المقالات

كربلاء وذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة

759 18:24:00 2010-03-23

علي السماوي

لم تتغذ مدينة على قيم الثورة وروحها مثلما تغذت عليها مدينة كربلاء المقدسة...ذلك لأنها كانت فطرة نشوئها ولأنها كانت حلتها المتجددة منذ البدء.

يخرج الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) من المدينة بأهل بيته ونفر من أصحابه رافضا تقديم البيعة لحاكم ظالم فاجر وجائر مختصرا موقفه (بأن مثلي لا يبايع مثله)، والإمام هنا ربما كان قد افترض في قرار نفسه بأن أيا تكون نتيجة قراره هذا فهذا ما أرادة منه السماء، حيث هيئة تلك الإرادة الربانية ترابا سيكون له عبق آخر يلتقط جسد هذا الغريب المار عليه وكأنه قصد هذه الأرض أرض الطف لتتساقط عليها دماء هؤلاء الشهداء لتتفتح زنابق حمراء ولتولد كربلاء وليتطابق أسم هذه البقعة من الأرض على مسماها منذ أيام سيدنا إبراهيم (عليه السلام)...كربلاء الأرض المقدسة في سريانية العراق القديم.

وهكذا تشكلت أطراف معادلة كربلاء...الأرض الإنسان والثورة...وكأنه خلل أن يؤتى ذكر الحسين بن علي دون أن يقترن اسمه بالرفض والحرية والعدل والثورة..وكأنه خلل أيضا أن يؤتى على ذكر الثورة دون أن تربط بينبوعها الدائم كربلاء ...حيث الأرض والمكان الذي ستتواصل منه حكاية أولئك الذي علمهم الإمام الحسين كيف يكونون مظلومين فينتصرون.

المكان ذاته والزمان كأن يوم كربلاء هذا مثل أمسه تماما...الثلاثاء الخامس من آذار عام 1991، وأخبار جيش الطاغية المهزوم تأتي تباعا إلى المدينة مترافقة مع أخبار سقوط مدن العراق وقصباته في شماله وجنوبه بيد الثوار المنتفضين.

بعد تطهير المدينة المقدسة من البعثيين القتلة تعيش ليلتها الأولى وهي محررة تماما..ويتم أسر بعض الرموز السيئة ويختفي الآخرون، كما تم إطلاق سراح مئات من السجناء السياسيين الذين كانوا محجوزين في مقر المخابرات ومغيبين في أقبية سرية ومظلمة، لتبدأ بعد ذلك معركة الشرف والحرية والدفاع عن المقدسات، ويستبسل المقاومون في الدفاع عن المدينة المقدسة ويبقى حصنهم الأخير مرقد الإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس (عليهم السلام)، ويأتي الطاغية القزم حسين كامل المقبور عند بداية الشارع المقابل لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) يأمر ضابطا من أهل الموصل برتبة مقدم كان يقود رتلا متقدما من دبابات الحرس الجمهوري يأمره بإطلاق النار على الحرم، الضابط يرفض ويرد على حسين كامل بأننا أهل الموصل لنا تقاليدنا المعروفة في احترام المساجد وهذا المرقد بغض النظر عمن يرقد تحته ما هو إلا مسجد من مساجد الله، لا تجيزنا أخلاقنا ولا أعرافنا أن نقوم بعمل مثل هذا..يطلق الملعون حسين كامل من مسدسه وعلى الفور النار على الضابط الرافض لأوامره وكذلك على مساعده الذي رفض هو الآخر والذي كان برتبة رائد.

ثم يقوم حسين كامل بنفسه بتوجيه فوهة الدبابة الأولى إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) صارخا فيمن حوله: (أنا حسين وهو حسين ولنر من سينتصر في النهاية)، ثم يمارس حسين كامل الدور ذاته مع قائد رتل الدبابات المتقدم باتجاه مرقد العباس (عليه السلام) وهو ضابط تركماني برتبة عقيد يأمره بضرب المرقد، الضابط يغمض عينيه ويدعو الله متضرعا في نفسه بأن يميته في هذه اللحظة قبل أن يقدم على عمل شائن كذاك.

وفي اللحظة التي دنس أحفاد الطلقاء قدسية هذين الحرمين بأعقابهم نحروا كل من تحصن فيهما من النساء والأطفال والرجال وظلت أجسادهم الطاهرة مرمية لأيام حيث منع النظام دفنها.

لقد دفع النظام المقبور البائد بأشد وحداته المقاتلة ورجاله الحاقدين والغليظين ليتجابه بها وبهم مع المخاطر الكبيرة والمحتملة لاستمرار المقاومة في هذه المدينة التي ما عرفت إلا كونها علما للثورة وشهاب طريقها.

يومها كان الجميع يردد، الانتفاضة قائمة مادامت كربلاء لم تسقط بعد، والانتفاضة مستمرة مادامت كربلاء لا تزال تقاوم. ولكن يوم سقطت كربلاء كأنما سقطت دالة الثورة ولازمتها...إذ سقط بعدها كل شيء وعادت رائحة الموت والدمار والخراب لتلف العراق من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2010-03-23
العقيد الركن قوات خاصة قصي يونس من الأعظمية خريج دورة 58 كلية عسكرية كان من أطلق قذيفة دبابة بأتجاه باب الروضة الحسينية . عاد ليخبر أمه فقالت له سود الله وجهك فاستهزأ بها فأخبرته بأن نهايته ستكون جحيم , فعلا ً بعد ان أستقرت وحدته في الحبانية ذهب بزورق لصيد السمك بقنبلة يدوية إنفجرت بيده فقطعتها وتشوه وجهه فأصبح القرد أجمل منه . هجرته زوجته ولم يعد هناك من يود زيارته فدخل الى الحمام وأنتحر حرقا ً ...والله أسألوا عنه أهالي الأعظمية ..وليعتبر كل من يعرف هذا المجرم الذي قتل من الكربلائيين ما قتل .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك