المقالات

مبادئ الائتلاف الوطني العراقي

1232 12:18:00 2010-01-13

ليث عبد الكريم الربيعي

أثمرت المساعي المخلصة للمغفور له سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (قده) لإعادة هيكلة ما وصفه قبيل وفاته بـ (ائتلاف المرحلة المقبلة)، عن ولادة ائتلاف وطني يجمع القوى الوطنية الخيرة على ثوابت وأسس لمشروع يتعدى مستوى النهوض بالواقع السياسي إلى ما هو أكثر بعدا منه بغية تقديم أفضل الخدمات للفرد العراقي الذي يعيش دوامة القتل المجاني وتكالب القوى التكفيرية والبعثية عليه، وهو ما أفضى بالنتيجة إلى تشكّل (الائتلاف الوطني العراقي) والذي يعد صمام الأمان لوحدة وتكاتف جميع مكونات الشعب العراقي بكل أطيافه ومذاهبه.وما إعلان مبادئ الائتلاف الوطني العراقي إلا تجسيدا عمليا لتلك الدعوة التي أطلقها عزيز العراق، والتي تضمنت مجموعة من الوصايا لقادة وسياسيي تيار شهيد المحراب لترميم الائتلاف العراقي الموحد، وبمقارنة بسيطة بين ما أوصى به سماحته وبين ما أعلن عنه مؤخرا نجد أن هناك تقاربا واضحا بين الاثنين، وهو ما يؤكد سلامة النظرة الثاقبة والعميقة لسماحته وروح الأبوة التي كانت تطغى على مجمل تعاملاته مع الشأن العراقي.ولو نظرنا بتمعن إلى هذه المبادئ لاتضح لنا الإصرار العميق لقوى الائتلاف الوطني العراقي لإنجاح العملية السياسية وبناء العراق الجديد من خلال تأكيدهم على الالتزام بالدستور واعتباره الضامن الأول لحماية الحريات العامة والخاصة، واحترام مبدأ المواطنة، وعدم التمييز بين العراقيين على أساس الجنس أو الدين أو المذهب أو العرق.فالدستور العراقي من أهم المنجزات العظيمة التي ولدت بعد الإطاحة بالنظام البعثي البائد، بعد أن عاش العراق ردحا من الزمن تحت رحمة الأحكام التعسفية للنظام البائد وجلاوزته, والذي كان يحدد فيه حقوق وواجبات وحدود وصلاحيات السلطة هو مزاج الحاكم الواحد والحاشية المنتفعة المتسيدة فوق القانون، وقد حرصت المرجعية الدينية على كتابته بأيدٍ عراقية وأشرفت على الكثير من فقراته مما جعله متماهيا مع قيم الإسلام العظيم.ومن المبادئ الفريدة للائتلاف الإيمان بوحدة العراق أرضا وشعبا، والمحافظة على سيادته الكاملة، وتأكيد إنتماءه العربي والإسلامي، وتأكيد الهوية الإسلامية لأكثرية الشعب العراقي.فلطالما سعى قادة تيار شهيد المحراب ومن بعدهم قوى الائتلاف الوطني العراقي على إقامة العلاقات الايجابية مع كل المكونات العراقية, والعمل على ضمان وحدة العراق ومقاومة أية مشاريع لتقسيمه, والسعي الجاد لإخلاء العراق من كل القوى الأجنبية وفق السياقات القانونية، والتأكيد على التنازل والتناصح فيما بين الجميع، فالجوامع كثيرة وكبيرة، ولنعلم أن عدونا لا يستهدف حركة أو حزبا أو منظمة أو جهة إسلامية بعينها بل يريد القضاء على قيمة التغيير السياسي في العراق، وان لا ينعم أبناءه بفرصة الحرية الممنوحة لهم عبر الطرق على وتر النعرات الطائفية والقومية.ومن اجل الحفاظ على ما أنجز من تغيير سياسي في العراق، وحرصا على مصالح أبناء الشعب التي تتهددها مخاطر الإرهاب والفساد والإفساد.. فأن إشاعة روح التعايش السلمي، وتثبيت قيم التسامح بين صفوف الشعب العراقي، وتبنّي الخطاب الوطني الموحد لهي من النقاط الحيوية جدا، ولا يتم ذلك إلا بدعوة الأطراف السياسية التي هي خارج العملية السياسية لضمها إلى العملية السياسية دون شروط عن طريق الاتفاق على قانون لتنظيم الأحزاب السياسية يشرع من قبل مجلس النواب، وإلغاء دور المليشيات المسلحة نهائيا في الشارع العراقي بالاتفاق مع كل القوى السياسية، وإحالة كل من ينتهك سيادة القانون إلى القضاء، مع اتفاقها على الحرب ضد الإرهاب والبعثيين.كما انه يؤكد على العمل على ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية وإشاعة ثقافة الالتزام بالأعراف والتقاليد العربية والإسلامية الصحيحة السائدة في بلادنا.أن العملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق عززت وبصورة جلية الهوية الوطنية لإفراد هذا الشعب الكريم، ولعل في معطياتها ومنجزاتها ما يعزز ضرورة احترامها والحفاظ عليها والعمل على إدامتها، كما وان تبادل الزيارات فيما بين الفرقاء السياسيين لهو الطريق الأمثل لتجاوز كل الخلافات والأزمات، وكذلك ضرورة الانفتاح على المحيط العربي في سبيل تعزيز الهوية العربية للعراق، ومحاولة إصلاح ما خربته السياسات العدوانية للنظام الصدامي البائد التي ألحقت أضرارا بالغة لا بالعراق فحسب وإنما بالكثير من أشقائه وجيرانه. وفي هذا المجال يؤكد الائتلاف على تطوير العلاقات مع دول العالم العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي على أساس مبادئ المصالح المشتركة وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام المعاهدات الدولية، وتعزيز فرص السلام والإستقرار، وبالخصوص دعم تطلعات الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة، وعدم إقامة أي علاقة مع الكيان الصهيوني.أن تبني مبدأ الانفتاح والتواصل مع محيط العراق العربي والإقليمي والإسلامي الذي يربطنا به مصالح كثيرة مشتركة، وعلى ضوء التقدير الواعي والدقيق لأهمية مثل ذلك الانفتاح والتواصل مرحليا واستراتيجيا وبما يخدم ويعزز موقع ومكانة العراق في مختلف الميادين، ويؤسس لواقع جديد في علاقاته مع مختلف الأطراف. واليوم حينما يزور سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي هذه الدولة العربية أو تلك فأنه إنما يفتح آفاقا جديدة معها، ويزيل بعضا من سوء الفهم لديها، ويبدد مخاوف وهواجس لا مبرر لها، ويقرب العراق إلى أشقائه، ويقرب أشقائه إليه.لاشك أن ما حوته مبادئ الائتلاف الوطني العراقي من فقرات هامة لا يمكن حصرها وإيفائها حقها بهذه الوريقات، الأمر الذي يدعونا إلى وقفة أطول وبتركيز أكثر لاستجلاء مكنونات هذه المبادئ، والحري بنا ككتاب ومثقفين التغني بها نظرا لما تمتاز به من دقة تشخيص وبعد نظر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك