المقالات

حينمـا تتطاول الحصى على الجبال

902 21:51:00 2010-01-09

محمد حبيب غالي

اثارت تصريحات احد حصاة السعودية على امام الشيعة السيد علي الحسيني السيستاني الكثير من الغضب على كافة المستويات وفي الكثير من الدول الاسلامية ( شعبيا اقصد ) , حيث استقبلت كافة الأوساط في السعودية نفسها وبقية الدول آراء العريفي وتهجمه معتبرينها تشدداً غير مقبول لا يخدم الأجواء الإيجابية التي خلقتها آراء معتدلة سعت للتقريب بين السنة و الشيعة في الاونة الاخيرة .فقد قال الشيخ العبيكان المستشار في الديوان الملكي " إن ما قاله العريفي لا يمثل رأي حكومة السعودية " كون ان السعودية في اخر ايامها تسعى الى نبذ الطائفية بين المسلمين كما يقولون !!! , من جهته قال الشيخ المحفوظ " أعتقد أن ما تفوه به العريفي مسيء ويجب استنكاره داخل وخارج السعودية " , وغيرهم الكثير ممن يمثلون الحكومة وغير الحكومة والكثير من النقاد والمثقفين من داخل السعودية وخارجها قد رفضوا تصريحات هذا النكرة التي تطاول فيها على اكبر اعمدة الشيعة في العالم الاسلامي , واعتبروه انه يحاول شق الصف الاسلامي في هذا الوقت الحساس الذي نحن بامس الحاجة له .تصدر الكثير من هذه التصريحات بين الحين والاخر وخصوصا على الشيعة وعلماءهم حيث سبق هذا التصريح تخرصات من الكلباني والذي عوقب بطرده من امامة الحرم الملكي كون ان الحرم المكي اشرف من ان يدنسه هكذا اشخاص كالكلباني والعريفي وغيره , نقول لماذا تتردد مثل هكذا تصريحات ولا يوجد من يردعها او يواجهها ولا يوجد نطاق خاص بتصريحات خطب الجمعة في السعودية ولا يوجد حدود للتجاوزات التي يتلفظها خطباء الجمعة هناك ( هذا لا يعني ان يتجاوزوا على حكومتهم ان ذلك يعني نفيهم عن وجه الحياة كلها ) , اي لا يوجد ضوابط اخلاقية ولا سياسية ولا اجتماعية يمكن ان تسيطر على هكذا خطب وتصريحات , اضافة الى اننا لا نعرف ما هو دور الخطيب في السعودية فمن المفترض ان يركز كلامه على علاج المشاكل والقضايا التي تهم سامعيه بشكل عام وان يقوم بتصحيح القضايا الخاطئة , ومخاطبة الناس باختلاف مستوى فكرهم , بالاضافة الى ان الاجدر بهم ان يرفعوا عنهم هذا الفكر الذي يحلل قتل المسلمين بغير وجه حق عن عقول اغلب سامعيهم . بصراحة لا اعرف ماذا انعت العريفي او اصفه , لانني متاكد من انه يعرف جيدا الامام السيستاني ودوره في حقن دماء العراقيين وخصوصا بعد سقوط الطاغية صدام , فماذا نقول على شخص يتجاوز على شخصية مثل الامام السيستاني , فالرد على مثل هكذا اشخاص يعد تكبير لهم ولتصريحاتهم , الا ان هناك بعض الافعال التي يجب ان نمارسها ونوجهها ضد كل الخطب الطائفية التي تصدر من بعض خطباء السعودية وليس على العريفي فقط مما يدفع الى ادخال ريبة داخل من يريد ان يدنس المذهب الشيعي او علماءه او معتنقيه , حيث ان هناك بعض الشيعة في بريطانا يعتزمون على رفع دعاوى قضائية بحق العريفي كونهم برطانيي الجنسية وسيقاضونه امام المحاكم البريطانية وفق القانون الصادر في عام 2006 والذي يعتبر كل تصريح يؤجج الكراهية جريمة يحاسب عليها القانون البريطاني .بالاضافة الى ان جمعية حقوق الانسان في السعودية نفسها شعرت بقلق شديد من جراء هذه التصريحات لان مثلها يعد تهجم على الملايين من محبي ومقلدي الامام السيستاني ومن ضمنهم شيعة السعودية الذين تشكل نسبتهم 17% من عدد السكان . اما بالنسبة للرد الحكومي فلم يصدر اي شي من الحكومات العربية بهذا الخصوص وكعادتهم وكانما شيعة العراق فقط هم من يقلدون السيستاني ولا يوجد مقلدين له في الخليج العربي وغيرها من الدول العربي , اما الحكومة العراقية فقد استنكرت هذا التهجم بشدة وعلى مختلف المستويات من رئيس الوزراء الى اعضاء البرلمان , حيث وجه رئيس الوزراء نوري المالكي انتقادات حادة للمؤسسة الدينية السعودية اثر هذا التهجم واصفها بانها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا , بالاضافة الى أن الشيخ همام حمودي طلب من السفير العراقي لدى الرياض إبلاغ الحكومة السعودية استنكار مجلس النواب العراقي لـ"تخرصات" العريفي , وغيرها من تصريحات الكثير من اعضاء البرلمان والذين رفضوا هذا التهجم .نحن متأكدين ان هذه التصريحات لن تكون الاخيرة لطالما انهم سيبقون على نفس هذا النهج العدائي لال بيت رسول الله وذريته واتباعه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد المسوي
2010-01-10
مقال جميل ورائع من الكاتب محمد حبيب شكرا لكم ولبراثا
احمد الربيعي
2010-01-10
ظلمت الحصى اخونا الكاتب..العريفي بعوضه ضاره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك