المقالات

قيلولة المحافظ

1050 17:45:00 2010-01-09

عباس المرياني

يشتهر الشعب العراقي خاصة والعربي عامة بعادة أزلية لم تتغير مع عصر السرعة والانطلاق والانترنت وهي أخذ قسط من الراحة بعد الظهر تسمى القيلولة يريح فيها جسده وفكره من مشاغل ومشاكل العمل اليومي والبيتي .وأصبحت القيلولة ممارسة يومية على مدار السنة عند البعض أو في فصل الصيف اللاهب الطويل مع وجود الكهرباء والسبلت أو (المهفة اليدوية) أو بدونهما وهي ممارسة بيتيه لا تخرج من نطاق الدائرة الضيقة للعائلة وقد يصاب الإنسان بالسهاد وامتناع الجفون عن الاستسلام إلى النوم إذا تغير المكان وهذه عادة أخرى قد لا تجدها عند غير العراقيين. لكن الجديد في هذه العادة المميزة جدا والتي تبعث رسالة إلى الآخرين عن مدى استهانة الإنسان العربي والشرقي والعراقي بوقته وتهاونه في الاستفادة منه حتى يتحفنا احد المحافظين الجدد بمرسوم قانوني يعتبر فيه القيلولة منهاج يومي في دائرته (أي مقر المحافظة) وجزء مهم من برنامجه اليومي الشائك وليس من حق أي احد وكائنا من يكون أن يتجاوز على هذا البرنامج الراقي.وليس من حق أي احد أن ينتقد الواقع البائس للمحافظة التي يتسنم هذا المجاهد مسؤوليتها كون هذه القيلولة تعطيه القدرة على الاسترخاء والتفكير والتفرغ لانجاز المهمات الجسام التي سيقوم بها في الوقت اللاحق من بناء وأعمار وتوفير للخدمات وقضاء على البطالة وإعادة أعمار البنى التحتية كما أنها تساعده على القيام بواجباته العبادية خاصة صلاة الليل كونه من المواظبين عليها ودعوته الليلية فيها لأربعين مؤمنا ومؤمنة والتي ستشمل جميع أبناء المحافظة خلال أربع سنوات وهي سابقة لم يلتفت اليها المحافظين السابقين واللاحقين.

كما إن شهريار هذا لا يحتاج إلى شهرزاد كمؤنسة له رغم تجانس اسمها مع اسمه لأنها ستسمعه حكايات تقض مضجعه وستخبره عن الواقع المزري الذي تعيشه المحافظة بكل إحيائها وأزقتها وموانئها وحقولها وبساتينها ونخلها وان الذين انتخبوه يعضون على أصابعهم حسرة وألم وأصبح اسمه مثار للسخرية والتهكم والمرارة والانتقام.ورغم كثرة الانتقادات الموجه إلى صاحبنا ومطالبة البعض بعزله أو التوقف عن هذه الممارسة في إثناء الدوام الرسمي والتواجد في المحافظة إلا انه لا زال يمارس قيلولته بكل حرية مع فراشه الوثير والبعيد عن صخب العائلة مع التزام كامل من قبل أعضاء مجلس المحافظة بقواعد السلوك الأدبي في الاستجابة لرغبة السيد المحافظ وعدم إزعاجه بعكس أجواء البيت وفوضى الأولاد والأطفال ومطالب الزوجة التي تنتهي.ومن حسن طالع المحافظ وسوء طالع أبنائها ان أجواء محافظته صيفية على مدار السنة وحتى لا يستيقظ شهريار من قيلولته على الجميع عدم مراجعة المحافظة في جميع ساعات النهار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد البصراوي
2010-01-09
طبعا اكيد هذا الافندي ابو الشلاتيغ (عريف شلتاغ )
طالعه روحي
2010-01-09
بروح ابوك يا محافظ هدا
ammar
2010-01-09
ارجو من وكاله براثا ان تحدد اسم الحافظ والمحافظه ليتسنى للعراقيين الغيوريين ايصال هذا التصرف والاستهتار الى المسؤوليين والحكومه الحاليه او المقبله لمحاسبه هذا المستهتر وارجو من وكاله براثا فى المرات القادمه كما عودتنا على الحقيقه ان تفصح عن الاسماء والافعال وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك