علي سعيد العراقي
كلما سمعت احد من السياسيين يدعو الى المصالحة مع البعثيين الصداميين، ويدافع عنهم اصبت بحالة قشعريرة قوية في جسدي، وخصوصا عندما تمر بخاطري صورة عظام عمي التي استخرجناها من احدى المقابر الجماعية، حيث كان قد اعدمه النظام المقبور لانتمائه الى صفوف الحركة الاسلامية.والاكثر ايلاما وحزنا ان ابن عمي الذي لم يتجاوز عمره العشرين عاما ، يقول لي هل يريد صالح المطلك وظافر العاني وامثالهم ان يعيدوا لنا عصر البعث المقبور ليقتلونني كما قتلوا ابي؟.ماذا يتذكر العراقي-أي عراقي-من ذلك العصر المظلم غير الدم والدمار. الكردي يتذكر حلبجة والاسلحة الكيمياوية والانفال، وابن الجنوب يتذكر حفلات القتل والتدمير الجماعي، والمقابر الجماعية والقضاء على الحياة في الاهور، وابن كربلاء يتذكر قصف قبة الامام الحسين واخيه العباس بالمدافع والدبابات والطائرات، وابن الرمادي يتذكر حملات التصفيات الكبرى للضابط الكبير محمد مظلوم الدليمي والعشرات من اقاربه واصدقائه، وابن تكريت يتذكر الطريقة الوحشية التي تم القضاء فيها على الدكتور راجي عباس التكريتي، وابن بغداد يكفيه ان يتصور عشرات الدوائر التابعة للامن والمخابرات والاستخبارات التي تواجهه اينما توجه لتبث في نفسه الرعب والخوف والفزع. كل ذلك قلته لابن عمي، ابن شهيد المقابر الجماعية، وبدا انه اصيب بالغثيان والدوار، وقال لي بالله عليك كفى كفي، لااتحمل سماع اكثر من ذلك.قلت له حقك والله حقك ان مجرد تصور تلك المشاهد المروعة في الذهن يبعث على الغثيان والرعب وكل شيء سيء، فكيف اذا عشناها في الواقع من جديد؟.اللهم جنبنا شر الصداميين وابواقهم البائسة، المطلك والعاني.
https://telegram.me/buratha