قاسم العجرش
كشفت مصادر مطلعة عن وجود منظومة متكاملة مدعومة من عدد من الدول الاقليمية باتجاه تغيير نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة من خلال تخصيص اموال ضخمة تصل الى اكثرمن 20 مليار دولار. واشار سياسيون ونواب الى ان بعض الاجندات الخارجية تحاول ان تتلاعب بمصير العراق وخياره الديمقراطي عبر المال السياسي الذي سيصرف في الانتخابات التشريعية المقبلة من اجل تغيير النتائج المتوقعة لها. ولفت محللون سياسيون الى ان هذه المحاولات تتمثل من خلال اعتماد ستراتيجية مشابهة لما تم في انتخابات أيران التي جرت مؤخرا، مشيرين الى ان هذه الستراتيجية تهدف الى تحقيق عدد من الاهداف بينها تشتيت الوضع العام لمكون معين من خلال ايجاد قوائم متعددة وشخصيات كثيرة، بالاضافة الى تحييد البعض من اجل عدم الخروج للانتخابات والسعي لاضعاف وتفكيك التحالفات المتماسكة. واعلن أكثر من سياسي ان الميزانية المخصصة لتنفيذ هذه الستراتيجية في الانتخابات المقبلة، تقدر باكثر من 20 مليار دولار في سبيل ايجاد قوائم وتكتلات منافسة تعمل على تشتيت الاصوات وتقليل المنجز الحاصل والتشكيك فيه ضمن منظومة متكاملة لتفكيك عناصر القوة، المؤشرات والدلائل تشير الى وجود ثلاث دول اقليمية تدفع باتجاه دعم مثل هذه الستراتيجية والمضي قدما بتنفيذها خلال الفترة المقبلة. وكانت صادر موثوقة قد كشفت عن تخصيص اموال طائلة من قبل بعض الجهات الخارجية، للتشويش على ذهنية الناخب العراقي في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
هناك عدة أسباب وراء التدخل الأقليمي وبالذات العربي في الشأن العراقي، فالعراق كان ولسنوات طوال البقرة الحلوب لدول عربية بعينها، وكانت الأموال العراقية تنفق بلا حساب ذاهبة بأتجاهات متعددة ليس بينها خدمة الشعب العراقي ولا حتى الشعوب العربية ، فالأموال كانت تذهب الى جيوب مرتزقة معروفين وحكاية كوبونات النفط ليست بعيدة عن الأذهان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلأن العراق قوة أقتصادية وبشرية قوية ومعروفة، ولأن شعبه وقف وما زال يقف الموقف المشرف من القضايا العربية المركزية ومنها قضية الحق العربي في فلسطين، فكان لا بد للصهيونية العالمية أن تحطم إرادة هذا الشعب، وكان لها ذلك من خلال نظام صدام الدموي، ولكن بعد زوال نظام صدام عادت مخاوف الصهيونية من أن يشكل العراقيين العظمة التي تقف في حلق السبع كما يقول المثل، ولذا كان لابد من إستمرار مسلسل تركيع العراقيين عبر أساليب جديدة، اساليب تضمن أن يصل الى حكم العراق ناس ليس لهم موقف سلبي على الأقل من الصهيونية ، هذين العاملين مع عامل ثالث هو أن الأنظمة العربية الشمولية ترتجف هلعا من إنتقال عدوى التغيير الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة من العراق اليها، فالعراقيين وعلى الرغم من خضوعهم لسنوات طويلة تحت طائلة حكام طغاة آخرهم صدام حسين، إلا أنهم ـ أي العراقيين ـ قد أستوعبوا الدروس الديمقراطية بسرعة، وباتوا مؤهلين لأن يصدروا تجربتهم الى الجيران ومنهم إولئك الذين خصصوا مليارات الدولارات العشرين المشار اليها، والأمر ليس غريب قطعا، لكن الغريب أن يمر ذلك دون موقف شعبي ورسمي مسؤول وهذا ما ندعو له ونعمل عليه...
https://telegram.me/buratha