محمود الربيعي
المقدمة الأوليةتكلمنا في الحلقات السابقة عن أبناء الإمام الحسن عليه السلام من الذين استشهدوا في الطف وهم القاسم بن الحسن، وأبو بكر بن الحسن، وفي هذه الحلقة سوف نتكلم عن عبد الله الأصغر بن الإمام الحسن عليه السلام الذي أستشهد في الطف أيضاً.كما بودنا أن نشير الى أن هناك حدثاً مهما قد كان قد سجل في أحداث الطف وهو إصابة الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام الذي اصيب بثماني عشرة جُرحاً، وقُطِعت يدُه اليُمنى لكنه بقي حياً ولم يُستَشْهَد.المقدمة التاريخية التعريفية عبد الله الأصغر بن الإمام الحسن عليه السلامكان للإمام الحسن عليه السّلام ابنان مُسمَّيانِ بـ « عبدالله ».. أحدهما عبدالله الأصغر الذي كان غلاماً لم يُراهِق بعد، وقد خرج بعد وقوع الإمام الحسين عليه السّلام، وأفْلَت من عند النساء واشتدّ حتّى وقفَ إلى جَنْب عمّه الحسين سلام الله عليه، فقال الحسين عليه السّلام لأخته زينب عليها السّلام: إحبِسيهِ يا أُختي. فأبى الغلام وامتنع امتناعاً شديداً، وقال: لا واللهِ لا أُفارق عمّي، فلمّا أهوى بحر بن كعب بسيفه إلى الحسين عليه السّلام صاح به الغلام عبدالله ابن الإمام الحسن عليه السّلام: وَيْلَك يا آبن الخبيثة! أتَقتُلُ عمّي ؟! فضربه بحرُ بن كعب فاتّقاها الغلام بيده، فأطَنَّها إلى الجِلدة فإذا هي مُعلّقة، فأخذه الإمام الحسين عليه السّلام فضَمَّه إلى صدره وقال له: يا ابن أخي، اصِبرْ على ما نزل بك واحتَسِبْ في ذلك الخير، فإنّ الله يُلحقك بآبائك الصالحين.. فرماه حرملةُ بن كاهِل بسهمٍ فذبحه وهو في حِجْر عمِّه الحسين صلوات الله عليه.
رؤية وتحليل أولاً: يتبين من الخبر التأريخي مدىالروح الفدائية التي يتمتع بها عبد الله الأصغر التي أبداها وقت المحنة.ثانياً: لصوقه العاطفي والوجداني بعمه الإمام الحسين عليه السلام، وإيمانه بضرورة الإلتحاق بالنخبة والصفوة من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام.ثالثاً: موقفه الصلب من الأعداء، وظهر ذلك من خلال مبادرته في مبارزة الأعداء .رابعاً: معرفته بطبيعة ألأعداء، ومواجهته الصريحة لهم من خلال منطقه القتالي في الحرب.خامساً: جرأته وشجاعته لفتت نظر الأعداء فأثار في نفوسهم الغضب، لذلك فإنهم لجؤا الى قتله والتخلص منه. فالى روحه الطاهرة الزكية الف الف رحمة ونسأل الله تعالى أن يرزقنا شفاعتة وشفاعة سائر الشهداء الذين استشهدوا معه وإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلاّ بالله العلي العظيم.
https://telegram.me/buratha