المقالات

دولة الانقلابات ليست بديلا لدولة المؤسسات ...

910 18:29:00 2010-01-13

سعيد البدري

من يعتقد ان بأمكانه اعادة الامور الى الوراء فهو لاشك واهم ومختل عقليا وذلك يرجع لاكثر من سبب بالتأكيد وعلى رأس هذه الاسباب ان العراقيين لم يعودوا عبيدا مملوكين لاحد ولا يمكن بأي حال من الاحوال اجبارهم على القبول بوصاية مجموعة او شخص حتى وان كان مدعوما من امريكا او اوربا او السعودية ومصر حتى وللحديث مناسبته فبعد شائعات سرت في بغداد تناقلتها بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية اشارت الى وجود انقلابيين خططوا للسيطرة على مقاليد السلطة وقد بلغت احدى القنوات الفضائية حدا لايمكن توقعه من السفاهة والضحالة وارادت بذلك خلط الامور وايضاح وجهة نظر مالكها وامانيه بعودة جديدة لايام دخول الدبابة البعثية بغداد مزهوة بثلة عملاء يقروؤن من خلال الاذاعة البيان رقم واحد للثورة البيضاء او السوداء لافرق فالامر سيان عند امثال هولاء وهنا لابد من الايضاح ان العراقيين والاغلبية بشكل خاص لن تمر عليهم مثل هذه المحاولات وان تعددت وكثرت وتباينت اغراضها واهدافها لايهمهم قطعا التهديدات ولاتشكل مخاوفا حقيقية للكثيرين ممن يعرفون الحقائق ويدركون الوضع القائم لسبب بسيط هو انهم يمسكون بالارض ولن تتمكن اية قوة مهما كان حجم الدعم المقدم اليها دوليا واقليميا ان تفرض نفسها عليهم وان حاولت لمجرد التجربة فالقضية لاتتعدى كونها انتحارا محتوما وهذا ليس منطقا ميليشاويا كما يتصور البعض ممن اعجبتهم هذه المفردة للتعبير عن سيطرة الاخرين على مقدراتهم وتهميشهم كنوع من المعارضة التي تمارس اليوم بغير وجه حق تجاه الدولة العراقية الوليدة للايحاء بأنها دولة قائمة على دعم مليشيات الاحزاب الحاكمة على حد زعمهم طبعا وان محاولات الانقلاب مشروعة للخلاص من هذه الحكومة متناسين انها منتخبة وتخضع لمقاييس اللعبة الديمقراطية اضافة الى ان مسك الارض مرتبط بحجم تمثيل الاغلبية في مؤسسات الدولة العراقية وما تسلل مجموعة من زمر البعث الى بعض المراكز الحساسة لاسيما الامنية منها الا لوجود ضغوطات كبيرة تمارس بحق الحكومة ومجلس النواب وسيكتشف هولاء ومن يقف ورائهم ان لابديل عن دولة المؤسسات الحقيقية التي ترحب بالمخلصين من ابنائها وتحتضنهم ليكونوا على مستوى كبير من المسوؤلية الوطنية وقد يكون متاحا في القادم من الايام بفعل الصراع الانتخابي الاطلاع على تفاصيل الصفقات الاقليمية التي ابرمت من قبل الانقلابيين وغيرهم لتغيير المعادلة السياسية في العراق الجديد والحل الذي نبتغيه جميعا من اجل اغلاق الباب امام المحاولات اليائسة لهولاء هو تشكيل جبهة وطنية تضم المكونات الاساسية والقوى الفاعلة تضع في حسابها ان الحكومة المقبلة يجب ان تخرج من حالة التقاطع التي تضعها بعض الكتل السياسية للفوز بأمتيازات ومكاسب على حساب المكونات والكتل الاخرى وهذا ما سيؤدي ويقود الى الاستقرار السياسي المطلوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك