المقالات

صحوة ضمير أم حلاوة الحكم‏

1028 21:02:00 2010-01-04

الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا

قبل هذا الوقت بأربع سنوات أو خمس حينما كنا نقول بأن خيار الشعب العراقي أمام هذه التغيرات الشاملة ( سقوط النظام) والتحديات الخطيرة هو أن نركب (يعني نحن السنة في العراق) عربة التغير والحرية والديمقراطية والعملية السياسية والتصويت مع إخواننا العراقيين من كافة الطوائف والشرائح حينما كنا نقول هذا ونوجه به الناس كانت الدنيا تقوم علينا ولا تقعد وهطلت علينا الاتهامات من كل حدب وصوب واذكر أن احدهم قال لي يوما نأخذ حقنا بالبندقية قلت لا!! لنأخذه إلا بالمشاركة الحقيقية مع إخواننا وبلا عضلات فاشوشية وبعد ذلك هو أول من ألقى البندقية واختفى ثم رايته بشاشات التلفزيون يتحدث بحديثنا!!!!! عجيب هذا الإنسان نعم الذي نريده نظرة ثاقبة سابقة إستراتيجية تفهم الواقع وهذا لا يكون إلا إذا أخرجنا من نفوسنا الأوهام والخيال وأنا كنت قد قرأت قصة هادفة للشيخ الأديب المربي على الطنطاوي في احد كتبه القيمة يقال أن رجلا فيلسوفا ألمانيا اسمه ( كانت) وكان يجلس في مكتب له ويقابله بيت فيه ديك يصيح فأزعجه صوت ذلك الديك فقال لخادمه اشتر هذا الديك واذبحه لي وفعلا دعى صاحبا له كي يأكل معه هذا الديك وخادمه يطهو له الديك المذبوح فأتى له بالطعام

والديك يتقدمه فقال لضيفه حينما رأى الديك مشويا اليوم أنا مرتاح جدا من عدم سماع صوت ذلك الديك فقال له الخادم يا أستاذ لقد امتنع صاحب الديك بيعه فاشتريت لك ديكا آخر والديك لا يزال حيا ويصيح فعرف حينها انه كان يعاني من هاجس نفسي لا أكثر إذن هل نحن كهذا الفيلسوف الألماني ولماذا بعد سنوات عديدة من عمر هذه العملية السياسية نأتي لنقول لابد من الانتخاب والمشاركة بقوة وهذا كلام طيب وجميل ولكن جاء متأخرا ولا بأس به ولكن لابد أن تكون مشاركتنا في الانتخابات لأجل المساهمة الفاعلة مع إخواننا في بناء العراق الجديد هذا الخطاب الذي لابد أن نتحدث به بالأمس شعر بعض الإخوة وخاصة في الميدان الإسلامي أن المشاركة بالانتخابات مع إخوانهم العراقيين هو الخيار الوحيد وليس القتل والتفجير والتهجير والذي تبناه المجرمون بمعنى خيار الصندوق واختيار الأصلح هو الذي سيحقق لهم الأمنيات ومن هنا جاءت فتوى علماء الانبار الغيورين على وجوب المشاركة بالانتخابات وتأثيم من يتخلف عنها !!!وهذا جيد أن يصحى الإنسان بعد غفلة أو بعد خوف أو هاجس أو اختلاط في الإفهام وجيد أن يقول الإنسان كلمة الحق والتي دفعنا لأجلها الغالي والنفيس ولكن لابد أن أقول كلاما وأنا أشعر بقلبي ينزف دما وحسرة وتعجب .. هنا أريد أن أقول لماذا لم نقف جميعا مع المشروع العراقي الجديد من البداية وما الذي تغير لم يتغير شيء فالديك هو الديك ولكن هو ( قصر النظر) وعدم قراءة الواقع والخوف من القاعدة والبعث هو الذي حال بيننا وبين استحقاقاتنا الوطنية وهنا لابد أن يسجل العراقيون الموقف لمن سبق لا لمن صمت وصمته سبب بشلالات من الدماء وأكوام من القتلى وصور من الدمار وبحار من الدموع وهنا نقول كلمتنا من جديد ونسبق غيرنا كما عهتمونا احذروا وامنعوا عودة البعث

وعليكم أيها العلماء أن تقفوا من جديد وقفة مشرفة لتمنعوا المشروع البعثي لان يجد مكانا في العراق لان البعث كفكر وتطبيق على الأرض لو نجح فسوف يبطش بالجميع وبالسنة قبل غيرهم وتذكروا كلامنا فإننا نمتلك نظرة سريعة وصريحة الكثير يفتقدونها في زماننا مع حبنا وإجلالنا للجميع ولكن الشعب العراقي ينتظر منكم موقفا شجاعا أيها العلماء . والحياة دروس والدرس الذي ينبغي أن ننهجه جيدا هو أن نقول الكلمة في مكانها وزمانها ومكانها العراق وزمانها الآن في مطلع عام 2010 حتى نساهم في البناء الحقيقي للعراق لا الهدم و الشعب العراقي كله ينتظر موقفا واضحا وصريحا وشجاعا من العلماء الأخيار لكي يقولوا كلمتهم في الإرهاب وعودة البعث وعصابات القاعدة التي أوغلت في دماء العراقيين وينظروا إلى شعبهم وإخوانهم ونصيحتي لهيئة علماء المسلمين أن تكف عن منهجها الذي ما عاد له قيمة بعد إصدار كبار علماء الإنبار هذه الفتوى نعم لو صدرت من سني في جنوب العراق لقالوا سني تشيع!! أو سني من الدرجة الثانية!! لكن هؤلاء اعتقد من الدرجة الأولى بل الدرجة الخاصة ويشهد الله علينا أننا نتكلم في صالح الوطن والدين والمذهب وليس عيبا أن يحافظ الإنسان على مذهبه العيب أن نصمت عن المجرمين والقتلة والارهابين الذين يحاولون إثارة الفتن والمشاكل ويتقمصون مذهبنا ونحن من بداية السقوط والتغير إلى وقتنا هذا نتحدث بخطاب واحد وهو حب الوطن وحقن دماء العراقيين جميعا وسيأتي اليوم ليقف جميع السنة ويعلموا أن فكر البعث أو التطرف أو العنف لم يخدمهم ولم يخدم غيرهم بل كان وبالا عليهم وعلى جميع العراقيين بل كان سببا في ضياع البلاد والعباد لابد أن نكون شجعانا وصادقين سيما أن كلمتنا أصبحت حرة غير

مقيدة وقوية غير ضعيفة فما معنى أن نصمت عن الإرهابيين القادمين من اليمن هل سيأتون لبناء الجسور وتبليط الشوارع أم لإثارة الفتن بين العراقيين وضرب المراقد والمزارات قبل الانتخابات (لو هذه هم ازعل البعض) وما معنى أن نصمت عن تجاوزات محمد العريفي على المرجع الأعلى الإمام السيستاني واستخدامه لألفاظ لا تليق إلا بناطقها وأنا عندي مبادرة لولا أن البعض سيقول عمل كذا لأجل الدعاية الانتخابية لرفعت راية الاستنكار والتنديد مشيا على الأقدام من البصرة إلى النجف حتى أحط رحالي عن بيتي هذا العالم المربي الزاهد عن الدنيا عند بيت السيد السيستاني لأقول له بان أهل العراق شيعة وسنة محبون لك ومثمنون موقفك ومكانتك ولكن الأعمال بالنيات. والى صحوات أخرى من أهل الحل والعقد.

الشيخ الدكتورخالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب وعضو الإتلاف الوطني العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الغانم
2010-01-07
بوجودكم شيخنا الجليل وبامثالكم من الشرفاء المخلصين ستستمر القافلة بالمسير بعون الله تعالى ودمتم سالمين.
هادي الخزاعي
2010-01-06
بسم الرحمن الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود في البدايه وقبل كل شيء ان أقدم الشكر الجزيل للشيخ الملا على هذا الكلام الدقيق والتصور الواضح والافكار النيره والمواقف الخيره وهذا اكبر دليل على ان الأتلاف بخير وذالك لما فيه من شخصيات تمتلك النظره الثاقبه لجميع الامور السياسيه والتي تفيد الشعب ومستقبل هذا الوطن
الحجي
2010-01-06
اللة يتقبل منك وحشرك مع محمد وال محمد عليهم السلام اتمنى من اللة ان يعطيك القوة لاظهار الحق كل يوم تزداد رفعة ومكانك في قلوبنا .
راهي العذب
2010-01-05
شيخنا : طيب الله أنفاسك و أصلك . و الله يا فضيلة الشيخ قال لي ذات يوم صديق غير عراقي : كيف يسمح عراقي بادخال شخص غير عراقي لكي يفجر بإخوته العراقيين مهما كان انتمائهم الطائفي ، أليس لكم أبجدية حب الوطن و المصير المشترك أم إنكم تكرهون وطنكم المليء بالخيرات التي تكفي الجميع. فلم يكن جوابي إلا أني قلت: أن لدينا خلطة شيطانية هي (البعثية الصدامية السطيعية الوهابية التكفيرية و أموالهم الأمريكان و بني صهيون و أطماعهم جرب العرب )
فائز
2010-01-05
الى الشيخ الفاضل والله لا أقولها مجاملة ولا مشاعر تذهب مع الريح او حماس مؤقت نحن الشيعة لا نريد إلا الؤئام مع أخوتنا السنة حتى لو إختلفنا فإنها تبقة أقصى شيء في حدود الكلام. وإن شيخاً فاضلاً مثلكم ليس لدي أدنى مانع من أن يكون في أي مركز للقرار إبتداءً من رئيس جمهورية الى وزير, لقد أحسن عبد الرحمن قليلاً الى الشيعة ولم يعطهم مناصب مجرد مشاعر لطيفة فلا زال الشيعة يذكرونه والعكس صحيح. بارك الله بشيخنا وحفظه.
saidy
2010-01-04
کلامک بلیغ والرؤیا الصادقه لفهم معنی الوطن (یالیت یتعض من تظهروا فی البصره من الشیعه ضد ایران بدون ان یفهم الحقايق )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك