محمود الربيعي
الحلقة السابعة عشر من ملاحم الطف - الجزء الثاني من أجل إحياء ذكرى رموز الطف تعالوا نتعرف عليهمعون بن عبد الله بن جعفر الطيارالمقدمة التأريخيةأمّه زينب العقيلة سلام الله عليها، كان أبوه عبد الله معظما للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، وجده جعفر ذو الجناحين شهيد مؤتة، خاله الإمام الحسين عليه السلام.ضربَ عَونٌ فيهم بسيفه، وقاتَلَ حتّى قتَلَ مِن عسكر عمر بن سعد ثلاثةَ فوارس وثمانية عشر راجلاً.. فحمَلَ عليه عبدُالله بن قُطنة الطائيّ النبهانيّ، فقتَله رضوانُ الله عليه أمام عينَي أُمّه الحوراء زينب الكبرى عليها السّلام . رؤية وتحليلأولاً: هذه النخبة النوعية من أصحاب الحسين عليه السلام هي نخب فريدة قل نظيرها في وقت عز فيه الصاحب والنصير.ثانياً: إن التأريخ المتصل بعون تاريخ حافل بالبطولة والجهاد فَجَّده جعفر الطيار والذي أفتخر به عون عندما نزل الى ساحة القتال، وأما خاله فهو الإمام الحسين عليه السلام، وأما أمه فهي العقيلة زينب عليها السلام، إذن فهو محاط بالنخبة الطاهرة الشجاعة المجاهدة.ثالثاً: :كان أبوه عبد الله بن جعفر معظما للإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، وقد شجع ولده عون وأخوه محمد للذهاب والدفاع عن موقف خالهما الإمام بإعتبار ان موقفه هو موقف الحق.رابعاً: لقد قاتل عون بوجود أمه العقيلة زينب عليها السلام التي وقفت في كربلاء شاخصة كبيرة في نفسها، عظيمة في قدرها، راعية للنساء، ناظرة الى مواقف الشهداء، شاهدة على بطولتهم النادرة، شاكرة لله، مطيعة لمولاها الإمام الحسين عليه السلام، صابرة على نزول البلاء، عَظَّمَ الله أجْرَها، ورفع ذكرها في عليين، وحشرها مع آبائها وأجدادها العظام في جنة النعيم، مع محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء سلام الله عليهم أجمعين.خامساً: قاتل عون ببطولة وشجاعة نادرة فقد قتل أكثر من 20 رجلاً من معسكر عبيد الله بن زياد، وهذا يدل على شدة إندفاعه وبسالته التي كان لها الأثر في إحياء ذكراه العطرة بحيث كان لهذا الشهيد خصوصية خاصة في الزيارة وأبدى زواره إهتماما خاصاَ عند إحيائهم لذكرى أربعينية سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام سواء من المارين بقبره أو الساعين له.رحم الله عوناً وجعل ذكره في عليين وحشره مع بقية الصالحين من شهداء الطف الذين ثبتوا مع الإمام الحسين عليه السلام، ونسال الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شفاعتم يوم الورد المورود، يوم لاينفع مال ولابنون إل من أتى الله بقلب سليم.
https://telegram.me/buratha