المقالات

لكم المناصب وعلينا المصائب

921 19:39:00 2010-04-03

اكرم الثوري

هذا الاسبوع ستبدأ التحالفات السياسية بين الكتل الفائزة الراغبة بتشكيل الحكومة القادمة ضمن مفاوضات لم تكن بالسهلة بسبب التباعد بين المناهج والبرامج والتفاوت بين التوجهات والتصورات التفصيلية لانماط الحكومة.ليس عيباً او مشكلة الاختلاف في طبيعة التوجهات والمناهج مازالت تصب بمجملها في المصلحة الوطنية والاختلاف سنة طبيعة يفرضها التنوع بين البشر في الافكار والمتبنيات والتوجهات وقد يختلف افراد الحزب الواحد في طبيعة الفهم والتصورات الجزيئة والتفصيلية بل قد يختلف الفرد الواحد مع نفسه عندما يغير موقفه وفكرته بمرور الزمن لاعتقاده ان التطور لا يلامس الماديات والتصورات الخارجية بل يشمل الافكار والتصورات المعنوية.فان من الصحيح ان نختلف في مجمل التصورات القابلة للتغير والنظرة الثنائية والا لاصبحنا جهة واحدة ولما تحولنا الى احزاب وكيانات وقوى ومنظمات والمقصود بالاختلاف هنا هو في التفصيلات والجزيئات وليس الثوابت الوطنية والخطوط العامة التي لا تقبل التغير او التعديل كالسيادة والوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي بشكلها البرلماني او الرئاسي.والمحذور من الاختلاف هنا هو الاختلاف في الثوابت الوطنية والخطوط العامة وهي خطوط حمر لا يمكن تجاوزها او التلاعب فيها.وطبيعة التحالفات القادمة لتشكيل الحكومة او تأطير المعارضة البرلمانية ينبغي ان تخضع للمعايير الوطنية المتجسدة بالثوابت والكليات العامة التي لا تقبل التغيير او التعديل كما أشرنا اليها.مصلحة الوطن ومصالح المواطنين هي المصلحة العليا التي ستكون محور التحالفات والمفاوضات القادمة بين الكتل والكيانات بل ستكون نفس البرامج والمناهج التي تحرك الناخب من خلالها لاختيار الكيانات السياسية التي تمثله في مجلس النواب محوراً لطبيعة المفاوضات القادمة في ترسيم التحالفات الجديدة.وقد يقال ان مصالح المواطنين والوطن كلمات كلية وذهنية مجردة يمكن اطلاقها من الجميع ولا تكشف متبادراتها اللفظية الى واقع مشخص يمكن تعريفه وتوضيحه وقد يدعّي الجميع بانه لا يستهدف في حركته ومساره السياسي سوى هذه المصالح.واذا كان هذا الكلام صحيحاً فالصحيح ايضاً ان شعور المواطن واحساسه لحاجاته الذاتية والموضوعية في تحقيق طموحاته التكتيكية والاستراتيجية هي قضية غير عصية على الافهام وهي ليست طلاسم والغازاً تتحرك في سياق التلاعب بالالفاظ بل معلومة الافق ومحددة المطالب وهي باختصار تشمل الخدمات والامن وحل ازمة السكن والبطالة والنهوض بواقعه المعيشي في مواجهة التضخم او الانكماش الاقتصادي كطموحات تكتيتكة والاعمار والازدهار وترميم البنى التحتية وتشكيل جيش قادر على الدفاع عن حدود العراق وامن داخلي قادر على حماية مكاسب المواطن العراقي وانجازات التجربة الجديدة وتطوير الواقع الزراعي والتعليمي والتدريسي كطموح استراتيجي.الانشغال بمصالح الكيان النيابي او الحزب السياسي في خضم التفاوض التحالفاتي بين القوى السياسية والانهماك بالحصص والمناصب الحزبية يعتبر اول خطوة بالخروج عن الوعود والعهود التي قطعها المرشحون لناخبيهم اثناء الحملة الانتخابية.وتنبغي الاشارة العابرة الى نقطة جديرة بالاهتمام في هذا السياسي وهي محاولة مفترضة لاستبعاد الاشكال المقدر بين التقاطع بين المصلحة الوطنية ومصالح الاحزاب السياسية لاعتقادنا بان مصالح اغلب الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية لا تتقاطع اساساً مع المصلحة الوطنية العليا لانه كانت ومازالت تناضل وتقاتل من اجل الوطن والمواطنين وضحت بمصالحها الذاتية والحزبية من اجل انقاذ الوطن.وربما النموذج الابرز للرد على الاراجيف والاشكالات التي يطرحها المغرضون متهمين المرشحين والقوى السياسية بالسعي للحصول على المكاسب الخاصة والامتيازات المادية اثناء مشاركة المرشحين الواسعة في الانتخابات النيابية سعياً وراء الرواتب الكبيرة التي يحظى بها النواب والوزراء في العراق الجديد بحسب ادعائهم، النموذج الاقرب والوجداني للرد على هذه الاتهامات هو تيار شهيد المحراب بقواه الرئيسة كالمجلس الاعلى ومنظمة بدر فهؤلاء قد دفعوا ثمن انتمائهم وضحوا بخيرة كوادرهم وعناصرهم في المرحلة السابقة واللاحقة في مواجهة ابشع نظام بوليسي في المنطقة والعالم ولم يضعوا في حسبانهم اي امتياز او مكسب سوى الاعتقال او الشهادة او المطاردة او تحمل ظروف المواجهة في الاهوار وقدموا الاف الشهداء في هذا الطريق الشائك وهو طريق ذات الشوكة فلماذا نجتزىء التأريخ بانتقائية ونركز على بعض سلبياته الجزئية ونتغافل عن المواقف المشرفة التي سطرها ابناء وانصار شهيد المحراب في المواجهة السابقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك