المقالات

سكته يّم حسن سكته

3432 23:14:00 2010-01-04

بقلم داود نادر نوشي

يقال أن رجلا توفى الله زوجته وتركته وحيدا ، وهو يئن ألم الوحدة والفراق لرحيل زوجته أم حسن ، التي شاركته الحياة لعشرات السنين وتقاسمت معه الأفراح والأتراح ، مما دفعه للعويل والنحيب، فاجتمعت نساء الجيران للتخفيف عنه والقدوم إليه ومحاولة مساعدته على مصيبته ، وكان يصرخ أمام النسوة ويقول ، لمن اذهب حين يصيبني الجوع ، فتجيب النسوة ، نحن نعد لك الطعام يا أبا حسن ، ثم يصرخ فيقول أين اذهب حين تتسخ ملابسي ، فتجيب النسوة ، نحن نغسل ملابسك يا أبا حسن ، وأين وأين وأين ، ثم صرخ بأعلى صوته ، من يكون أنيسي في فراشي وكانت الطامة الكبرى ، فبماذا تجيبه النسوة على هذا السؤال المحرج وكان لابد من السكوت فلا من مجيب لصرخة أبو حسن، وعندها صاح أبو حسن بأعلى صوته، سكته يم حسن سكته، سكته يم حسن سكته

وفي وضعنا السياسي العراقي الكثير ممن يجيدون الصمت والسكوت في ظل الوضع الراهن الذي نعيشه ، لاسيما عندما يصرخ العراقيون بأعلى أصواتهم مما هم فيه ، فلا يسمعون الإجابة ، وسكته يم حسن سكته ، واقصد هنا الصرخات المدوية لجميع الشرفاء من العراقيين عندما يتعلق الأمر بالملفات الأكثر مساسا بحياة العراقيين ومنها الترتيبات القائمة على قدم وساق من اجل عودة البعثيين والصداميين إلى سدة الحكم من جديد , والتي مازالت تقطر أيديهم بدماء الأبرياء طوال عقود من الزمن, وتأتي هذه الدعوات انسجاما على مايطلق عليه المصالحة الوطنية وتحت عناوين وأسماء وشعارات هي نفسها التي مزقت أسماعنا خلال حكم المقبور صدام وظهرت لنا من جديد تحت رعاية السياسيين الأقزام المفلسين ' والتي تكفلت بها البعض من القوائم الانتخابية المحسوبة على دول المحيط العربي والمدعومة بأموالهم , وأنا على يقين أن الكثير من تلك القوائم درجت بين طياتها الكثير من البعثيين وعصابات الأجهزة القمعية من اجل الوصول بها إلى البرلمان القادم , وإكمال المخطط المشبوه الذي تحلم به دول الإقليم والبعض من السياسيين المرتبطين بالبعث ألصدامي والذي يراد منه العودة إلى زمن الحكم الطاغوتي وعودة البعث من جديد ، كل هذا يجري تحت مسمع ومرأى المفوضية العليا للانتخابات وقانون المسائلة والعدالة ومن لهم السلطة في تعقب هذه الشرذمة الباقية من فلول البعث , ورغم الصراخ والعويل لكن سكته يم حسن سكته ولا نعرف متى نسمع الجواب .

وهناك صرخات وصرخات مدوية يطلقها العراقيين من اجل تطهير الأجهزة الأمنية من بقايا فلول البعث وأيتام النظام البائد الذين وصلوا إلى أعلى درجات السلم الوظيفي في دوائر الأجهزة الأمنية ، وبالتالي يتحملون الجرائم المأساوية التي يعاني منها العراقيين لاسيما الإعمال الوحشية والإرهابية التي طالت الأبرياء في أواخر 2009 , وهم بذلك يسيئون إلى الإبطال والمناضلين من أبناء الأجهزة الأمنية الذين يقدمون الغالي والنفيس من اجل حماية العراق والعراقيين ، وعندما تتعالى الأصوات من اجل اجتثاث البقايا الباقية من شرذمة الصداميين في قواتنا الأمنية لا نسمع ردا شافي ولاتبرير مقنع وسكته يم حسن سكته .

ولكن إلى متى هذا السكوت والصمت ونحن ندخل السنة السابعة من عمر التغيير الذي أطاح بالدكتاتورية واتى بالعراق الجديد ، إلى متى السكوت ونحن على أبواب انتخابات مصيرية تترسم من خلالها الخارطة السياسية للعراق وتتضح لنا الحكومة الجديدة والبرلمان القادم , وبذلك يتحطم الصمت والسكوت الذي نواجه , لان صرخات صناديق الانتخاب لن يقف أمامها سكوت الساكتين ولا صمت الصامتين , وأمام هدير أصوات الناخبين سيسمع أبو حسن جوابا ولن يردد عبارته الشهيرة سكته يم حسن سكته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك