بقلم : ماجد السراي
الجزء الثاني
تأسست الدولة الأموية على يد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان , وقد تاسست هذه الدولة على مبادئ الظلم والحقد والانتقام من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ويرجع ذلك بجذوره الأولى الى الاحقاد التي توارثوها بنو أمية منذ عهد الجاهلية , فكان جدهم أمية بن عبد الشمس حاقدا وحاسدا لهاشم بن عبد المناف جد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم , وكان ابو سفيان عدواً للرسول والأسلام , وبعد أنتصار الأسلام على الشرك والجاهلية وفتح النبي لمكة عفا عن أهل مكة وخصوصا بعض رؤس الكفر من المشركين كأبي سفيان , وقال لهم أنتم الطلقاء ( وكان أبو سفيان وأبنه معاوية يعاملان معاملة المؤتلفة قلوبهم حتى عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي الغى نصيب المؤتلفة قلوبهم وولى معاوية حاكما على الشام )*(1)
أما معاوية بن أبي سفيان فهو الذي ناصب العداء للأمام علي (ع) خليفة المسلمين الرابع وخرج عن طاعة خليفة المسلمين وحاربه في واقعة صفين ومن ثم تآمر على قتل الأمام الحسن بن علي (ع) بعد أن نقض معاوية معه العهد الذي أبرم بينهما , فعندما دخل الكوفة , خطب في الناس وقال لهم فيما قال : .....( ولكل شرط شرطته لكم مردود , وكل وعد وعدته أحداً منكم فهو تحت قدمي ) ! *2
وأوصى بالخلافة من بعده الى أبنه الداعر الفاسق ونصبهُ خليفة على رقاب المسلمين , وهنا وقعت المصيبة الكبرى في الأسلام !
فأذا كان أبوه معاوية بن أبي سفيان قد أستخدم أساليب الحيلة والمكر في محاولاته الخبيثة في حرف مبادئ الأسلام الرسالي الحقيقي ولم يقطع مع المسلمين شعرة معاوية ! فقد أستهتر أبنه الفاسق يزيد حتى بأبسط القواعد الشرعية في الأسلام , وهي أنه لا يجوز المجاهرة بالمُنكر , ومحاولة أخفائه حتى لا يتظاعف تأثيره السئ في المجتمع الأسلامي , نجد أن يزيد قد أشتهر بالفسق وأجهاره الفجور والمعاصي والرذائل كشرب الخمر مثلا , قبل وبعد توريثه الحكم من أبيه معاوية .
وهذا ما أثار حفيظة المسلمين وغيرتهم على دينهم وخوفهم عليه من الضياع والأنحراف على يد حكام السوء والرذيلة أمثال يزيد , وعمت حالة من الأستياء والسخط والتذمر أوساط المسلمين , من تنصيب يزيد حاكما عليهم بالقوة وخاصة في العراق وعاصمته مدينة الكوفة على أعتبارأنها كانت مركز للخلافة الأسلامية في عهد الأمام علي (ع) قبل أن تنتقل الى دمشق على عهد معاوية بن أبي سفيان .
وكانت الكوفة على أعتاب ثورة أسلامية تصحيحية , وأجمع المسلمون في الكوفة على عدم الأعتراف بيزيد كحاكم للمسلمين , ومبايعة الامام الحسين (ع) سبط الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قائدا لثورتهم على الحاكم الأموي الفاسق يزيد بن معاوية .وكتبوا له أن يأتي الى الكوفة ليبايعوه خليفة للمسلمين عليهم بدلا من يزيد , علاوة على أن الحسين (ع) كان شأنه وحاله كحال بقية المسلمين لا يرضى بأن يتولى شؤون وخلافة المسلمين شخصية فاسقة عن الدين مثل يزيد بن معاوية , خصوصا أن الحسين ينتمي الى بيت النبوة والرسالة والأمامة ولا يقبل بأن تمتد الأيدي الأثمة والمحرفة لتعاليم الأسلام الصحيحة الى دين جده الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم , فقرر أعلان الثورة الكبرى على أنصار التيار الجاهلي الأموي الحاقد على الأسلام والمسلمين والذي تجسدت وتوضحت معالمه في بداية أنشاء الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان !
*1 تاريخ عمر بن الخطاب لأبن الجوزي *2 أنساب الأشراف ص744 ، وترجمة الإمام الحسن عليه السلام من الطبقات ص 79)
https://telegram.me/buratha