سعيد البدري
من يعتقد ان بأمكانه اعادة الامور الى الوراء فهو لاشك واهم ومختل عقليا وذلك يرجع لاكثر من سبب بالتأكيد وعلى رأس هذه الاسباب ان العراقيين لم يعودوا عبيدا مملوكين لاحد ولا يمكن بأي حال من الاحوال اجبارهم على القبول بوصاية مجموعة او شخص حتى وان كان مدعوما من امريكا او اوربا او السعودية ومصر حتى وللحديث مناسبته فبعد شائعات سرت في بغداد تناقلتها بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية اشارت الى وجود انقلابيين خططوا للسيطرة على مقاليد السلطة وقد بلغت احدى القنوات الفضائية حدا لايمكن توقعه من السفاهة والضحالة وارادت بذلك خلط الامور وايضاح وجهة نظر مالكها وامانيه بعودة جديدة لايام دخول الدبابة البعثية بغداد مزهوة بثلة عملاء يقروؤن من خلال الاذاعة البيان رقم واحد للثورة البيضاء او السوداء لافرق فالامر سيان عند امثال هولاء وهنا لابد من الايضاح ان العراقيين والاغلبية بشكل خاص لن تمر عليهم مثل هذه المحاولات وان تعددت وكثرت وتباينت اغراضها واهدافها لايهمهم قطعا التهديدات ولاتشكل مخاوفا حقيقية للكثيرين ممن يعرفون الحقائق ويدركون الوضع القائم لسبب بسيط هو انهم يمسكون بالارض ولن تتمكن اية قوة مهما كان حجم الدعم المقدم اليها دوليا واقليميا ان تفرض نفسها عليهم وان حاولت لمجرد التجربة فالقضية لاتتعدى كونها انتحارا محتوما وهذا ليس منطقا ميليشاويا كما يتصور البعض ممن اعجبتهم هذه المفردة للتعبير عن سيطرة الاخرين على مقدراتهم وتهميشهم كنوع من المعارضة التي تمارس اليوم بغير وجه حق تجاه الدولة العراقية الوليدة للايحاء بأنها دولة قائمة على دعم مليشيات الاحزاب الحاكمة على حد زعمهم طبعا وان محاولات الانقلاب مشروعة للخلاص من هذه الحكومة متناسين انها منتخبة وتخضع لمقاييس اللعبة الديمقراطية اضافة الى ان مسك الارض مرتبط بحجم تمثيل الاغلبية في مؤسسات الدولة العراقية وما تسلل مجموعة من زمر البعث الى بعض المراكز الحساسة لاسيما الامنية منها الا لوجود ضغوطات كبيرة تمارس بحق الحكومة ومجلس النواب وسيكتشف هولاء ومن يقف ورائهم ان لابديل عن دولة المؤسسات الحقيقية التي ترحب بالمخلصين من ابنائها وتحتضنهم ليكونوا على مستوى كبير من المسوؤلية الوطنية وقد يكون متاحا في القادم من الايام بفعل الصراع الانتخابي الاطلاع على تفاصيل الصفقات الاقليمية التي ابرمت من قبل الانقلابيين وغيرهم لتغيير المعادلة السياسية في العراق الجديد والحل الذي نبتغيه جميعا من اجل اغلاق الباب امام المحاولات اليائسة لهولاء هو تشكيل جبهة وطنية تضم المكونات الاساسية والقوى الفاعلة تضع في حسابها ان الحكومة المقبلة يجب ان تخرج من حالة التقاطع التي تضعها بعض الكتل السياسية للفوز بأمتيازات ومكاسب على حساب المكونات والكتل الاخرى وهذا ما سيؤدي ويقود الى الاستقرار السياسي المطلوب.
https://telegram.me/buratha