احمد عبد الرحمن
مرت اربعة اعوام على تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في مدينة سامراء، وهذه الاعوام الاربعة شهدت احداثا ووقائع كثيرة، شكل الجزء الاكبر منها تحديات حقيقية امام بناء الدولة العراقية الجديدة، ونجاح المشروع الوطني، وسحب البساط من تحت اقدام اصحاب الاجندات التخريبية الطائفية.اريد لجريمة سامراء البشعة ان تدق اسفين الفرقة والخلاف والاختلاف والتناحر بين مكونات الشعب العراقي.. واريد لها ان تغرق العراق في بحر من الدماء.. واريد لها ان تعيد كابوس التسلط والطغيان والاستبداد ليجثم مرة اخرى على صدور ونفوس العراقيين، ولكن كل ذلك لم يتحقق بلطف الباري عز وجل، وبفضل الناس الخيرين والمخلصين والشرفاء من ابناء البلد، على اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.والشيء المهم ان الجميع ادركوا منذ البداية طبيعة المخطط الارهابي الدموي السيء، الذي شكل تفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام اولى حلقاته، وهذا الادراك والفهم والوعي مثل بدوره الضربة القاصمة والقاضية لذلك المخطط.واليوم وبعد اربعة اعوام، يمكن التأشير على قدر كبير من الحقائق والمعطيات الايجابية، على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية، وكل عراقي، ساهم انطلاقا من موقعه ووظيفته بأفشال المخطط الارهابي الدموي، وتعزيز الثقة وترسيخ مبدأ التعايش، ونبذ الخلافات، وتغليب المصالح الوطنية العامة على المصالح الفئوية الخاصة.وماقيل في تلك الجريمة بعد وقوعها مباشرة وفي ذكراها الاولى والثانية الثالثة والرابعة، يكفي للتأكيد على ادراك حقيقة ومغزى ما جرى، ويعد ابلغ دليل وبرهان على الاستعداد للتصدي لمرتكبيها ومن وقف ويقف ورائها. وما قيل في الامس ويقال اليوم هو ان تفجيرات سامراء تعد ضمن حلقات مترابطة في مسلسل احداث واذكاء الفتنة الطائفية وايجاد ابؤر المتطرفة لاشعال الحرب بين ابناء الوطن الواحد.وان استهداف الامامين العسكريين عليهما السلام ما هو الا لزج الشعب العراقي في حرب اهلية. وان تلك الجريمة لاتخرج عن سياق المخطط الذي تحيكه وتنفذه جهات عديدة لاتريد للعراق والعراقيين الخير والامن والاستقرار وتسعى الى بث بذور الفرقة الطائفية بين ابنائه من خلال استهداف اماكن العبادة والرموز والمعالم الدينية.وإن هذه التفجيرات تأتي لتفجير الفتنة الطائفية بين المسلمين الشيعة والسنّة في العراق خاصّة، وفي العالم الإسلامي على العموم.وماينبغي قوله والتأكيد عليه والتنبيه اليه هو ان اعداء الشعب العراقي مازالوا يتحينون الفرص، ويسعون جاهدين الى تحقيق ماربهم السيئة والدنيئة، وافشال مخططاتهم لايتحقق الا بالمزيد من التوحد والتكاتف والتعاضد والتازر بين ابناء العراق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، ومن ابعد نقطة في الشرق، الى ابعد نقطة في الغرب.
https://telegram.me/buratha