حامد كماش آل حسين
المعروف إن الهمسات تكون في زمن الاستبداد ولم نسمع عــــــن همس في زمن الحرية بل جهر القول والرأي هو عنوان زمن الحرية..ولكنني أقول عندما يتكلم الجميع فــــي زمن الحرية بصوت مرتفع وفي وقت واحـــــــــد فأن الأمر يصبح بشكل لا يمكن أن يصغي احدهم للآخر فعندها يكون الهمس في هذه الحالة أكثر نفعا من هذا الصياح.... ومنها هذه الهمسات أن دام لها البقاء والتجديد إن شاء الله...
الهمسة الثانية عشر:
شجون الحديث!!
بماذا اذكر الناس وافيدهم وهم في كل لحظة امام المفيد الاكبرالقرآن الكريم وهم في كل ساعة امام المذكر الاعظم نهج البلاغة وهم في كل يوم امام خطيب كاتب وخطيب شاعر وخطيب واعظ فهل استفادوا شيئا او تأثروا بكل ذلك.يخيل لي ان الناس كانوا اقرب الى الهدى والصلاح يوم لم يكن بينهم مثل هذا العدد الوافر من ادعياء الاصلاح.اقول:كانوا اقرب الى الحق والصواب يوم لم يكن في ايديهم مثل ما فيها الآن من المؤلفات العديدة والمنشورات الغزيرة التي يتناثر منها صنوف الفلسفة وانواع الثقافات وكل يدعي ان فيها مكارم الاخلاق والحق الناصح البياض.حتى يتخيل الينا ان الانسانية سائرة في طريق الانحلال والانقراض وان شمخت فيها القصور وعظمت فيها بنايات المدارس والجامعات هذه المؤسسات التعليمية التي يمر فيها ذكر ابي الشهداء وابيه مرور الكرام ولكن تدرس شخصيات من امثال......اننا نتعجب من امة لها في تاريخها الروحي مثل شخصية الامام الحسين وابيه (عليهم السلام) كيف ساءت فيها الاخلاق وكيف لم تتطبع بطابع التضحية والشجاعة والاقدام.اننا بواقعنا هذا ورثنا الامام الحسين غصة لاتزول وبعثنا في نفس ابيه حسرة لاتنفذ منذ ان تفرقنا عن حقنا واجتمع اهل الباطل على باطلهم.اننا اكتفينا بالبكاء شوالنحيب وبلطم الجباه والصدور رغم قدسيته وانه حق لابد منه وانه لايمكن تركه لادلته الواضحه والمشهوره ولكن وحده لايكفي .كما لايكفي ان نقوم باطلاق اسم الامام على احد الشوارع او احد الازقة او مدينة من المدن .فهل نجهل ان الامام لايرضى ولن يرضى منا بحب سطحي عرضي كما لا يريدنا الا متخلقين باخلاقه فنحب ما احب ونكره ما كره ونحارب من حارب ونستهدف من المعالي ما استهدف ونعمل مثلما عمل ونسير حيثما سار.اين عين الامام ونجله ( ع ) الذي قال للمغيرة حين نصحه بأبقاء معاوية على الشام :(( ...والله لا اداهن في ديني ولا اعطي الدنية في امري ...))اقول اين عين الامام وابنه الحسين ( ع ) لترى اليوم ما اصاب الامة من الكوارث والفوادح بسبب المصانعة والمداهنة وطراوة الخلق ورخاوة العود.اين عين الامام ونجله ( ع ) وقد اطفأ الشمعة ظنا بأموال المسلمين وحرصا على حقوق المؤمنين.اقول اين عين الامام وابنه الحسين ( ع ) لترى اليوم التهافت والاسفاف والتبذير والاسراف والتسابق والتناحر على مناصب لا يستطاع منها احقاق حق او ازهاق باطل.اين عين الامام ونجله ( ع ) لترى كيف تشتت الامة وتفرقت وتنافست على قشور المادة وكيف تتنازع وتتطاحن على ممالات من اكلوا حقها وداسوا كرامتها.اين عين الامام وابنه الحسين (ع) لترى ان النزاع حامي الوطيس وراء كل جدار وترى كيف تتلى فاجعة كربلاء في المجالس والبيوت فلا تؤثر على غير العيون والمحاجر وكيف ان العظة البالغة والعبرة الدامغة فيها كالشجاعة والايمان والنخوة والكرامة والصبر والشهامة قد افلت من هذه الامة طوعا لا كرها لتذهب الى غيرنا من الامم فتسود بها العالم.اننا وصلنا الى هذا المستوى من الانحطاط بتخاذلنا وجهلنا وتحاسدنا وتباغضنا حتى تسرب الياس الى نفس كل عاقل مفكر وحتى كره الفرد وطنه ومحق قومه وسكنه واصبح حائرا قلقا متشائما يردد في كل حين :ما اوشكت ان تنتهي محن الا وجاءت بعدها محناما الرسوم فانها درست اما الرجال فانهم دفنواالعصر راجت سوق باطله والحق فيه ماله ثمنولكننا نقول هذا عجز لا يسده الا استلهام ماقيل:نبني كما كانت اوائلنا تبني ونصنع مثلما صنعواواللــــــــــــــــــــــــــــــــه هو الموفق
https://telegram.me/buratha