المقالات

الانتخابات العراقية وتحديات الحاقدين

811 16:52:00 2010-03-24

محمد حسين

الانتخابات العراقية وتحديات الحاقدين

إن عملية الانتخابات البرلمانية العراقية وبالرغم من حداثتها ومافيها من أخطاء وعمليات تزوير ، تُعد حدثا وتطورا مميزا عسيرا ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل في كل أرجاء المعمورة ، خاصة وإن الكثير من شعوب المنطقة يعانون أقسى حالات الظلم والتعسف من قبل حكوماتهم الدكتاتورية التي جاءت بالانقلابات العسكرية أو بتتويج من المستعمر ، ناهيك عن إنتهاكاتهم الواسعة لحقوق أقلياتهم الاثنية والدينية الذين يعانون ما يعانون أشد حلات القهر والتكتيم والتحجيم في بلدانهم ومجتمعاتهم التي ترعرعوا وتعلموا وعملوا فيها ، فلا إعلام حر ولا صحافة مستقلة بكل مقاييس الحيادية في النقد والرأي والتنظير . وأما إنتخاباتهم الصورية المشابهة للعهد البائد في العراق خير دليل لكل إنسان حر يعرف ماهية الانتخاب ومامعنى الحرية الفكرية وإختلاف الرأي وتباين البرنامج السياسي لكل حزب أو منظمة أو مؤسسة سياسية .ا

وبالرغم من تجربة شعبنا الجديدة فقد إنتهت وبنجاح العملية الثانية للانتخابات البرلمانية العراقية وقد حصدت كل الكتل السياسية ومرشحيها محاصيلهم من أصوات المواطنين العراقيين في الداخل والخارج ، كما وصلوا الى ثقة شعبهم الذي أختارهم بنفسه لتحقيق أحلامه في العيش الرغيد الآمن تحت مظلة حكومة عادلة يصبون لها والتي شأنها أن تراعي حقوق الشعب العراقي كافة من شماله الى جنوبه دون تمييز أو تحجيم .ا

السؤال هنا ..... هل الوجوه البرلمانية الفائزة والجديدة أهل لهذه المهمة الصعبة ..؟!!

منذ عام 2003 ولهذا اليوم يعاني عراقنا العزيز أبشع أنواع التحديات الداخلية المتمثلة بعصابات الموت ولصوص المال العام من رتبة وزير الى أدنى موظف في دائرة رسمية ، والإقليمية المتمثلة بدول الجوار التي فشلت الى حد كبير في ضبط الحدود أمام الارهابيين والتكفيريين قتلة الشعب . ورغم كل هذا وذاك شاهدنا كيفية معالجة هذه الملفات الخطرة من قبل أجهزة السلطة رغم حداثتها ورغم الفساد الاداري المتفشي في مؤسساتها الحكومية والرسمية .ا

عزيزي القارىء الكريم ... كلنا يعلم أن وطننا العزيز يمر بمرحلة وتجربة جديدة وهذه التجربة ليست خاصة بالعراق أو شعب العراق فحسب بل هي مرحلة وتجربة تخص وتعني كل شعوب وحكومات المنطقة ، وإن المواطن العراقي هو الذي يدفع ثمن النيل والوصول الى الديمقراطية والحرية والانتخاب في المنطقة ، فقد ولى زمن العبودية والتفرد في الرأي والحكم ، وهاهو العراق يسطر أروع البطولات والملاحم والصور في تحديه كل أعداء الحرية لنيل حقوقه الانسانية والشرعية التي أوصى بها قانون الخالق عز وعلا وقوانين البشر في الأرض ، وقد شاهدنا المشاركة العظيمة يوم الاقتراع رغم تلك الايادي الخسيسة التي أرادت إفشال هذا الواجب الوطني .ا

إن جميع الانظمة الدكتاتورية الحاكمة في المنطفة تخشى وصول العراق الى حالة الإستقرار والعيش بأمن وسلام خوفا على مناصبهم وخوفا من شعوبهم بأن لايصابوا بداء الحرية وتنفس الديمقراطية وإبداء الرأي في إنتخاب الحاكم وشكل السلطة ، وبما ان تأريخنا العراقي زاهر و حافل والحمد لله بالعديد من الملاحم والبطولات عبر السنين والعهود والقرون السابقة ، وعرف عن شعبنا الأبي بأنه لم ولن يبخس بماله ودمه عبر العصور الغابرة للوصول الى الحياة الحرة الكريمة ، وكل قاصي وداني يشهد له بذلك ، وهاهو اليوم يتقدم شعبنا العراقي الكريم ليتحمل هذه المسؤولية الانسانية العظمى خدمة لبلده أولا وخدمة لكل الشعوب المحكومة بالقهر والظلم ، فطوبى لنا ولعراقنا في تحمل هذة المهمة الانسانية والتي ستضاف بدورها الى باقي صفحات تاريخنا المجيد .ا

ومن خلال هذا المنبر الإعلامي نطالب أصحاب القرار وكل السياسيين العراقيين الفائزين بهذه الانتخابات الثانية بالتحديد أن يحترموا إرادة الشعب وأن لايستهزؤا بمقدراته وتطلعاته الانسانية ، وأن يدثروا الماضي المليء بالفساد الاداري المخزي وينظروا نحو المستقبل الزاهي بتقديم الخدمات في كل مجالات الحياة ، وعلى كل برلماني عراقي أن يكون خادما وفيا ومخلصا لمولاه ، ومولاه هو شعبه بكل طوائفه وقومياته وأديانه فليكن عينه وصوته ويده في مجلس البرلمان العراقي ، وليستمد من الماضي العبر ومن الحاضر الأفكار والبرامج النيرة خدمة لنفسه وشعبه وبلده ، فإن لكل عملية سياسية بداية ، وإن الانتخابات البرلمانية العراقية هي بداية عملية إعمار العراق والمنطقة برمتها .ا

محمد حسين مدير مركز الإعلام العراقي في سيدنيالمشرف العام على موقع شبكة إعمار العراقWWW.IRAQ2003.COM

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك