عباس العزاوي
ان الاختلافات المذهبيه هي قوت السلاطين وسبيلهم لشرعنة حكمهم وسلطانهم والتسلط على رقاب الناس والتحكم بهم وان مكمن قوتهم الحقيقي هو في تلك الخلافات المزعومه اللاجوهرية في المذاهب ,اما الناس البسطاء فهم مع الحق اينما كان والمسميات لاتعني حقيقة المسمى بمعنى ان تكون من مذهب الحاكم ليس بالضرورة ان تكون من اتباعه او مؤيديه وكذلك الامر بالاتجاه المغاير لمذهب المحكومين . انا والاخر نختلف في الوجه وليس بالتوجه فكلانا يسير بطريق واحد وهدف مشترك وهو تحقيق العدالة الحقيقية بين البشر وان نكون بمقاييس العقل البشري الواعي على حد سواء في الحقوق والواجبات فاختيار الوسيله للوصول الى المبتغى تعتمد بالمقام الاول على طريقة واسلوب استلام المعلومه ومصادرها فتشكيل المفاهيم في ذهنية الفرد حسب مقتضيات المرحلة يستند الى القوة الاعلامية والسلطويه في بث الفكرة او المعلومه وتضييق مصادر المعرفة باطار ممنهج يصب بالاساس في مصلحة السُلطه المتنفّذه أنذاك والا مامبرر كره الاخر ان كانت هناك جوامع مشتركة مهمه بين الفريقين وغير مفتقره الى الايضاح ان لم تتدخل ايادي ماكرة تُفعّل مواطن الاختلاف لتؤسس الارضية الخصبة في ذهن المتلقي وان كانت في محتواها اختلافات وليس خلافات تستدعي الفرقة والتشتت الذي يصب في نهاية المطاف في بوتقة العقل الاستغلالي والسلطوي.
ان عدم قراءة الاخر بعقلية رزينه وهادئه وتفضيل البقاء ضمن دائرة الظلام المُفتعل من القوى الشيطانية لتجسيد حالة من التباعد الفكري والنفسي بين ابناء الوطن والدين الواحد هو الذي يبرر حتمية الذهاب الي ابعد من ذالك من خلال التنظير لاغتيال الاخر بادوات واليات دينية وذات منحى قدسّي دون ادنى احساس بالذنب او التعاطف سواء من المنفّذ المباشر لاطروحات قوى الشر او المناصر لهم لما تحمله هذه العقول الساذجة من عقائد راسخه في الجهل ومُدجنة لغرض تنفيذ مشاريع الموت والخراب بأيمانِ ظلاميِّ متجذّر مع ان حامل الموت يسمع ويرى ضحاياه أطفالأً و نساءأً و شيوخاً قُبيل تنفيذ عمليته الجنونية ولاتقلل من عزمه اي من الكلمات التي من الممكن ان تتضمن مفرادت دينية او ايات قرآنية او حتى أسماء الانبياء والصالحين التي من المفترض ان تكون ضمن معتقداته الاساسيه ولايتبادر الى ذهنه ابداً كيف ان الله الرحمن الرحيم ممكن ان يجمعه والاطفال الابرياء في جنةِ واحدة وهو يراهم ضمن دائرة معركته المفترضة وهذا يعني اننا امام عقول لاتحمل ادنى مقومات التفكير البديهي والمنطقي وقلوب مليئة بالحقد المبرُّر شرعاً والباحثة عن جنتها المفقوده بين اشلاء البسطاء والكادحين وهي لاتعي بالضرورة تدعيمها لاركان دولة الظلم والاستبداد التي توظّف الدين واحكامه لخدمة مصالحها الذاتية والفئوية والا ماقيمة قتل العامة من الناس الذين لايملكون من حطام الدنيا الا ايمانهم برب غفور رحيم يأملونه الاخذ بحقهم ممن ظلمهم واستعبدهم باسمه وقتلهم بسنن انبياءه.هناك حديث ينسب الى النبي(ص) في صحيح البخاري متن الحديث (حدثنا مسدُّدُّ عن عبد الوارث عن الجَعدِ عن ابي رجاءِ عن ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِى (ص) قَالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خرج من السلطان شِبْرًا، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. (أخرجه البخارى في: 92-كتاب الفتن: 2-باب قول النبى (ص) سترون بعدى أمورًا تنكرونها). انتهى وهذا رابط الحديثhttp://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=13&CID=198#s3
هذا التعميم في شمول الحديث ايٌّ سلطان من المسلمين يتسلط على رقاب الناس بغض النظر عن سلوكه او سياستة او كيفية وصوله الى هذه المكانة يجب علينا طاعته والامتثال لاوامره والا مات الخارج منا عن امره ميتة جاهليه بهكذا احاديث وغيرها موضوعه على لسان الرسول الكريم تم تربية اجيال كبيرة عبر التاريخ ومانشاهده من حمير الارهاب الحالي بقتل الابرياء يومياً في العراق وغير العراق الا تجسيد حيّ لهذه التربية الموروثة من سلاطين العرش الاموي البغيض.
اذن المتعصب الجاهل يموت لتقوية دين السلطان وليس سلطان الدين ونحن جميعاً دون استثناء ضحايا اطماع السلاطين ووعاظهم وليس غريبا ان يجد المتعصب من يشرعن له قتل الاخرين وان كانوا من ابناء جِلدته بعد ان اخبرنا التاريخ بحوادث كثيرة وكيف ان ائمة الكفر والفجور يقتلون المعارضين لسلطانهم ويجدون من يمنحهم الغطاء الشرعي من شيوخ التكفير... فقبل اسابيع على سبيل المثال لاالحصر طالعنا مفتي من السعودية على صفحة العربيه نت ليقول(( أفكار الحوثيين تقوم على الفتنة والتعصب وتصرفاتهم فتنه بين المسلمين وآرائهم واقوالهم فاسده...... وان الجنود المرابطين على الحدود في جهاد)) الم يكن الاجدر به كرجل دين يخاف الله الدعوه لوقف نزيف الدم بين المسلمين؟ اليس غريبا ان تكون دائما فتاوى شيوخ السعوديه تتناغم مع متطلبات ورغبات العائله المالكة؟ هل هو من افتى بالدفاع عن المملكه ام صدرت فتواه بأمر ملكيِّ لكي يدفع السذج من المواطنين للموت في سبيل الامراء.
في نهاية المطاف اقول نحن البسطاء من كل فئات المجتمع نشترك بوعي او بدونه بتاسيس معضلة واشكالية عدم قبول الاخر لان التخلف يهيمن علينا تماماً ولانرغب بتغيير انفسنا بل ونجعل من الحكّام مقدسيين و انصاف آلهه وبالتالي هم لايرعوون عن الامعان بقتل وتشريد المخالفين والمعارضين لهم منّا الا من خاف وصمت... وقلبه مطمئن بالخنوع !!
https://telegram.me/buratha