محمود الربيعي
مسيرة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ممارسة إنسانية شعبية
تعالوا نستكشف جوانب شعيرة المشي يوم 20 صفر
الحلقة الثالثة والعشرون وهي خاصة من وحي الطف
قبل وأثناء موكب أربعينية سيد الشهداء عليه السلام جلسنا في خيمة على الطريق العام في إحدى نواحي محافظة بابل نستقبل الوفود الزائرة لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ونحن جالسين في المخيم توجَهْتُ بسؤال لمجموعة كبيرة من المعزين والمثقفين وفي إستفتاء عام حول فوائد المشي من عدمه لأسمع أقوال وآراء وردود الأخوة الحاضرين، فأستحسن الأخوة هذا السؤال وتحيروا هل أنني مع المشي أم لا! فأجبتهم لاتسألوني أنا ولكنني أرجو إجابتكم فهلموا كل واحد منكم يدلوا بدلوه، ولنحاول أن نكتشف نحن أهل العراق تحليل هذه الشعيرة، فأرتاح الجميع لذلك وتحدثوا بطرقتين فقسم منهم أراد تعميق هذه الشعيرة بلاتردد وعدد فوائدها ومردوداتها الإيجابية والقسم الآخر حللها بالمنظار المادي وأظهر فيها بعض الآثار السلبية وأما القسم الأخير فإنه أراد تغيير آلياتها وطريقة ممارستها لتجمع بين الإتجاهين.
الأوجه السلبية لمسيرة الأربعين في نظر البعض:
وهنا أو أن أنقل لكم أوجه المناقشات الجماهيرية داخل الخيمة منها إذ أن هناك آراء إنتقدت بعض الوجوه لظاهرة مسيرة الأربعين فتعالوا نسمع أو نقرأ تلك الآراء ثم نناقشها فيما بعد عند سماع الآراء الأخرى.
أولاً: ذهب البعض الى أن مسيرة الأربعين تؤدي الى تعطيل أعمال دوائر الدولة ويولد حالة عطل عام، والبعض الآخر قال بأنها تقلل من إنجاز الدولة في الوقت الذي تحتاج الدولة فيه الى الإنجازات.
ثانياً: كما قال البعض بأن قسم من المنخرطين في صفوف المسيرة غير متدينين وقد لايُصّلون أصلاً.ثالثاً: ذهب البعض الآخر الى أنها نوع من المغالاة وقد تخلق نوعا من البدع بحيث تتطور الى المشي لكل إمام ولكل مناسبة.
إذن فهذه الآراء التي ذكرناها تصب في إنتقاد بعض وجوه تلك الظاهرة الشعبية أوالمناسبة أو الشعيرة الحسينية.
وجهات نظر وسطية تجاه مسيرة الأربعين:
فهناك أراء وسطية حيث ذهب البعض بأنه يمكن أن يكون المشي محددا كأن يكون لكل شخص واحد كيلو متر واحد أو أكثر بحيث لايأخذ وقتا كثيراً، ويقول آخرون بأنها غير مستغلة بشكل كامل وينبغي من خلالها إشاعة الثقافة والتوعية والتبليغ الى غير ذلك من الأمور بحيث تؤدي غرضها المثمر.
الأوجه الإيجابية في نظر البعض:
يقول البعض أن لهذه الشعيرة وجوهاً إيجابية كثيرة وعلى هذا الأساس فإن هذه الظاهرة:
أولا: لاتعتبر تعطيلا للعمل ولاتقلل من إنجاز الأعمال فالبركة حاصلة للأفراد والدولة يعوضهم الله سبحانه وتعالى وقد لمسوا ذلك من حياتهم ومن خلال خبرتهم في كل سنة.
ثانياً: ويقول آخرون بأنه لابأس أن يمشي غير المتدين ويشارك الآخرين في المسيرة فقد تكون هدايته عن طريق هذه الشعيرة.
ثالثاً: كما قارن البعض هذه الشعيرة بما يجري في الحج الذي يستغرق مدة شهر سنوياً.
رابعاً: إن هناك نصوص تدعم هذه الظاهرة جاءت عن طريق الائمة عليهم السلام الذين لم يمانعوا من زيارة الإمام الحسين عليه السلام رغم مايلاقوا حتى من القتل فهم لم ينهوا عن إحياء الشعائر الحسينية بل شجعوا عليها.
خامساً: أعتبر البعض أن شعيرة المشي في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لها جانبها الرياضي والصحي ووصفها بأنها ماراثون لمرضى القلب.
سادساً: كما ألمح البعض إلى أهمية الجانب النفسي الذي يمكن أن تحققه هذه الشعيرة بحيث تضفي على السالكين في درب الإمام الحسين عليه السلام الراحة النفسية.
وعلى كل حال نفحن نقول إن هذه الشعيرة أخذت بعدها الشعبي والجماهيري والعاطفي بحيث لايمكن إيقاف رغبة الجماهير في التعبير عن إحساسها الديني والوطني، كما يمكننا القول إن هذه المشاركة طوعية وغير إجبارية فلايمكن والحالة هذه أن نؤطرها ببعد رسمي أو نقف حائلاً دون ممارستها مادامت الجماهير حريصة على ممارستها.
نسأل الله البركة والمودة والمحبة والخير والسعادة وإستثمار هذه الشعيرة من جميع الوجوه الإيجابية.
https://telegram.me/buratha