المقالات

فـقـــــراء ومـــلايــيــــن ال$

784 21:06:00 2010-03-15

بقلـم : مصطفـى مهـدي الطـاهـر

معلوم ان 32% على الاقل من الشعب العراقي اي ثلثه تقريبا‘ يعيش تحت خط الفقر!! في بلد يطفو على بحيرات من النفط وتحت اقدامه ثروات هائلة من المعادن والغاز وغيرها من الثروات الطبيعية‘ بالاضافة الى وجود الاضرحة المقدسة والمواقع التاريخية والسياحية كالاهوار.

الحقيقة ان نسبة الذين يقعون تحت خط الفقرمن الشعب العراقي اكبر بكثير من نسبة الثلث لان النسبة المذكورة اعلاه حُسِبتْ على اساس المعايير الدولية لتعريف خط الفقر‘ ففي المعايير الدولية ان من تتوفر له اساسيات الحياة كالسكن النظامي والملبس والشراب ولكن ليس لديه طعام او ليس لديه دخل يوفر له الطعام‘ فهذا هو الذي يقع تحت خط الفقر‘ فعلى هذا التعريف لكم ان تتخيلوا كم عدد الذين يقعون تحت خط الفقر فضلا عن عدد الفقراء في العراق!!!

في العراق نسبة عالية جدا من الايتام والارامل‘وذوي الاحتياجات الخاصة‘كل هؤلاء هم بأمس الحاجة الى مَن يمد يد العون والمساعدة لهم‘ في بلد ذي ثروات هائلة كالعراق يُفترَض ان تكون المساعدة امرا غريبا يصعب تصديقه‘ لان المواطن ينبغي ان يعيش برفاه ونعيم وبكرامة وعزة لاتذله المسألة والفاقة.

سياسات الطغاة الذين تسلطوا على رقاب الشعب ومغامراتهم ومجونهم وجنونهم بالامس‘ودناءة وخسة بعض ضعاف النفوس ممَن شغلوا مناصبا ووظائفا في الدولة اليوم‘ كلها جعلت نسبة عالية من الشعب تفترش ارضا تحتها الذهب الاصفر والاسود‘ تشم رائحته ولا تلمسه ولا تراه!! فلا ماء صالح للشرب ياتيه من انبوب يرتفع سنتمترات عن سطح الارض ولا نقول ياتيه وهو ساكن في الطابق الخمسين او السبعين‘ ولا كهرباء تنير شوارعه البائسة المظلمة لكي لايقع في حفرها المتناثرة على وجهها الحزين‘ فشوارع عراقنا لاتشبه شوارع العالم فهي ليست غير صالحة لسير العجلات عليها وحسب بل غير صالحة لمشي البشر عليها!! فأرصفتها المزابل والنفايات ووسطها الحفر والبرك الاسنة!!

كثير من موظفي دوائر دولتنا العراقية‘ لايسعدهم انجاز معاملة المواطن بسرعة ويسر ‘ بل يسعدهم ان يروا المواطنين يقفون طوابيرا امامهم‘ عرضة لحر الصيف وبرد الشتاء‘ لاينجزون معاملاتهم بسرعة ويسر الا امام كاميرا التلفزيون وحالما تتوارى الكاميرا تعود حليمة لعادتها القديمة.

لانني اعرف ان العفالقة وحلفاءهم من التكفيريين يتربصون بالعراق الجديد الدوائر‘لذا احاول ان اتجنب كل قول او فعل يؤدي او يسهل لهم بلوغ اهدافهم‘ لانني اعرف انهم اذا تباكوا على الشعب!! فليس حبا به بل خداعا واستغفالا له ليتخذوه ‘سُلَما للوصول الى مآربهم الخبيثة ومن ثم يحطموه شر تحطيم‘ ولكنني سانقد مايستحق النقد في النظام السياسي الجديد بطريقة لايستطيع العفالقة توظيفه بالاتجاه الذي يخدمهم‘ فاقول ان ماتم صرفه من قبل المرشحين للانتخابات لو تم توزيعه على الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر لرفع اعدادا كبيرة جدا منهم الى مافوق خط الفقر‘ ولكان اكثر تاثيرا في النفوس من الصور والاعلانات التي صُرِف عليها اكثر من $267,000,000( 267 مليون دولار امريكي) حسب مااعلنته احدى المنظمات‘ ليس من ضمن هذا المبلغ الهائل الهدايا على مختلف اشكالها سواء كانت على شكل عملات ورقية او غيرها‘ اذن المبلغ سيكون اكبر من الرقم المذكور بكثير.

 ألا يعلم هؤلاء المرشحون ان هنالك اكثر من ثلث الشعب العراقي تحت خط الفقر؟!! ألا يدّعون بانهم يريدون خدمة الشعب في حالة فوزهم ! اذن لماذا لم يصرفوا تلك المليارات من الدنانير مباشرة عليه ‘ لماذا تركوا الصور الادمية الحية تعيش في فقرها وآلامها وصرفوا المليارات على الصور الجامدة التي مآلها الى حاويات القمامة‘ وعلى القنوات الفضائية المعادية اصلا للنظام السياسي الجديد في البلاد!!!؟ انا اقسم لو انهم صرفوها على الناس الفقراء والارامل والايتام لفازوا بمحبة الناس ورب الناس‘ ولصارت لهم ذخيرة في الدنيا والاخرة‘ ولكنهم أبَوا إلا ان يُثبتوا للناس بطلان ادعاءاتهم قبل ان يجلسوا تحت قبة البرلمان التي أنسى ويُنسي بريقها المظلومين والمحرومين‘ لان ليس فيه الا الإمتيازات الهائلة وتبادل اطراف الحديث والمكالمات الخلوية وقراءة الصحف والنوم جلوسا اوالعراك والشجار اذا ماوصلتهم مسودة قانون فيها نفع للوطن والمواطن!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امير الحسيني
2010-03-15
السلام عليكم - فئة تتستر على وزير لص واخرى تتستر عن وزير لص اخر والخاسر الاول الشعب العراقي والساكت عن الحق شيطان اخرس - ومن تستر عن لص فهو لص ومن دافع عن لص فهو شريك في اللصوصيه -انما اهل الدنيا كلاب عاويه وسباع ضاريه يهر بعضها بعضا وياكل عزيزها ذليلها ويقهر كبيرها صغيرها نعم معقله واخرى مهمله قد أضلت عقولها وركبت مجهولها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك