموت ومحاسبة المسؤوليين عنها وشملهم بقانون الارهاب وقانون اجتثاث البعث وتطهير مجلس النواب منهم . اما عمليات التهجيير القسري فبين الحين والاخر تتصاعد اعداد العوائل المهجرة قسريا من مناطقها ونطالع احصائيات جديدة من وزارة المهجرين والمهاجريين عن تلك العوائل في مناطق ديالى وسبع البور والمدائن وابو غريب ومناطق حزام بغداد ومناطق داخل بغداد وغيرها فاخر احصائية للوزارة 51037 عائلة تركت ما تملك ونجت بحياتها من بطش الجماعات المسلحة والتي تتخذ من قيادات برلمانية واحزاب وهيئات سوء وفسق معروفة مظلة لتمارس اعملها الاجرامية تحت ظلها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha