عمر عبد الستار
ما من امة أو شعب إلا وله شخصية أو شخصيات لها منزلة واعتبار خاص على أساس الدور الذي قامت به في سبيل شعبها أو أمتها وهذه الشخصيات إما تكون شخصيات عامة بلا موقع مميز وأحيانا يكون لها موقع ديني أو سياسي أو اجتماعي يضيف لها من القيم الاعتبارية الكثير وبهذه القيمة فان الشعوب تحرم المساس بشخصياتها ورموزها وتعد المساس بهذه الرموز مساساً بالشعوب والأمم نفسها وهو حال الذي ينطبق على غاندي في الهند والإمام الخميني في إيران ونلسون مانديلا في جنوب إفريقيا وغيرهم كثيرون ممن قدموا خدمات كبيرة وجليلة لشعوبهم.
وربما اختلف العراقيون فيما مضى على تحديد شخصية واحدة على مدى تاريخ الدولة العراقية الحديثة وان مرت شخصيات مهمة على فترات لكن ظروفها العامة أو الخاصة لم تحقق لها الإجماع الكامل ولكن وباتفاق الجميع فان المرجع الأعلى الإمام على الحسيني السيستاني كان وسيبقى رمزا لكل المكونات العراقية بل ورمزا إسلاميا وإنسانيا.فهذا الإمام الجليل عمل في ظروف صعبة ربما لم يمر بها مرجع ديني من قبل فهو ابتلى لسنوات بالإقامة الجبرية وتعرض للاغتيال في زمن الطاغية ثم كان الموجه والقائد للشعب العراقي في أصعب ظروفه بعد دخول القوات الأمريكية وتجلت حكمة الإمام السيستاني في إصراره على كتابة الدستور العراقي بأيادي عراقية منتخبة دوره الكبير في حظ الوحدة الوطنية والدينية فهو وقف على مسافة واحدة من الجميع
وكان الإمام السيستاني أبا للجميع حيث يشعر المسيحي والسني والشيعي والعرابي والكردي والتركماني بالأمان بوجود الإمام السيستاني والذي كان وبحق صمام امن العراق وهو الأمر الذي شهد به الجميع العدو قبل الصديق وان تأتي تطاولات من نكرة من نكرات الفكر التكفيري واحد اجراء سلاطين إل سعود ضد هذا الرمز الوطني والديني والإنساني فهو أمر ليس بالمستغرب منهم. فان حقد إل سعود على عراق ومحبي أهل البيت المحمدي يدفعهم إلى مهاجمة كل رموزهم كما هاجموا مدن العراق المقدسة لقتل اهلها وتدمير مراقدها المقدسة حقداً وحسداً.من الطبيعي إن تترفع المرجعية عن الرد على شذاذ الأفاق ولكن الرد الشعبي والجماهيري مطلوب وبشدة ليس على سبيل الاستنكاروالاستهجان بل بإتباع طريق المقاطعة للعلاقات مع إل سعود وبضاعتهم حتى يعتذروا عن إساءة احد إجرائهم ولا يعودوا إلى المساس بمقدسات العراقيين ورموزهم .
عمر عبد الستار
https://telegram.me/buratha