المقالات

عفالقة بثوب ديمقراطي

1012 14:19:00 2010-01-13

بقلم:صباح السيلاوي

الكثيرون في العراق اليوم يتحدثون عن المستقبل وعن الديمقراطية ويطالبون الجميع أن يكونوا ديمقراطيين لكنهم عاجزون عن فهم فحوى الديمقراطية الجديدة التي قد تؤدي إلى وضوح داخل النفس لا يقوون على التعايش معها أو التسليم بها.ولكن المفاهيم الديمقراطية لها أسس وقيم وليست الطرح الفاضح أحيانا والذي يأتي من خلال فضائيات تصل إلى ابعد نقطة من الكون ...وهنا لا بد لنا أن نتساءل...أليس هناك خيط دقيق بين الرقة والتهذيب يفصل ما بين الصراحة والتجريح؟..يجب علينا أن لا ننسى بان هناك مؤامرة على الابتسامة يشترك فيها مجموعة من المفسدين المندسين في العملية السياسية لا زالوا يعيشون في أحلام الماضي البغيض الذي يؤطر تصرفاتهم الغير محسوبة في تدمير كل ما هو جميل في هذا البلد الذي أضحى يتنفس الحرية بعد عقود من الدكتاتورية والتكبيل .إن ما تحدث به ظافر العاني من خلال قناة السومرية تعبير عن الوجه الحقيقي لأناس اعتادوا العيش في الظلام ولا زالوا يحلمون بعودة أسيادهم الماسونيين القابعين في دمشق والذين يبررون جرائمهم بأقوال أقبح من أفعالهم ..لقد تطاول ظافر العاني وسخر بشكل فاضح من تضحياتنا التي قدمناها قربانا للوطن من خلال الانتفاضة الشعبانية المباركة وتطاول على دماء شهداؤنا من أبناء شعبنا الكردي الذين قضوا في مجازر جماعية وبأبشع الأسلحة الكيميائية المتاحة للنظام ألصدامي المجرم .إن هؤلاء الساسة يضعون قدما في العملية السياسية ولا زالت قدمهم الأخرى راسخة في وحل الدكتاتورية التي أعطتهم كل شئ وحرمت أبناء الشعب العراقي من ابسط متطلبات الحياة عدا السجون والمعتقلات والتشريد والمقابر الجماعية..متى ينسلخ هؤلاء من ماض مرفوض ..متى يدركون إن أقوالهم التي يدلون بها في الفضائيات قد استفزت المواجع في النفوس التعبة ..إنهم يرمون الرماح الصدئة التي تتغلغل بوخزها بين العصب والعظم وتعلن لكل كلمة قيلت وتقال لأننا نخفي المعاناة بتكتم مذبوح يرفض البوح...قد تكون عزة النفس وقد تكون مجاراة الوضع ...وهذا لا يعني السكوت عن المتجاوزين على شهدائنا وتضحياتنا وهذا لا يعطي برهانا مطلقا على عدم وجود المعاناة التي لا زالت تعايشنا لان الجراح لا يمكن أن تبرأ بهذه السهولة ...من الصعب علينا أن نبكم أفواهنا ونتحول إلى نادبين في هذا الزمن الذي هو زمننا كالذي ينوح في زمن الهزائم ومن الصعب علينا أن نتقبل زعماء احترفوا الخفة كمجموعة حواة على مسرح سيرك داخلي يثير فينا الاشمئزاز والرثاء للذين خسروا الدنيا والآخرة معا..صعب علينا أن نتقبل هؤلاء الساسة ونحن كالذي ينطح صخرة ويده موجعة يشتد فيها الألم ورأسه على ظهر رصاصة ..لقد كشر المطلك بالأمس عن أنيابه الحقيقة حينما أعلن عن عودة بعثيين قتلة عن طريق قائمته اللاوطنية ليكونوا في برلمان وعملية سياسية لا يؤمنون بها..وكشر عن طائفيته وهو يلوك بالوطنية كالعلك المر حينما قال إن إجراءات هيأة المسائلة والعدالة هي استهداف للعرب السنة!!!.واليوم يطل علينا ظافر العاني ليذبح شهداؤنا مرة أخرى بسيف عفلقي جديد ويتطاول على رموزنا السياسية التي كانت مشردة ليصفها بالعمالة التي لا يخرج من دائرتها هو وأسياده القابعون في مقاهي دمشق...وليستخدم أسلحة كيميائية جديدة لينشرها على مقابر حلبجة التي تحوي رفاة شعبنا الكردي..إننا لا زلنا نعيش بين هؤلاء الوحوش الذين يحاولون أن يسرقوا حريتنا ويسلبون إرادتنا ويتحكمون في خطواتنا ويلونون ضحكاتنا وبكائنا فلا عيب أن نتمسك برموزنا وقادتنا الحقيقيون لان في ذلك هو الخلاص من أدران الماضي اللعين الذي تسبب لنا بالموت والدمار والذي يحاول المطلك والعاني إعادته إلينا تحت ستار الديمقراطية التي لا يؤمنون بها...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك