بقلم:صباح السيلاوي
الكثيرون في العراق اليوم يتحدثون عن المستقبل وعن الديمقراطية ويطالبون الجميع أن يكونوا ديمقراطيين لكنهم عاجزون عن فهم فحوى الديمقراطية الجديدة التي قد تؤدي إلى وضوح داخل النفس لا يقوون على التعايش معها أو التسليم بها.ولكن المفاهيم الديمقراطية لها أسس وقيم وليست الطرح الفاضح أحيانا والذي يأتي من خلال فضائيات تصل إلى ابعد نقطة من الكون ...وهنا لا بد لنا أن نتساءل...أليس هناك خيط دقيق بين الرقة والتهذيب يفصل ما بين الصراحة والتجريح؟..يجب علينا أن لا ننسى بان هناك مؤامرة على الابتسامة يشترك فيها مجموعة من المفسدين المندسين في العملية السياسية لا زالوا يعيشون في أحلام الماضي البغيض الذي يؤطر تصرفاتهم الغير محسوبة في تدمير كل ما هو جميل في هذا البلد الذي أضحى يتنفس الحرية بعد عقود من الدكتاتورية والتكبيل .إن ما تحدث به ظافر العاني من خلال قناة السومرية تعبير عن الوجه الحقيقي لأناس اعتادوا العيش في الظلام ولا زالوا يحلمون بعودة أسيادهم الماسونيين القابعين في دمشق والذين يبررون جرائمهم بأقوال أقبح من أفعالهم ..لقد تطاول ظافر العاني وسخر بشكل فاضح من تضحياتنا التي قدمناها قربانا للوطن من خلال الانتفاضة الشعبانية المباركة وتطاول على دماء شهداؤنا من أبناء شعبنا الكردي الذين قضوا في مجازر جماعية وبأبشع الأسلحة الكيميائية المتاحة للنظام ألصدامي المجرم .إن هؤلاء الساسة يضعون قدما في العملية السياسية ولا زالت قدمهم الأخرى راسخة في وحل الدكتاتورية التي أعطتهم كل شئ وحرمت أبناء الشعب العراقي من ابسط متطلبات الحياة عدا السجون والمعتقلات والتشريد والمقابر الجماعية..متى ينسلخ هؤلاء من ماض مرفوض ..متى يدركون إن أقوالهم التي يدلون بها في الفضائيات قد استفزت المواجع في النفوس التعبة ..إنهم يرمون الرماح الصدئة التي تتغلغل بوخزها بين العصب والعظم وتعلن لكل كلمة قيلت وتقال لأننا نخفي المعاناة بتكتم مذبوح يرفض البوح...قد تكون عزة النفس وقد تكون مجاراة الوضع ...وهذا لا يعني السكوت عن المتجاوزين على شهدائنا وتضحياتنا وهذا لا يعطي برهانا مطلقا على عدم وجود المعاناة التي لا زالت تعايشنا لان الجراح لا يمكن أن تبرأ بهذه السهولة ...من الصعب علينا أن نبكم أفواهنا ونتحول إلى نادبين في هذا الزمن الذي هو زمننا كالذي ينوح في زمن الهزائم ومن الصعب علينا أن نتقبل زعماء احترفوا الخفة كمجموعة حواة على مسرح سيرك داخلي يثير فينا الاشمئزاز والرثاء للذين خسروا الدنيا والآخرة معا..صعب علينا أن نتقبل هؤلاء الساسة ونحن كالذي ينطح صخرة ويده موجعة يشتد فيها الألم ورأسه على ظهر رصاصة ..لقد كشر المطلك بالأمس عن أنيابه الحقيقة حينما أعلن عن عودة بعثيين قتلة عن طريق قائمته اللاوطنية ليكونوا في برلمان وعملية سياسية لا يؤمنون بها..وكشر عن طائفيته وهو يلوك بالوطنية كالعلك المر حينما قال إن إجراءات هيأة المسائلة والعدالة هي استهداف للعرب السنة!!!.واليوم يطل علينا ظافر العاني ليذبح شهداؤنا مرة أخرى بسيف عفلقي جديد ويتطاول على رموزنا السياسية التي كانت مشردة ليصفها بالعمالة التي لا يخرج من دائرتها هو وأسياده القابعون في مقاهي دمشق...وليستخدم أسلحة كيميائية جديدة لينشرها على مقابر حلبجة التي تحوي رفاة شعبنا الكردي..إننا لا زلنا نعيش بين هؤلاء الوحوش الذين يحاولون أن يسرقوا حريتنا ويسلبون إرادتنا ويتحكمون في خطواتنا ويلونون ضحكاتنا وبكائنا فلا عيب أن نتمسك برموزنا وقادتنا الحقيقيون لان في ذلك هو الخلاص من أدران الماضي اللعين الذي تسبب لنا بالموت والدمار والذي يحاول المطلك والعاني إعادته إلينا تحت ستار الديمقراطية التي لا يؤمنون بها...
https://telegram.me/buratha