امير جابر-هولندا
بتاريخ 3 وحتى التاسع من شهر ديسمبر كانون الاول الماضي تلقيت دعوة من البرلمان العالمي للاديان لحضور مؤتمر حوار الاديان والذي عقد في مدينة ملبورن في استراليا وكم تمنيت لو ان مؤتمراتنا الاسلامية تعقد بمثل هذا المؤتمر من حيث الحضور و التنظيم والحوار والروح والنتائج فالحضورشمل معظم الاديان السماوية وغير السماوية ومعظم المذاهب والفرق وشخصيات تلك الفرق والاديان في جلهم ممن يدعو للتسامح والحوار بالتي هي احسن ولم اشاهد بينهم وهابيا مفرقا ومقززا ومثيرا للاحقاد والكاراهية والفرقة وكما شاهدت ذلك في كل المؤتمرات السلامية التي حضرتها من قبل اما من حيث الدول فمعظم دول العالم كان لها حضور واضح خاصة اصحاب الديانة المسيحية والبوذية والهندوسية اما الدول الاسلامية فلم تحضر ذلك المؤتمر ماعدى الجمهورية الاسلامية في ايران حيث شمل وفدها اكثر من 27 عالما واستاذا جامعيا على راسهم مستشار الرئيس الايراني لشؤون الثقافة والاديان
اما من حيث التنظيم ورغم اعداد الحضور الهائلة فقد وسعتهم جميعا قاعات المؤتمر والتي لم ارى لها مثيلا في حياتي فهناك العشرات من القاعات وقد دونت عناوين المحادثات والحوارات والمحاضرات والمتحدثين مكانا وزمنا وبكتاب كبير فمثلا كانت تعقد في كل يوم اكثر من خمسين جلسه وحوار وما عليك الا ان تنتقي الحوار المناسب كي تستمع وتشارك فيه ولاتجبر على حضور بعض الحوارات التي لاترغبها، ومن هذه الحوارات على سبيل المثال الاسلام والغرب ،الجاليات الاسلامية في الغرب الهندوسية والاسلام البوذية والاسلام حقوق المراة في الاسلام الشباب والبيئة، فن الاستماع للاخر، استغلال الحكومات لاثارة النعرات، دور الاعلام في تاجيج الصراعات، اصل الاديان الى غيرها من المواضيع الكثيرة بالاضافة الىان كل دين او مذهب يستطيع ان يعلن ان لديه برنامج خاص ويدعو الناس لسماع مايقوله
وكذلك هناك معرض يمكن استئجار محل لعرض ثقافة وانتاجاتات وابداعات وفعاليات كل ديانة ومذهب وفرقة بالاضافة الى القاعة الكبرى والتي تتسع لعدة الاف وفيها تم افتتاح واختتام المؤتمر ورغم هذه الاعداد الوفير من الناس والمتحدثين واللقاءات لم اسمع وخلال سبعة ايام عن اي تشنج او تعصب اواهانة لاي دين بل سادت روح المحابة وتبادل المعرفة ورفع الشبهات والحق يقال فقد كان لوفد الجمهورية الاسلامية دورا مشهودا في تلك الجلسات والحوارات من قبل علماء يجيدون اللغة الانكليزية بطلاقة ودافعوا عن اسلامنا العزيز وعن مذهب اهل البيت بطريقة اذهلت من حضر تلك المؤتمرات حتى اني سمعت باذني اعتذار العديد من رؤساء الوفود الامريكية للايرانيين قائلين لقد ظلمناكم خاصة عندما يذكر اولئك العلماء اقوال اهل البيت في التعامل مع الاخر وكان معرضهم والذي وزعوا فيه الكثير من الكتب الدينية والسيديات محل اقبال منقطع النظير
وانا هناك تذكرت مؤتمرات التقريب بين المذاهب الاسلامية وتذكرت القرضاوي وهو محاط بشلة من التكفريين وكان اول كلامه بدئه بالهجوم على الشيعة واتهمامهم بشتى الاتهامات المعروفة وكيف صفق له الحضور وخرج منفوخا بعد ان حول مؤتمر التقريب الى تخريب وكيف شاهدت انصار الوهابية وهم يتحينون الفرص ويترصدون كل كلمة ويتعاملون معها بنيات مسبقة واذا كان الكثير من علماء المسلمين قد تخلوا عن جوهر دينهم وقرانهم الذي يؤمرهم باالقول اللين حتى للفرعون وان لانجادل الا بالتي هي احسن وان الله خالق الخلق قد حاور حتى ابليس وسمع كلامه(خلقتني من نار وخلقته من طين) ونقل لنا القران كلام الكفار والمنافقين ومن لايؤمنون باي دين ورد عليهم ردا جملا وقال لاتسبوا الذين كفروا) وحوار حتى الحشرات والطيور والجماد للانبياء والمرسلين والكلمة الطيبة صدقة كما يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا تخلوا عن كل هذه الامور وغيرها و التي يعرفونها ولايجهلونها هلا استفادوا من تجارب الامم المحيطة بهم ولماذا طغت على حوارات المسلمين الثقافة الوهابية البدوية التكفيرية وكذلك نراهم يتحاورون بكل ادب مع المختلفين معهم في الاديان وحتى مع لايؤمنون باي دين ولكنهم يتحاورون بكل عنجهية مع مواطنيهم وابناء جلدتهم المختلفين معهم في بعض الفروع؟
هل هذا يرجع الى النفاق والركض وراء الشهرة والمال لااستبعد ذلك فقد قالت لي رئيسة مؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب الدكتورة عائشة المري بعد ان رديت على افتراءات القرضاوي
انا احترمكم انتم الشيعة واحتقر القرضاوي ومن يحيط به لانهم عندما يجلسون مع السلفيين يشتمونكم باقذع الشتائم وعندما يجلسون معكم تختلف لغتهم انهم منافقون
ولماذا من يدعو لمثل تلك المؤتمرات لايعملون على استبعاد مثيري الكراهية وتخريب المؤتمرات الاسلامية من وهابيين تم بنائهم على الحقد والكراهية واستحلال الاخر وكما فعلت استراليا الواقعة في اخر الدنيا؟
https://telegram.me/buratha