المقالات

نهج الامام السيستاني يدق الاسفين في نعش السعودية الوهابية

1719 14:14:00 2010-01-09

د.طالب الصراف

نهج الامام السيستاني يدق الاسفين في نعش السعودية الوهابية

حين يستخدم من يدعي المسؤولية الدينية الفاظا ونعوتا نابية فهو لايعبر الا عن سريرته واخلاقه وتربية عائلته ولذلك قالت العرب "ومن شابه اباه فما ظلم " لذا فان الكلمات التي استخدمها الوهابي الخارجي المرتد والمشرك بالله احد منظري الوهابية الملحدة محمد العريفي لاتعبر الا عن اخلاق والديه بالاضافة الى السلوك الاخلاقي الذي اختاره هو لنفسه وصدق باب علم مدينة النبي (ص) علي بن ابي طالب (ع)حين قال "المرء مخبوء تحت لسانه", وكما قال النبي محمد(ص) "جمال المرء لسانه" وفي مكان اخر"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان,ولا الفاحش ولا البذيء".فالكلمات والالفاظ البذيئة والفاحشة التي استخدمها المشرك العريفي ومؤسسته تخرجه من الايمان والاسلام كما يقول النبي محمد (ص) في الحديث المذكور, وحين اقول ان (المشرك العريفي) ومؤسسته الوهابية فأن وصفي لهما بالشرك لايحتاج الى جهد لاثبات ذلك. ان عدم ايمانهما بالتوحيد لايحتاج الى برهان لكل من له قدر من البصيرة لأن الوهابية نفضت يدها من الاسلام اولا ولأن الفكرة الوهابية المشركة بالله تعالى ترى ان وحدانية الله منقوصة دون مثنوية عائلة ال سعود باعتبار اطاعة اولي الامر الذين هم ال سعود ووحدة الوجود شيئ متحد ثانيا. فهؤلاء علماء السوء يلبسون عباءة دين الجاهلية فهم حقا جهلاء ومن يدعي منهم في العلم معرفة فهو فاسق غاوي وصدق الامام علي (ع) حين وصفهم:"قصم ظهري اثنان عالم متهتك وجاهل متنسك" وهل كان هنالك من يدعي العلم في زمن الامام علي بن ابي طالب الذي يقول فيه الخليفة عمر بن الخطاب كما جاء في صحصح البخاري عن ابن عباس "اقضانا علي بن ابي طالب" الذي توفي سنة 40 هجرية أي ان الناس لايزالون يعيشون عقلية العصر الجاهلي وان العلم الذي يملكه الامام علي(ع)هوعلم النبي محمد (ص) فاذن كان الامام يقصد بمن قصم ظهره هم من يدعي العلم بعده كما في الكثير من ذخائر نهج البلاغة التي حيرت علماء الغرب لان افكار الامام علي تتحدث عن امور وقعت بعده وما يزال الكثير من توقعاته تحدث في يومنا هذا ومن بينها ما هم عليه الوهابيون من فجور وهتك وجهل امثال العريفي الذي لم يلتزم حتى باخلاق زعيمه بن تيمية كما جاء في كتاب (السواعق):"اني دائما ومن جالسني يعلم مني اني من اعظم الناس نهيا أن ينسب معيَّن الى تكفير او تفسيق او معصية", فبالله عليكم من أي ملة هؤلاء الوهابين؟ فلم يبقى الا الحكم الجازم ان الوهابية مؤسسة تجسس لاتختلف عن غيرها من هذا النوع من المؤسسات بل انها تزيد على غيرها بدمويتها المشهودة في العراق.

فالفكرة الوهابية هي انتاج المستشرقين والجاسوسية العالمية للشرك بوحدة الخالق عز وجل وهي تؤمن بثنائية الخالق كما تؤمن المسيحية بالثلاثية التي تشكل وحدة الوجود وهي الاب والابن وروح القدس والفرق الكبير بين الايمان المسيحي والشرك الوهابي ان المسيحية تؤمن ان هذا الثلاثي واحد في جوهره اللاهوتي وليس في تكوينه المادي ونحن الان ليس في صدد الحديث عن العقيدة المسيحية, بينما ترى الوهابية ان حكومة العائلة السعودية يجب اطاعتها لكونها الجزء المكمل لوحدانية الله وهذا هو الاصل في هذه الحركة التي تأسست بطريقة زواج المسيار بين عائلة ال سعود وعائلة محمد بن عبد الوهاب حيث تعاهد الطرفان بان يكون التزاوج بين العائلتين على مدى الاجيال القادمة بشرط ان تكون السلطة التنفيذة بيد ال سعود والشرعية بيد عائلة محمد بن عبد الوهاب واستمرهذا الاتفاق الى يومنا هذا.

. فالواقع الذي نعيشه ونراه اليوم باعيننا هو ان احفاد العميل الجاسوس- وهذا اكثر الاوصاف لياقة به - محمد بن عبد الوهاب يشرّعون ما لا انزل الله به من سلطان, وابناء واحفاد ال سعود يرفعون حد السيف على رقاب الناس من جهة واستخدام اموال النفط في الاغراء وشراء الضمائر من جهة اخرى. ومن هنا بدأت المؤسسة الوهابية اللادينية تستخدم اموال النفط بنشر المذهب الوهابي وخاصة بين ابناء البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية او بين الشعوب الفقيرة, ومن بين الشعوب التي وصلها المال الوهابي هو الشعب العراقي اثناء حكم الطاغية صدام حيث كان راتب الطبيب الشهري لايتجاوز ثلاث دولارات بعد التخرج من كلية الطب فوجدت السعودية الوهابية مدخلا لنشر الفكر الوهابي من شمال العراقي الى جنوبه واخذت تدفع مئات الملايين من الدولارات للمحتاجين من ابناء الشعب العراقي اذ كانت تدفع مابين 200-300 دولارا شهريا لكل فرد يقبل الفكر الوهابي, هذا كمعدل ولا نعرف كم تدفع لوكلائها من القادة الوهابيين العراقيين باعتبارهم المسؤولين عن التنظيم الوهابي في العراق. ومنذ ان وجدوا موضع قدم لهم في العراق باشروا باعمالهم الاجرامية من تكفير وقتل لكل من لايصبح وهابيا مهما كانت ديانته او مذهبه. الا ان الاكثرية المطلقة من ابناء الشعب العراقية كانت واعية لما تعمله المنظمات الوهابية وكانت ترى ان هذا الدفع المالي الوهابي ليس بدائم, ولا حكم صدام هو الاخر بدائم ولابد وان يظهر العدل اللاهي للاطاحة بصدام والدكتاتورية وان الله يمهل ولا يهمل, وفعلا تهدمت اركان الدكتاتورية ووهى خيط العنكبوت الوهابي لان ابناء محمد(ص) وعلي (ع)لاتشترى ولاتباع ضمائرهم وعقيدتهم بالمال وكم من بعثات تبشيرية دخلت العراق ولكنها جرّت ذيول ثيابها خاسرة خاسئة بعد ان صرفت المال والجهد لان عقيدة العراقين ستبقى شامخة مازال فيها نبض النبي محمد(ص) ومرقد امام المتقين ومراقد ابناءه ودماء كربلاء الطاهرة الزكية, واذا كان ابن عبد الوهاب مستغربا في مطلع القرن الثامن عشر من زيارة الآف الناس لضريحي الامامين علي وابنه الحسين عليهما السلام فما على احفاده الوهابيين الا ان يخبروه ويقولون له اين انت اليوم من اعمدة الايمان والاسلام الشامخة فعلي وابناءه (ع)بل وكل من وقفوا معهم في الدنيا تزور ضرائحهم الملاين من المسلمين يوميا سائرين قاصدين النجف وكربلاء والكاظم في بغداد وسامراء وسوريا وخراسان وقم والبقيع ومصر بل وفي كل مكان له علاقة بال بيت النبي محمد(ص). وماذا اقول عن الاموال التي تصرف في سبيل ذكرى مصاب وفجيعة ال محمد عليهم الصلاة والسلام في الدول العربية والاسلامية واوربا وامريكا وكندا والهند وجنوب اسيا, وحتى في قرى نائية لايعرف العالم عنها شيئ تقام بها مجالس لآل بيت الرسول (ص) فاين الوهابية من ال بيت النبي محمد (ص) واين الثرى من الثريا.

ان كثيرا من الناس يحذرون ال سعود وعلماء الحفيز الوهابيين من التحرش والمماس بالشخصية المعنوية لأل بيت الرسول, لأن مصير ال سعود والوهابية معا سيكون مصير ابي سفيان ومن كان معه عند فتح مكة حين قال لهم الرسول الاعظم "اذهبوا فانتم الطلقاء" وليس على الله ببعيد ان نرى خارطة الشرق الاوسط الجديد الالهية الصنع كما فعل واطيح بصدام. ونقولها بصراحة ان الذي يتعرض الى شخصيات المرجعية الشيعية يتعرض الى احدى مقدساتنا المركزية التي نعتبرها امتدادا لاهل بيت النبي (ص) في نشر وتبليغ رسالة الاسلام, كما يذكر البروفسر محمد حسين الصغير في كتابه (اساطين المرجعية العليا):"وهذا الامتداد معنّي بأداء الامانة التشريعية للاجيال في ضوء المبادئ التي نهض بها الرسول الاعظم والأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين". وهذا يعني ان موقع المرجعية الدينية العليا عند الشيعة بل عند كل مسلم معتدل لها منزلة دينية رفيعة لانها كرست حياتها في سبيل العلوم الاسلامية وبذلت الجهود المضنية في سبيل استنباط الاحكام الشريعية التي يحتاجها المسلمون لحل مشاكلهم اليومية والمستجدة مع العصر وهذا ليس بالهين اذ يحتاج بذل اقصى الجهد في الحصول على الحكم الشرعي فقد درس هؤلاء العلماء الاعلام ليل نهار من اجل خدمة الاسلام والمسلمين فكيف يكون جزاءهم؟ بالاضافة الى كونهم الرموز الدينية والمعنوية للاسلام والمسلمين والمثل العليا التي يقلدها المسلمون في العلوم والاخلاق والسلوك.

اني اتساءل اذا كان الوهابيون الذين يدعون الاسلام ويحترمون الفاظ وايات وسور قرآنه, اما هذبهم القرآن وهذب السنتهم؟ ام كما وصف زعيمهم اخاه سليمان بن عبد الوهاب في كتابه (مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد)"بانه ملحد وبأنه من اعداء الدين وانه من الطواغيت اما ابناء منطقة حريملاء في الجزيرة العربية الذين عارضوا افكاره فانهم مرتدون واباح هدر دمهم ومالهم".فهل استخدام النعوت والالفاظ النابية للنيل من المؤسسة الدينية في العراق والتي لها فضل على كل عراقي ولولاها لما كان الدستور العراقي باعتراف مفكري العالم ومن بينهم المفكر الامريكي نوم جومسكي الذي يقول "لقد كان الامريكان والانكلزي مجبرين على اجراء الانتخابات العراقية الاولى بهذه السرعة لأن السيد السيستاني اصرّ على ممارستها كطريق عادل لاحقاق الحق بين ابناء الشعب العراقي وبالمقاومة السلمية فكان ذالك نصر لكل العراقين وحتى العلمانين منهم". وكذلك قال الاستاذ برنارد لويس: "السيستاني شخيصية قوية ومتميزة ومرموقة".

السيد السيستاني هو المثل الاعلى للقيم والاخلاق لانه سليل عائلة النبوة علما وعملا واخلاقا فكيف لايتمثل باخلاق جده رسول الله(ص) الذي واجهته الجاهلية العربية بقيادة ابي جهل وابي سفيان, وقد استخدم انصارهما كل الوسائل القذرة في محاربة رسول الله فرموه بالحجارة والازبال ووضعوا الاشواك في طريقه وارادوا قتله في الفراش الذي نام فيه الامام علي (ع) واستخدموا كل الكلمات النابية والرخيصة ليقذفوا بها خاتم الانبياء فهو في نظرهم "الساحر وهو المجنون"فما بالك بآبناءهم ابناء الجاهلية فالقوم اليوم ابناء قوم الامس. اما على الجانب العملي فهم فعلا (منافقي العصر) فانظروا مواقفهم المخزية في غزة وجنوب لبنان والبوسنة حين اصدروا فتاوي بتحريم مساعدة المسلمين هناك. فالوهابيون لايهمهم سوى الحفاظ على عيشهم الرغيد من اموال نفط ابناء الحجاز ولامبالاة بما يحدث للمسلمين والاسلام فكل طروحاتهم كاذبة وقد اتخذوا من عائلة ال سعود كما اتخذ اليهود من العجل في قصة النبي موسى (ع) "ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين"ٍسورة الاعراف,الاية(152) . وفعلا فان المقارنة في هذه الاية اذا سلمنا ان القياس مصدر من مصادر التشريع فان ال سعود هم العجل والوهابيون عبدته اذ تركوا الاسلام وجوهره ليكونوا كما يعبرون عن انفسهم زنادقة فجار وثنيون كما كان اباؤهم في السابق وكما جعل اصحاب موسى العجل الاها لهم جعل الوهابيون ملوك وامراء ال سعود الهة لهم كما كان شأنهم في زمن اللات والعزة وهبل والغرانيق العلى وغيرهم من الاصنام الذين يحكمون الحجاز الآن بالحديد والنار خدمة لاسيادهم الصهاينة والمستعمرين.

ولو كان هنالك متسع للحديث لتناولنا تأريخ واهداف التحالف السعودي الوهابي مع الاجنبي بكل مراحله والذي ينخر في جسم الامة الاسلامية كالسرطان الى يومنا هذا. الا ان هذه المقالات التي تنشر في المواقع الاخبارية تحاول ان تلقي نظرة سريعة حول الموضوع فيمكن الاكتفاء بأن نقارن حركة محمد بن عبد الوهاب بشكل سريع كحركة ابو مسيلمة الكذاب وسجاح, وكان والد محمد بن عبد الوهاب يرى ابنه محمد جانح عن الاسلام منذ طفولته وضال ومضلل, كاتباعه امثال العريفي والكلابي وسلمان العودة وابن باز وغيرهم من اعداء الاسلام والمسلمين هؤلاء الذين يلحسون من موائد ال سعود فهم ليس الا كلاب سائبة تعيش على رواتب شهرية من العائلة السعودية التي اشترت بها ضمائر المرتزقة والمرتدين, الذين كشفت هويتهم منذ ان تبنت الجاسوسية البريطانية طفلها المدلل محمد بن عبد الوهاب منذ نعومة اظفاره كما يذكر الجاسوس البريطاني همفري الذي قام بتربيته وتدريبه خلال كورس منظم ينقله من مرحلة الى مرحلة وبأشراف من الخارجية البريطانية في لندن فاصبح هو واتباعه من اخطر منتجات معامل التجسس العالمية خطورة على الاسلام منذ ثلاث قرون والى هذه الساعة وشهد بذلك اخوه سليمان بن عبد الوهاب احد علماء المسلمين الذي وضع اخاه محمد بن عبد الوهاب في مصاف الكفرة والمرتدين عن الاسلام كما جاء في اكثر من مؤلف ورسالة للشيخ سليمان وعلى سبيل المثال:"كتاب الصواعق الالهية في الرد على الوهابية", مما اخاف الجاسوس محمد بن عبد الوهاب فرد على اخيه سليمان بكتاب تحت عنوان "مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد" وقد سُفكت الدماء بين انصار الطرفين في منطقة العيينة. وقد اتهم محمد الوهابي اخاه بالشرك الاكبر واحل سفك دمه كما ذكرنا اعلاه.

فماذا يتوقع المسلم الذي لديه ذرة من الوعي الاسلامي من جاسوس امثال محمد بن عبد الوهاب تربى باحضان الجاسوسية, ومارس كل منكر حرمه القرآن وبالاشراف المباشر من الجاسوس (همفري) وغيره من الذين يلتقي معهم اثناء تنقله في مدن العراق وايران وتركيا وسفراته السرية والغير معلنة للالتقاء مع مراكز التجسس التي هدفها تمزيق الامة الاسلامية , فاذن ماذا يتوقع منه غير شق صف المسلمين وخاصة بعد اكتشاف النفط في الاحساء والقطيف, حيث اصبحت الكثير من وارداته توظف لشراء ضمائرالوعاظ الكفرة الوهابيين الذين اصبحوا يمارسون الدين كوظيفة للعيش يتلقون رواتبهم من انضمامهم الى المؤسسة الوهابية دون الاهتمام للاسلام والمسلمين بل ذهبوا اكثر من ذلك بتسفيه أئمة المذاهب السنية وتكفيرها في كثير من الاحيان وفي نفس الوقت يحذون خلف سلطة العائلة السعودية حذو القذة بالقذة لمراعاة مكاسبهم من القائمين على السلطة. فوظائفهم التي يتلقون رواتبهم الشهرية من اجلها هي شتم وسب الاخرين ومدح اسيادهم من ال سعود وال الشيخ الذين جمعت بينهما الجاسوسية البريطانية لتمزيق العالم الاسلامي, فكما تبنت الكيان الصهيوني من اجل اثارة الفتنة وعدم الاستقرار في المنطقة قامت بانشاء الكيان الوهابي-السعودي اذ نرى ان الكيانين منذ تأسيسهما حتى يومنا هذا متحالفين في اضعاف وتهديم ونخر جسم الامة العربية والاسلامية بالاضافة الى انهما اهم عاملين في استمرار القلق وعدم الاستقرار في المنطقة العربية والاسلامية.

وما تعرض اليه المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني من اعتداء لفظي مبرمح من قبل الحكومة السعودية ووعاظها الغير متعظين حتى لفظا وليس عملا في الاسلام لانهم عمليا فرقة مارقة خارجة عن الاسلام, فالمسلم منضبط باحكام الشرع لابمشاعر النفس وعواطفها والمسلم من يبتغي الاخلاص لله ومرضاته كما لاحظناه من استقبال المرجع الاعلى السيد السيستاني لهذا الاعتداء حيث تسامى السيد السيستاني او أي من مساعديه في الرد عليه الا قليلا, الا ان اصحاب الاقلام الشريفة والناطقين بالحق لم يتوانوا في الرد الموضعي الهادئ والدفاع عن دور السيد السيستاني الاسلامي الريادي. ان شخصية السيد السيستاني يهابها الداني والقاصي فاقرأ ما يقوله الكاتب الصحفي مسعود الحناوي المرافق لرئيس الجامعة العربية عمرو موسى حينما قام بزيارة للسيد في بيته:"وعند استقبالنا من قبل السيد اية الله كانت تشع من وجهه علامات التقى والورع ومن عينيه شعاعات النور...ولكن الحجرة التي استقبلنا بها خالية من المقاعد تماما وجلس عمرو موسى على الارض ... وكل الدلائل والمؤشرات كانت تظهر اننا اما شخصية غير عادية واقتطع عمر موسى الصمت... "

ان ما قدمه الصحفي مسعود الحناوي من وصف يحدث مع كل الذين زاروا السيد السيستاني ولديهم شيئ من القيم الاسلامية والانسانية, وقد حضيت شخصيا بزيارة السيد اية الله العظمي السيستاني حفظه الله وكنت واثقا من نفسي سوف افتح مع السيد بعض المواضيع التي تهم امتنا الاسلامية وبلدنا العراق على وجه الخصوص, وقد علمتني الحياة وخبرتها العملية والوظائف والمقابلات السياسية وما يتعلق بالحياة الاجتماعية بأن تتكون لدي القدرة والثقة والجرأة بالحديث مع السيد السيستاني مثلما لدي القدرة في الحديث مع اعضاء البرلمان البريطاني واحيانا مع اعضاء مجلس اللوردات بل حتى توفرت لدي الفرصة بالحديث مع الامير جارلس ابن ملكة بريطانيا ووريث عرشها الاول وكذلك مع بعض الشخصيات العربية والاسلامية ان لم تكن قياداتها كالسيد اية الله العظمى الشهيد محمد باقر الحكيم عدة مرات. الا انني حين التقيت بالسيد السيستاني ادام الله ظله وبعد ان قام لي على طول قامته ذات الهيبة العلوية ثم قربني الى مكانه للحديث وكأنه متعطش لسماع ما اقول, الا انني لم اقل الا كلمة واحدة بقت بيني وبينه بعد ان حمدت الله الذي منّ عليّ بلقاء هذا الامام العظيم الذي هو رحمة لكافة المسلمين بل للانسانية لما منحه الله من العلم والحكمة والحلم والورع والعدل, وفضل الله يؤتيه من يشاء. وشاهدت بعض الاخوة المتواجدين في غرفة السيد غير مصدقين ان هذا الدكتور الجامعي والذي يظهرعلى شاشة التلفزيون يحاور ويجادل الا ان الصمت هيمن عليه تماما حين قابل السيد السيستاني, ثم حمدت الله وشكرته مرة اخرى على مقابلتي لاحد ابناء ال بيت رسول الله الذين ابعد الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وزينهم بالعلم والهيبة والتقدير. نحمد الله الذي جعل لنا قادة ابرارا احرارا يسيرون على خط امام المتقين يتخلقون باخلاقه والذي قال عنه نبينا محمد(ص) "انا مدينة العلم وعلي بابها", وليبقى عبيد الدولار ينتظرون عطف اسيادهم الكفرة المستعمرين متى شاءوا استبدلوهم كما فعلوا مع الكثير من خدمة الصهيونية والاستعمار في العالم.

لقد ثارت ثائرة محبي السيد السيستاني بل حتى الذين لم يسمعوا عنه الكثير من المسلمين وغيرهم من الديانات الاخرى بالشجب والتنديد بنعيق ونهيق هذه الاصوات الوهابية الموتورة التي لم تنال من شخصية امام الامة السيد السيستاني كما لم تنال من قبله الاصوات التي ارتفعت على جده محمد(ص) نبي الاسلام ورسول الانسانية وسيبقى اعداء النبي وال بيته كما يقول الشاعر:

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها واعيا قرنه الوعل

ان الوهابيين ودافعي رواتبهم من عائلة ال سعود حكموا الحجاز بالسطو والسرقة والسيف والنهب كما يقول الاحرار من ابناء السعودية, ومن بين هؤلاء الاكاديميتن السعوديتين الدكتورة مي احمد زكي يماني خريجة جامعة اكسفورد والتي كان والدها وزيرا للنفط السعودي سابقا وقد كتبتْ عدة مقالات وكتبا اظهرتْ فيها ان "السعودية واليمن اصبحتا الان مشتبكتين في صراع حياة او موت مع اعداء داخليين" وفي مقالة تحت عنوان "السعودية في مواجهة الشيعة"حيث ذكرت فيها ان (القمع الداخلي لم يفلح الا في تصدير المشكلة واتساع نطاقها). وكذلك البروفسورة الاستاذة مضاوي بنت طلال الرشيد من قبيلة شمرخريجة جامعة كامبرج وهي القبيلة المعروفة في بلاد الحجاز التي نازعت ال سعود والوهابيين على السلطة, وتقول الاستاذة مضاوي في احد مقالتها المنشورة على موقعها"ان المجتمع الدولي مستعد ان يتعامل مع أي قيادة سعودية قادمة طالما انها توفر له النفط والموقع الستراتيجي والسوق المفتوحة للاستثمار ومحاربة الفكر المتطرف, وكلها اجندات تتلاقى مع القيادة واجنحتها بالجملة والمفرق". هذا صحيح ولكننا حين نلقي نظرة على الثابت والمتحول فاننا نرى ان الدول الكبرى اليوم لها اجندات تختلف عن اجندات القرون الماضية بسبب نظرية واديولوجية العولمة التي تداخلت فيها حياة شعوب العالم بعضها ببعض بكل جوانبها وهي لم تعد اليوم حياة محمد بن عبد الوهاب وهرطقته الدينية الزائفة التي ما انزل الله بها من سلطان. العالم الحر ينظر الى عائلة ال سعود كمعمل وشركة لتصدير الارهاب, وهذا ما حدث لأمريكا 11-9 وكذلك ما يحدث اليوم من تصدير الارهاب والارهابين الى العراق واليمن وافغانستان والباكستان اذ جعلت هذه التدخلات والاعمال النظام السعودي مكروها من قبل العرب والمسليمن والدول المتحضرة وهو اليوم يحتضر كما يحلله ويستنتجه المفكرون السعوديون وغيرهم, مما اضطر العائلة السعودية مع المنظمة الوهابية التكفيرية للبحث عن مندوحة للخروج من هذه الازمة التي ستبقى قائمة حتى الاطاحة بهذا الكيان المتهرء. وقد اعتقدت هذه المؤسسة الوهابية السعودية المنتحرة ان فتح ابواقها المسعورة على المرجعية العليا سوف يعطيها متنفسا واوكسجينا مؤقتا للاستمرار بالحياة كالرجل العليل المريض المحتضر, ولكن الحقيقة تقول ان كل من تعرّض بشخصيات ال بيت النبي(ص) في الماضي والحاضر كانت وسوف تكون عاقبته كمعاوية ويزيد وصدام. وان انصار ومحبي السيد السيستاني في كل انحاء العالم من مثقفين وكافة طبقات الشعوب الاسلامية واحرار العالم بدأوا يدقون الاسفين بنعش ال سعود وبطانتهم الذين لايتعلقون من الاسلام الا باسمه ولايعرفون من الايمان الا رسمه وسوف تتمزق هذه العائلة الفاسدة المفسدة ومجموعتها الوهابية المارقة التي سيلحقها الخزي والعار والنار وان غدا لناظره قريب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سالم عمار
2010-01-09
الحقيقة لاتحجب بالغربال والفضل ماشهدت به الاعداء ان احد ابرز صحفيي نجد والحجاز وهو قاشقجي قال في مجلة الحياة واثار قوله ضجة في السعودية على علماء الازهر والسعودية ان يقبلوا ايدي الامام السستاني لانه حقن الدماء في العراق بين المسلمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك