عبد الله الجيزاني
ينتظر العراق الجديد استحقاق انتخابي يتمثل في الانتخابات التشريعية في مطلع اذار المقبل وسط ضجيج للتاثير على اراء على الناس فهناك اصوات تتعالى بالدفع الى عدم المشاركة في الانتخابات وبين اصوات تدعوا للمشاركة الواسعة والواعية وهناك من يدعوا الى عدم انتخاب الاحزاب التي شكلت الحكومة الحالية ووصل بالبعض الى الدفع باتجاه انتخاب القوائم التي تبنت البعث الصدامي منذ ان اهلكهم الله الى اليوم مرة تحت عنوان وشعار الوطنية او القدرة،
ولكل من هؤلاء مبررات لموقفه حيث ان الداعي للمقاطعة يبرر ذلك بان الناس لم تحصل على شي من الفترة المنصرمه ولم تقدم الحكومات المتعاقبة شي يذكر وهذه الدعوة مرفوضة من عدة جوانب اولها عدم طرح البديل وثانيها عدم الانصاف حيث يعلم كل العراقيين ان الحكومات المتعاقبة استلمت بلد لايوجد في دوائره حتى كرسي لجلوس الموظفين لذا فهي ابتدأت من الصفر ووسط تحديات كبرى من ارهاب واحتلال وورثت هذه الحكومات تركة ثقيلة من العداوات مع دول الجوار وخلافات كبيرة على جميع الاصعده بسسب ممارسات النظام المباد اضافة لعداء بعض هذه الدول المستحكم مع المحتل الذي جاورها ومانتج عن ذلك من انبراء هذه الدول للدفاع عن مصالحها وحدودها بطرق مختلفة كان العراق الضحيه فيها لكن استطاعت هذه الحكومات ان تاسس لدولة ذات دستور وقانون لهاجيش وشرطه وقضت على الكثير من المجاميع الارهابية ووضعت لبنه في طريق خروج المحتل وتحسن الوضع الاقتصادي للناس نسبيا وهذا لايعني عدم وجود تقصير الا ان الحل لايكمن في المقاطعة اطلاقا لاننا ارتضينا ان تكون الانتخابات هي سلاحنا في معاقبة المقصرين،
اما الدعوة الى عدم انتخاب الاحزاب التي شكلت الحكومة فنعتقد هو الاخر فيه الكثير من التجني حيث ان هذه الاحزاب هي التي تحملت اعباء حمل المشروع الوطني المقابل لمشروع المحتل الذي يرمي الى جعل العراق قاعدة لتنفيذ مشاريعه المشبوة في المنطقة،وهذا ادى الى ان تدفع هذه الاحزاب ثمن موقفها الوطني هذا وكلنا يتذكر ايام مجلس الحكم عندما يتولى احد قادة هذه الاحزاب رئاسة المجلس الدورية كيف يكون حال البلد من حيث ضعف الخدمات ومضاعفة الازمات في الكهرباء والوقود وكل هذا يحصل بفعل المحتل ثم لانظن ان احد نسى الفتن التي اثيرت ووصلت الى الاقتتال بين ابناء المذهب الواحد وبين حملة المشروع الوطني انفسهم وكل هذا من عمل وفعل المحتل ومن يسير في فلكه بالياته الكثيرة والمتطورة،
وكذا المحاصصة مع شركاء بعضهم دخل العملية السياسية لعرقلتها اضافة الى افتتان بعض ممن حسبوا على حملة المشروع الوطني بالكرسي والانفراد بالحكم وماسببه ذلك من فساد وضعف في الخدمات المقدمه للناس الذي ينبغي عليها ان تميز هؤلاء وتعاقبهم من خلال صناديق الاقتراع اما تحميل الجميع اخطاء الجزء فهذا يخالف العقل والمنطق،خاصة وان الجميع يعلم ان بعض هذه الاحزاب قدمت الشي الكثير في المواقع التي تحملت المسؤولية فيها سواء في الحكومات المحلية او الحكومة المركزية،اما دعاة انتخاب القوائم التي تحمل قارب نجاة لاعادة البعثيين مرة لكونها غير طائفية او وطنية او هي البديل للاحزاب الاسلامية التي فشلت في ادارة الحكم!!! فنعتقد ان اخطر الخيارات على مستقبل العراق هو هذا الخيار والسبب اننا لحظنا مواقف هؤلاء في السنوات المنصرمة وكيف انهم اتخذوا من اراقت الدم العراقي سبيل للوصول الى غاياتهم وكيف انهم الى هذه اللحظة لم يقروا بجرائم البعث وصدام ولم يعتذروا للشعب على الفترة الصدامية المظلمة رغم تبنيهم لها والادهى انهم يتحالفوا الان مع دول اوغلت بالدم العراق ولم تستطع ان ترى الاغلبية المظلومة تمارس حقها في ادارة شؤون بلدها كالسعودية التي دفعت لهؤلاء المليارات لشراء الذمم ومنع الاغلبية من تشكيل الحكومة القادمة،ونحن نقول ان على اهل العراق ان يحذروا من المخططات التي تريد بهم السوء وتحت عناوين وشعارات يفترض ان يكون الناس قد خبروها لسنين طويلة في زمن البعث الصدامي وان ينظروا للامور نظرة واقعية فاذا كان من يقود الحكومة اليوم لم يستطع ان يحقق طموح الناس فنقول على الاقل ان يحفظ لنا شعائرنا وارواحنا وقد روي عن احد العلماء قولة نحن في العراق الان امامنا سفينتان كلاهما ينطلق من نقطة واحده ويصل الى نفس النقطة لكن لكل منهما طريق يسلكة وفي كلا الطريقين هناك لصوص لكن في احد هذين الطريقين لصوص يسرقون المال ويقتلون الركاب اما في الطريق الاخر
فهؤلاء اللصوص يسرقون الاموال ويتركوا الركاب لذا نحن نركب في السفينة الثانية لانها اهون الشرين،لذا نقول في الختام اننا في الاستحقاق الانتخابي المقبل لدينا الكثير من الخيارات اسوئها ان لانشارك فيها واحسنها ان نشارك مشاركه واعية بعيدة عن المؤثرات الحزبية او العشائرية والمناطقية وتعتمد الكفائة والنزاهة والتاريخ المشرف واما من يبذلوا الاموال لشراء الذمم فلناخذ اموالهم ولاننتخب الامن يستحق.
https://telegram.me/buratha