عصام البصام
(الصرخة) اسم لوحة لرسام نرويجي.. في كل تفصيلة فيها تنقل اليك تألم المظلوم عندما لا يري أمامه من أو ما يستجير به، ألمٌ صادر من كل خلية في دماغك وقلبك وكأنهما معصوران بين فكي أسنان الذئاب البشرية في زنزانات التعذيب، للنظام الوحشي المقبور، بل وفي كل زاوية من العراق.
هذا الألم تماما انتقل اليّ، عندما عشت معانات المفصولين السياسيين ومقدار المظالم التي يتعرضون لها في العهد الجديد. منها سلم خاص برواتب المفصوليين ادنى من سلم الموظفين ، لا علاوه ، لا ترفيع ، لا درجه اضافيه سابقه ، لا خدمة عسكريه مضافه ، احتساب جديد لمده الخدمه بعد العوده واحتساب الترفيع على ضوءها. عدم السماح للمفصوليين السياسيين بتبؤ المناصب الاداريه. وعدم احتساب مدة الفصل خدمة لاغراض الترفيع والتقاعد لحد الان. أليس في ذلك مفارقة موغلة في التعذيب والاهانة ، خاصة اذا علمنا ان الوزارات ومؤسسات الدولة العراقية عملت طوال الفترة السابقة علي تعطيل القانون.
لم أصدق عيني لهذه النكتة في العهد الجديد جدا ! هل حقا سيضيع حقك من جديد أيها المفصول سياسيا، بعد أن اغتصبه النظام قبل عقود من الزمن، وأنت مكتوف اليدين والقدمين وعلي فمك يد الغاصب العفنة لأنجس الساقطين عبر التاريخ، هل حقا أنهم يدوسون مرة أخري علي رأسك بثقل الظلم القديم ومعصرة الظلم الجديد. للمظالم نفس التأثير! إن وقعت قديما أو جديدا... ولكن أن تقع من أناس وثقت بإدعاءاتهم، بأنهم حماة العدل وضد الطغيان والجبروت الصدامي، وبأنهم سيعيدون البسمة الي شفاه المظلومين فتلك لقسمة، الموت منها أرحم.! أناس سلموا مقاليد الامور بيد الجلاديين مره اخرى.
كيف سمحتْ ضمائرُ الجالسين، في (مجلس الوزراء) وبجرة قلم، ذبح الأمل الوليد الذي ناضل من أجله كل الشهداء الأموات منهم والأحياء... الأمل في فناء كل آثار القهر الساحق الذي أراد قتل العزة والموقف، ذلكم الذين قالوا: كلا لن نبيع كبرياءنا وشرفنا بالتنازل عن المبادئ والكلمة الشريفة مقابل لقمة العيش الملطخة بجرائم نظام القتلة.. فليفعل ما يريد من نقل وظيفي وإبعاد وفصل ومصادرة ثم الانقضاض علي الضحية المناضلة إذا سقطت في الفخ....
أقول لمجلس وزراء عهدنا الجديد هل تتم شرعنة إسقاط الحقوق بالتقادم، فلن يسمح المفصولون السياسيون له ذلك، حتي إن أعاقتهم الظروف القاهرة من الحصول على حقوقهم الآن. ومهما وضعوا من عوائق ومعرقلات ، مثل لجنة التحقق التي كان واحد من اهداف انشاءها هو تاخير حصول المفصوليين السياسيين على حقوقهم ، فبعد مضي ست سنوات على سقوط الصنم، لم يحصل الكثير من المفصوليين السياسيين على حقوقهم، وما زالت ملفاتهم يعلوها الغبار في اروقة لجنة التحقق. فمتى يحصل المفصوليين السياسيين على حقوقهم.
الصحيح أن لوحة (الصرخة) سرقتها عصابة، من سراق الآثار الفكرية والثقافة الانسانية من المتحف في (أوسلو) النرويج قبل فترة قصيرة ،إلا أن صرخة المفصولين السياسيين أن
(إلغوا قراراتكم الظالمه) (إلغوا قراراتكم الظالمه) (إلغوا قراراتكم الظالمه)
صرخه ، محال أن يسرقها أحد.
https://telegram.me/buratha