منى البغدادي
لا شك ان المتغيرات الديمقراطية في العراق الحاصلة بعد التاسع من نيسان 2009 مازالت تترسخ ببطأ في مرتكزات المفصل العراقي السياسي ومازال بناؤها في بلد عاني من الديكتاتورية والطغيان لعقود طويلة من الزمن يحتاج الى قدر من الوقت والتضحيات والتجربة باعتبار ان انهيار منظومة بوليسية طائفية تحكمت وحكمت العراق طيلة نصف قرن قد تكون لها مضاعفات جانبية وتداعيات خطيرة خاصة بعد المتغير الديمقراطي العراقي لا يتحرك بمفرده بل يحرك ويتحرك معه نظام اقليمي اهتز كثيراً بعد التحولات العراقية الجديدة.
ولا تحسبن ان المجد الديمقراطي ينال بسهولة دون متاعب ومصاعب وبدون تضحيات وتحديات بل نعتقد ان المسيرة العراقية الجديدة المخضبة بالدم سوف يستمر نزيفها وجراحها لانها تترسخ في واقع معقد وخطير لا يحتمل تجربة ديمقراطية منفتحة على كل الافاق بمستوى التجربة العراقية التي نفضت غبار الظلام والاستبداد عن وجه العراق. وفي مقابل هذه التحديات والرهانات على افشال هذه التجربة يتأكد الدور السياسي الفاعل لقادة العراق الجديد والقوى السياسية الفاعلة التي وضعت مصالح الوطن فوق مصالحها وغلبت هذه المصلحة على مصالحها الفئوية والحزبية والمناطقية.
ولعل ابرز مظهر للاخلاص والهمة والعزيمة الوطنية تجسد في تشكيلة الائتلاف الوطني العراقي الذي سيكون ضمن برامجه ومناهجه وطروحاته العملية والميدانية في وضع منهج سياسي عملي لانقاذ البلاد من ازمتها الراهنة والخطيرة. واصبح واضحاً ان الائتلاف الوطني العراقي ضمن قواه وقياداته وبرامجه الجادة سيكون الائتلاف القادم الذي يحظى باحترام واهتمام اغلب القوى السياسية وابناء شعبنا وهو ما يدعو الى الاطمئنان والثقة من جديد بالانتقال الى مرحلة البناء والتغيير والتنمية وتشكيل برلمان قوي يمثل اطياف العراق ومكوناته وهو ما ينعكس على ايجاد حكومة قوية وناهضة على تحقيق الخدمات والامن والوئام والانسجام الوطني وتأكيد الاستقرار والازدهار في بلد يتعافى تدريجياً من جراحاته النازفة.
https://telegram.me/buratha