علي الخياط
لم يعد مقبولا هذا الخجل والصمت الخافت والخائف تجاه ما يروجه البعض من المتباكين على النظام السابق من مغالطات فكرية وتأريخية غير مستندة الى اي مسوغات حقيقية او وطنية تجاه شعبنا العراقي الجريح الذي عانى تجربة قمعية مريرة من النظام الصدامي ،والان يعاني تجربة اخرى لاتقل مرارة عن سابقتها من مواقف البعثيين الذين دخلوا معترك العملية السياسية على حساب الابرياء والمحرومين .وكم تمنيت من القلب ان تقف الكتل السياسية الشريفة موقفا ايجابيا مشرفا باتجاه شعبنا المحروم الذي عانى الحرمان والالام والقمع طوال العقود الماضية من المندسين في العملية السياسية من اذناب البعث والمتلونين كالافاعي، وتطبيق قانون الاجتثاث او المسائلة وحتى الارهاب بحق المدانين بعيدا عن المجاملات والعلاقات الطائفية او السياسية او المصلحية ،ولو مارس البرلمان دوره الصحيح والفاعل في اداء واجبه لما اطل علينا كل من هب ودب من قتلة الشعب واسباب دماره في زمن النظام البعثي المقبور وهو يتبجح بدون أي واعز اخلاقي او ديني بتهديد العملية السياسية برمتها او اعتزازه وتأكيده بأنتمائه الى نظام البعث الدموي غير عابيء بمشاعر الملايين من ابناء الشعب ودماء الشهداء والضحايا من مخلفات ذلك المقبور ونظامه، وهذا مااكده المدعو صالح المطلك حين هدد بحرق بغداد اذا ما تم منعه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة خلال لقاء اجرته فضائية الحرة معه ،ورد المطلك على سؤال وجه اليه حول ردود الافعال التي ستحصل اذا منع من الترشيح حيث قال ان العراق سوف لن يستقر ابدا وسوف تحصل تفجيرات في بغداد ولن يسكت احد في اشارة منه الى انصاره من البعثيين والتكفيريين . ان هذا الاعلان البائس ،رخيص ويدل دلالة اكيدة على افلاس هؤلاء حتى العظم..وان حلقة المطاردة بدات تضيق حول رقابهم وانهم سيقعون في قبضة القانون ، وستكشف الرؤوس الكبيرة العفنة التي تقف وراءهم ..وتمدهم باسباب البقاء والديمومة - ان اعلانا مثل هذا وعلى الفضائيات يمكن ان يطلقه اي مجنون ،او مغامر او طالب شهرة (انتخابي) وهو لاينطلي الا على السذج من الناس وهدفهم من كل ذلك- هو اثبات وجودهم ومحاولة يائسة منهم لكي يثبتوا للمخدوعين انهم قوة تاثير، ان بعض الذين كانوا يتصورون ومازالوا انهم (أهل العراق) فقط وان غيرهم من عموم الشعب ماهم الا دخلاء أتوا كمتسولين الى العراق الغني، وانهم وحدهم الذين يجب ان تكون لهم قيادة العراق مثلما كانوا سابقاً.وادوا به الى الدرك الاسفل من الانحطاط والضعف، وبثوا الفرقة والتمايز بين هذا الشعب وجعلوا فئة التي تشكل ثلثي المجتمع مهمشة تعيش على الطوارئ والخوف لانهم ليسوا من (اهل العراق) حسب رأي (أهل العراق) وبعد سقوط النظام المتداعي المتهرئ الذي كانت ثقافتهم وقيمهم هي اسس ايديولوجيته وخطابه الثقافي المقيت.وعندما شارك هؤلاء في العملية السياسية، كنا نتصور والاكثرية من المتتبعين للعملية السياسية ان هؤلاء سوف يغيرون من رؤيتهم واتجاهاتهم ـ نظراً للتحولات الوطنية والاقليمية والعالمية. ووفق الواقع الجديد للعراق.. وكنا نتصور ان هؤلاء سوف تصهرهم الاحداث الآنية والواقع الذي اعطى لكل الشعب الحق في التمثيل في العملية السياسيةالا ان الاحداث والواقع اثبت عكس ذلك...فمن (شب على شيء شاب عليه) (وأهل العراق) عليهم ان يروا كل العراقيين من اكراد وتركمان وكلد اشوريين بالاضافة الى العرب الذين يشكلون النسبة الاكبر في تركيبة المجتمع العراقي،ان يروا هذه الشرائح وهي تبرز في الواجهة السياسية والعملية وظلت الغمامة السوداء والضبابية تغلف ادمغتهم فلقد تعود (اهل العراق) ان يكون العراق تحت هيمنتهم وعلى مدى عقود اما غيرهم فهم عبيد أذلاء ليس إلا.. ولقد حاول هؤلاء ومنذ انخراطهم في العملية السياسية وتسلمهم مواقع حكومية وبرلمانية ان يشمروا عن سواعدهم ليس لخدمة العراق وبناءه والمساهمة الفعلية في العملية السياسية، انما لتعطيل المسيرة الانتخابية ووضع العصي في عجلة مسيرتها، ودعم الارهاب والفرقة ومحاربة كل توجه خير تقوم به الفئات الخيرة المشاركة في المسيرة وعندما شعر هؤلاء بأفلاسهم ونفض الكثير من اعوانهم الايدي عنهم ، لخواء طروحاتهم ومعاكستها لتيار الحياة حاولوا الان نسف العملية السياسية برمتها عن طريق افتعال الازمات وتأخير القوانين ولكن ارادة الشعب اقوى من ذلك كله..
https://telegram.me/buratha