المقالات

الى متى السكوت؟ <تعقيبا على مقالة الأخ احمد الياسري>

1810 18:39:00 2006-10-12

( بقلم : المهندسة بغداد )

بعد أن فتح لنا الأستاذ محسن الجابري جرحا بنشر خبر عن تجاوزات أبناء الأردن التي لا نستغربها انبرت اغلب أقلام الموقع تكتب في هذا المجال وكلا حسب تجربة شخصية أو تحليل منطقي للأحداث ومن بين المقالات الافتة للانتباه هي مقالة الأخ احمد الياسري صاحب المقالات الذهبية التي تفيض حزنا على الماضي والحاضر غدوت امرر عيوني على سطور المقالة وعن تجربة الأخ الفاضل والتي لا أتصور أنها استمرت لاكثر من يوم واحد كمجموع ساعات ورغم ذلك فهو يحمل كل هذا الأسى والشعور بالخيبة من جيرانه جار السوء الأردن  فالرجل وكما اغلب العراقيين يأسف على إذلال ابن العراق وعلى المليارات التائهة في هذه المملكة واليوم من خلال تجربتي التي عقدت العزم على كتابتها لان فيها جانبا لم يتطرق له احد ولأني رأيت أن ساعات إذلال قليلة عكست على الأخ كل هذا السخط فما يقول في سنوات إذلال ماذا ممكن أن تعكس؟ أريد اختم سلسلة < بلاوي الأردن باكبر بلاء> ورغم إن اغلب الأقلام تطرقت الى سيئات هذه الدولة وقبل ان اطرق مثلهم لها أقول لكل من صار بعثيا وأيد البعث كل هذا الإذلال بسببكم لو لم تعينوا ابن العوجة وربعه لما حصل كل هذا انتم مجرمون بحق <صبرا على النوايب الي نبعت من الدار صبرا خويا قبل العتب على الجار > وطبعا عتبي على الذي شرب من دجلة اكبر من عتبي على حفدة قوم لوط  فحسبنا الله ونعم الوكيل في عراقيون فقدوا ضميرهم .

وأعود الى قصتي المتواضعة التي تعد نموذجا لآلاف القصص فالأمر ليس استعراضا لهمومنا  كما يعتقد البعض فقصصنا متشابهة لان مصدر الظلم واحد .فبعد  إكمالي الدراسة الإعدادية وإكمال امتحان البكلوريا وبشكل رائع أدركت إن حلمي حتما ضائع في استحصال مقعد في كلية الطب لسبب بسيط إن هذه الكلية تستقبل معدل < في وقتها> أكثر من 100 %نعم طب بغداد 102% !! لهذا يجب أن يكون لديك $ هذه ليست رمز الدولار! ففي وزارة التعليم كان هذا رمزا لمن يحمل والده صفة صديق الطاغية ليحصل ابنه على خمس درجات إضافية على المعدل ويأخذ مكان وحق غيره من المجدين. كان معدلي حينها 96% ولم يكن لدي استعداد آن يسرق حلمي وأنا ساكتة لهذا قررنا أن نسافر وأحاول استحصال المقعد في الأردن ولم يبخل أهلي بكل ما يملكون ليحققوا هذا الحلم بالإضافة الى قرارنا بترك العراق  نهائيا أن تيسر الأمر فالحقيقة كانت غايتان للمصداقية أقولها فلقد كانت ضريبة من يخرج من العراق 400 ألف دينار عراقي أي 200 دولار في وقت عسير جدا على الشعب .

ذهبنا الى مصرف الصالحية حيث الإيداع ساحبين معنا <كونية فلوس> كانت النقود أوراق لا قيمة لها فحملناها بالكونية والله شاهد وغادرت الحدود ورميت حجرا باتجاه عراق صدام التكريتي حتى لا أعود !! وكنت حيث اذكر هذا الموقف ارتعب كيف أتمكن من رمي حجارة على وطني !! لكنه فعلا لم يكن لنا كان ملك البعثية  دخلنا العاصمة عمان وقبل ان ارتجل من السيارة تأسفت على النقود التي أعطيناها لصدام حتى نرى هذه العاصمة المتواضعة الصغيرة وان تكون هي حلم لنا ؟ وبدأت سلسة البحث والتقصي عن الجامعات وكانت محاولات خجولة فلم اعرف أين اتجه ولولا شيمة العراقيين هناك الذين انبروا للسؤال لي وكأني قريبة لهم أو أخت وجاءوا بالخبر اليقين مجرد تسجيلي في جامعة متواضعة يكلفني 400 دينار أردني  أي قرابة 600 دولار ناهيك عن الكتب والمواصلات والسكن  ...الخ وبعد أن لملمت الناتج توجب أن يكون معي 12 ألف دولار لإكمال سنة دراسية في كلية الصيدلة وهذا المبلغ يساوي ضعف سعر منزلنا في  ذاك الوقت رجعت وأنا غير نادمة لأنني حاولت مجرد المحاولة ولو بهذه الخسارة أفضل من الاستسلام والرضوخ لقرارات صدامية على الرغم إنني استسلمت بالنهاية وقبلت بكلية الهندسة  مرددة جملة سأقولها حتى الرمق الأخير < مهندسة أبوها مستقل أفضل من دكتورة أبوها بعثي> وأحببت كليتي ودراستي إلا إن الألم دائما يتابعنا فالمصيبة البلاء الذي أخبرتكم عنه هو الطلبة الأردنيين وغزوهم لنا  فلا يكفي ابن البعثي سرقة لحقوقنا المعرفية ليكمل علينا ابن الأردن .

فالطالب الأردني لورد في الجامعات العراقية فهذا طالب أردني  ولكون الزمن غدار يجلس معي في ذات القاعة وبمعدل 80 % فقط والطالب العراقي يجلس معه معدلة من 93%الى 96% وياليت الأمر يقف عند ذلك فوجئنا بان الطالب الأردني يقدم اعتراض للعميد ويطالب أن يذهب لأرقى قسم في الهندسة وهو قسم الحاسبات الذي يقبل 30 طالب من كل العراق وبمعدلات توازي الطب والصيدلة وبالفعل يحصل على مراده عندما رأيت هذا المنظر لا تتصورون حجم الأسى والظلم كنت اختنق بعبرتي واشرح لزميلاتي سرا عن معاملتهم في الأردن فلم أكن استطيع أن أتكلم بحرية عن الشعب الشقيق!!! ناهيك عن الإمكانات المادية للطالب الأردني في العراق من ملابس راقية ومأكل فاخر في الجامعة والطالب الفقير خاصة طلبة المحافظات الجنوبية يرقبه من بعيد كنت أرى تلك النظرة في عين الطالب العراقي رجل لا يحمل معه غير< كروة الرجعة لبيته ويكتب المحاضرات بيدة لان ميكدر يستنسخ > ما أصعب هذا الأمر انه أصعب من سرقة الأردن للمليارات  يا ليت المسائلة هي نقود ونفط أهون علينا من العلم الذي سرقوه والمقاعد التي اغتصبوها بفضل صدام ومعيته  لقد سكتنا على ذلك يا أخي  ؟ لقد سألت الى متى السكوت الى متى؟؟؟ اعتقد ان الجواب ان لا متى لذلك لان الاهانة في الداخل اكبر فكل موالي يقتل ظلما وعدوانا اهانة وجود الدليمي وامثاله في مجلس النواب اهانة  ان نثبت عليهم وندينهم ويخرجهم الامريكان لسفارتهم اهانة  والحل ولا ارى سواه  ان نحصل على فيدراليتنا ويكون لنا خصوصيتنا كما للأكراد فالأردني لم يهن كردي ولا ينافسه في دراسته بسبب بسيط لان الكردي لا يحتاج الأردني في شيء ولا يحتاج إليه كمنفذ كما اعتاد العراق أن يكون منفذه الوحيد هو الأردن وياله من منفذ .

إن ينصركم الله فلا غالب لكم نسال الله يرضى عنا ويقر عيوننا برؤية يوم ينصر فيه الشيعة بمجيء إمام زماننا  عج وان يوفقنا للتمهيد للأمر وإقامة عدالة متواضعة لكي نتنفس الصعداء ولو لأيام قليلة  والله ولي التوفيق

أختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك