محمد هاشم الشيخ
مثلث التجربة الفريدة التي عاشتها منظمة بدر درساً مهماً في حياة التجربة السياسية والنضالية للشعب العراقي وللشعوب الأخرى وهذه التجربة هي خوض مرحلتي الجهاد والبناء بنفس الهمة والكفاءة والتوحد.فالمطلع على تاريخ الحركات والقوى الجهادية التي قاومت الدكتاتوريات يجد أن قسم كبير منها قد لا يتمكن من تحقيق أهدافه المباشرة أو غير المباشرة تاثيرات التعامل المباشر مع الجماهير وان هذا القسم من الحركات الثورية والجهادية عندما يبتعد عن الساحة فان جماهيرية تكاد لا تذكره بشيء وغيب عن مدوناتها التاريخية.
أما القسم الأخر من القوى والحركات الجهادية فهو الذي يحقق النجاح دون إن يخسر جماهيره ومؤيديه وهذا ما تحقق لفيلق بدر المجاهد وطوال سنوات جهاده حيث كانت عملياته من أنظف وأدق العمليات حيث كان يتجنب أي إصابات في صفوف المدنين أثناء مقاتلته ومطاردته لرموز السلطة البعثية والصدامية ورغم هذا الحرص الذي يعد مقيداً للعمليات الجهادية ألان إن فيلق بدر تمكن من تحقيق ضربات نوعية موجهة إلى رأس السلطة البعثية في حينها والعراقيون جميعاً يتذكرون كيف دك رجال بدرالابطال قصر الطاغية صدام بالصواريخ حيث سببت هذه العملية في حينها هلعاً وخوفا كبيراً عند السلطة البعثية استمر الىسقوط عرش الطاغية.
وبعد نجاح فيلق بدر وبالتعاون مع باقي المجاهدين من العراقيين في إضعاف النظام المقبور لحين إسقاطه في عام 2003 كانت المهمة الجديدة لمجاهدي بدر هي المساهمة السياسية والعملية في بناء الوطن الذي دمرته آلة الحقد البعثية
وكانت الخطوة الأولى على طريق جهاد البناء وتاسيس العراق الجديد بمبادرة شهيد المحراب أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم بتحويل فيلق بدر إلى منظمة مدنية وتحويل مجاهديها الى رجال عمل وبناء وسياسية ساهموا في إعادة هيكلة وبناء العديد من المؤسسات وعندما جرت الانتخابات الأولى في مجالس المحافظات عام 2004 تولى البدريون زمام قيادة عدد كبير من المحافظات الجنوبية وعملوا لسنوات في بناء هذه المحافظات التي كانت تعيش أوضاعا من الحرمان المعتمد في زمن النظام المقبور جعلها اشبه ما تكون بمدن القرون الوسطى.
ولعل اغلب أهلنا في جنوب العراق اليوم وبعد سنوات من الخدمة المتواصلة والمشاريع المنجزة يسجلون لرجال بدر مثابرتهم وإخلاصهم وتواضعهم في خدمة محافظاتهم.
إما رجال بدر في العملية السياسية فقد اثبتوا وعيا وتفانيا وكانوا من ثوابت وأسس الوحدة الوطنية ولعل خير مثال على ذلك جهود الأخ النائب أبو حسن العامري قائد منظمة بدر ودوره في إقرار العديد من القوانين ومنها قانون الانتخابات الأخير.
إن التاريخ الناصع بالجهاد والتضيحة والحاضر المشرق والثابت بالعطاء والبناء يمنحنني مثلما يمنح غيري من أبناء العراق الشرفاء وباطمئنان واخلاص ووفاء إلى اختيار رجال بدر ومرشحيها في الانتخابات المقبلة لان كل واحد منهم اثبت انه القوي في الجهاد والأمين في مسؤولية البناء ولتصبح مسؤوليتنا اليوم انتخاب الأقوياء الأمناء.
محمد هاشم الشيخ
https://telegram.me/buratha