ليث عبد الكريم الربيعي
المشهد السياسي العراقي حافل بالكثير من المتغيرات المستمرة نتيجة لعمليات الشد والجذب بين الأحزاب والتكتلات وما أكثرها في عراقنا الجديد، وهذا إن دلّ فانه يدل على صحة وعافية العملية السياسية الفتية في العراق، والتي بفعل هذه المتغيرات ستفضي إلى إبعاد التأثير السلبي لكل المتكالبين والمتربصين بالفرد العراقي وبالنتيجة سيؤول الوضع إلى الاستقرار إنشاء الله.هذه المتغيرات تارة نجدها تصب في صالح العملية السياسية وبالتالي الفرد العراقي، وتارات أخرى للأسف تسيء للعملية السياسية برمتها، والفيصل هنا أنها إن انطلقت من سياسيونا فهي وبحمد الله ايجابية، وان انطلقت من الآخرين فلابد أنها سلبية ولها تأثيرات جانبية. بالأمس القريب أصدرت هيئة المساءلة والعدالة (هيئة اجتثاث البعث سابقا) قرارا باستبعاد رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة في 7 آذار المقبل، وهو ما يمكن أن يجسد حقيقة صحة وعافية العملية السياسية ولعلّه يكون أول الغيث في استبعاد المتآمرين من السياسيين لعرقلة العملية السياسية الؤيدة الخطوات أصلا بفعل دسائس ومكائد المتربصين بها وبكل عراقي شريف وغيور.خلفيات هذا الاستبعاد جاءت بسبب الاتهامات التي أطلقت ضد المطلك بوجود صفقات تجارية مع زوجة الرأس العفن للنظام السابق، وهو ما يعد ضربة قاصمة للتحالف البعثي ما بين رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وما بين كتلة صالح المطلك وبعض ممن تحوم حولهم شكوك الارتباطات المشبوهة والأجندات المشؤومة، وعلى الرغم من أن الأول ربط مصيره وتاريخه بمصير شريكه في الكتلة وتهدد بالإضراب عن الانتخابات إذا ما أصرت هيئة المساءلة والعدالة على قرارها، ظنا منه أن العملية الانتخابية والسياسية في العراق ستتوقف على مجموعة من الأسماء ولن تنجح أو لن تكتمل إلا بوجودها. فان الثاني ولوّل وتوّعد وتهّدد من دون فائدة فيداه الموغلتان بدم أبرياء العراق تشهد عليه، فهو ومن لفّ لفه من مدبري هجمات القاعدة التكفيرية ومروجي دعايات عودة حزب البعث بأعداد هائلة في الانتخابات التشريعية القادمة للحيلولة دون نجاح العملية الانتخابية ولزعزعة ثقة الناخبين وعدم إيمانهم بما سيجري من انتخابات برلمانية مصيرية، يتحملون ما آل إليه حالهم بعدما نبذهم الشعب وأخرجهم من دائرته الوطنية. إننا كعراقيون ابتلينا بهكذا سياسيين شياطين لا يرون ابعد من أرنبة أنوفهم فمن الدايني والجنابي والآن المطلك ممن اعتادوا تبرير جرائمهم وخطاياهم وتسويفها لدواعي واهية لا يمكننا الخلاص من نيران شرورهم المتطايرة إلا بالبحث عن الكفء والنزيه لتفضيله وانتخابه بعيدا عن مكائدهم وأوهامهم، وحتى مطلع آذار المقبل وهو موعد الانتخابات وانتهاء الحملات الانتخابية فإننا على موعد للتلاحم ولثم الجراح لنعبد طريق الحرية ولا مناص من ذلك.
https://telegram.me/buratha