المقالات

حـكـــــومة المحاصصة‘ التوافــق‘ الوحدة الوطنيــة

898 20:27:00 2010-03-21

بقلـم : مصطفـى مهـدي الطـاهـر

في ايام ذكرى انتفاضة 1991 العظيمة‘ سطر العراقيون فيما بات يعرف بيوم الحناء ويوم العرس البنفسجي من هذا الشهر‘ ملحمة قل نظيرها بل لا نظير لها في العالم اجمع‘هي ملحمة الانتخابات ‘فلم يعرف عن شعب خرج للانتخابات ماشيا تحت ازيز الرصاص وفرقعة العبوات وانفلاق الصواريخ في تحد واضح وجريء لقوى الارهاب ومنظمات القتل والرذيلة.

مع ان هذا التحدي والاصرار من قبل العراقيين لممارسة حقهم الانتخابي‘يبدو مشهدا رائعا يدعو للفخر والاعتزاز ‘لكنه ينطوي على ماينغص النفس ويقلقها ‘ لااريد طبعا ان اتسبب بالقلق لشعبي الذي اريد له السعادة والابتسامة على وجهه على الدوام ‘فيكفينا ماعانينا من الام وعذاب وتعذيب‘ لكن التأشيرعلى طفح لغرض معالجته وابراء الجسد منه‘ خير من تركه ليستفحل فيذهب بالجسد كله‘ والطفح هنا هو مااظهرته نتائج الانتخابات حتى هذه اللحظة من اصطفاف قائم على اسس تدعو للقلق الشديد واليقظة والحذر التامين‘ فلم يخرج قسم من الشعب العراقي بدافع مصالح البلاد العليا او ايمانا منه ببرنامج فيه صالح الوطن والمواطن!! ببساطة ان الانتخابات ابرزت شرخا واضحا في المجتمع العراقي وتخندقا يجب التوقف عنده والتفكير به مليا‘ لايجاد الحل او الحلول الناجعة لتحجيمه ورأبه قبل ان يستفحل ولكن ليس بالتنازل والتفريط بالحقوق.

في هذه الانتخابات كل الكيانات رفعت شعارات وطنية وضمت مرشحين من شرائح مختلفة من النسيج الاجتماعي العراقي‘ ومع هذا تحرك البعض خلف بوصلة لاتتجه نحو خدمة العراق كبلد ‘ بل انها تخدم اجندات معينة تتعدى حدوده!! ونظرة على ماافرزته الانتخابات في الرصافة في بغداد وماافرزته في الكرخ فيها ‘ يمكن ان نستنتج هذا الانطباع بسهولة.

الامر الاخر الذي يجب التأشير عليه هو ان الناخب رغم المخاطر الجسيمة التي تحملها ‘ وانه حمل روحه على كفه وخرج للانتخاب الا انه لو كان قد ارتفع بمستوى تفكيره السياسي لما بعثر اصواته هنا وهناك على كيانات متعارضة تماما في اجنداتها‘مما يعني ان ولادة حكومة قادرة حقا على خدمة المواطن والحفاظ على البلاد من الوقوع في المزالق ‘اصبح امرا عسيرا للغاية‘ فلو ان الغالبية من الشعب اعطوا اصواتهم لكيان او جبهة واحدة لَمّكنها من تشكيل حكومة استحقاق انتخابي دون الحاجة الى استجداء تاييد الاخرين والرضوخ لشروطهم التي غالبا ماتكون شروطا بعيدة عن مصالح البلاد والشعب عامة.

اذن في ظل نتائج الانتخابات‘ التي تُقّطّر بها علينا مفوضية الانتخابات كل يوم ‘والحق انها معذورة الى حد ما‘ لانها إما ان تستعجل باعلان النتائج شرط ان لاتتعرض للطعن او ان تاخذ الوقت الكافي للتدقيق والتمحيص تحت المراقبة الدائمة والبت بالشكاوى حتى لاتتعرض للطعن وبالتالي الطعن بنتائج الانتخابات كليا وسلبها شرعيتها وهذا ماتريده بعض الدوائر وما خططت له سلفا‘ اصبح تشكيل حكومة بالسرعة التي يتمناها غالبية الشعب امرا ليس بالسهل وهو السبب في تعسير ولادتها‘ بل اعطى لبعض الجهات التي لايهمها سوى مصالحها الخاصة والفئوية‘ ذريعة او ذرائعا للمطالبة بتشكيل حكومة محاصصة على اختلاف مسمياتها واتجاهاتها او حكومة توافقية او يغلفونها باسم ظاهره جميل وباطنه لايعدو كونه محاصصة هو حكومة وحدة وطنية!! التي جعلت البلاد تدور في حلقة مفرغة لاربع سنوات خلت ‘لم يستطع خلالها المواطن العراقي ان يعرف هل ان بلاده يديرها رئيس وزراء كبقية الدول التي يتولى فيها رؤساء الوزراء السلطة التنفيذية ‘ ام ان الوزراء وكياناتهم هم الذين يُسيّرون رئيس الوزراء!!!

فحكومة لايستطيع رئيس وزراءها اقالة وزير غير كفوء او غير نزيه لايمكن لها ان تخدم البلاد والعباد ولن تكون لها هيبة بين دول العالم ولايمكنها تنفيذ القوانين وتطبيق الدستور‘لانها ستكون حكومة مشلولة من داخلها.

جميل ان تكون هنالك حكومة توافقية‘ ولكن في بلد يواجه تحديات امنية جمة‘ويتعرض لاجندات تخريبية هائلة محلية واقليمية ودولية وكثير من سياسييه يضع رجلا مع الحكومة واخرى مع مناوئيها‘ تصبح التوافقية وبالا عليه لان اوانها لم يحن بعد‘ لذا على الكتلة الاكبر في البرلمان القادم ان تشكل حكومة استحقاق انتخابي وان لا تخضع للضغوط مهما كان مصدرها ‘ وان لاتخذل الشعب الذي انتخبها بالاذعان لاصحاب الاجندات الهدامة الداعين لتشكيل حكومة محاصصة او توافق او مايسمى حكومة وحدة وطنية!!

ان اصرار الكتلة الاكبر في البرلمان القادم على ان تكون الحكومة القادمة هي حكومة استحقاق انتخابي ‘انما هو احترام لارادة المواطن ووفاء بالوعود والعهود على خدمته‘ وان اي تنازل تقدمه وتحت اية ذريعة انما هو احتقار له ونكث للعهود ونكوص عن الوعود‘ واعادة البلاد الى الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها طيلة الاربع سنوات المنصرمة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك