المقالات

قليلا من الإنصاف. كثير من الأموال يا وزارة الخارجية

922 14:12:00 2010-01-03

عباس المرياني

تعتبر السياحة مظهر حضاري مهم لأي دولة تبحث عن وجهها المشرق من خلاله بين دول العالم وتوصل الليل بالنهار في التخطيط والعمل من اجل زيادة عدد الزوار والوافدين الذين يفرغون ما في جيوبهم عن طيب خاطر لتحوله إلى عملة صعبة تغذي بها ميزانية متهالكة تفتقر إلى مجد أبار النفط والغاز وما تدره من أموال تنوء بها خزائن الوارثين. وتتفنن هذه الدول في طرق الجذب والاستقطاب وتسخر كل إمكاناتها الأخلاقية والجسدية والعاطفية لتظهرها لضيوفها الكرام بأجمل وأبها وارق حلة لأنها لأتملك غير ذلك المصدر الشفاف.ومع ذلك فانك تجد هذه الدول تعيش بسعة ودعة لا يسيئها إلا ما يسيء لضيوفها الكرام كونهم مصدر الخصب والنماء وبدونهم لا تعدو عن كونها بلد للفوضى والفقر والمشاكل.وبالمقارنة المنطقية لعدد من هذه الدول التي لا تجد غير الفن والخداع بابا للاستثمار والارتزاق وبين العراق كثير النفط والغاز والزئبق واليورانيوم و.. و....والمياه والزراعة والارطاب والأعناب فانك لن تجد صعوبة في تشخيص العلة الأزلية التي تلازم العراق وتجعله محسودا حتى على مشاكله وقتلاه وتنافس الظباء عليه.وإذا تركنا النفط ومشاكله جانبا وسئلنا الله إن يخسف الأرض به وبطغاته من إل سعود أصحاب الثياب القصيرة واللحى الطويلة لأننا لم نحصل منه إلا على الحروب والدمار ونفاق الإعراب عند كل صيحة ورفع راية.

لو تركنا هذا خلف ظهورنا وتوجهنا إلى مصدر من مصادر الخير والنعمة التي ينعم بها بلدنا واستثمرناه بصورة صحيحة وكرسنا وقتنا وجهدنا من اجله ووضعنا أمواله بأيد أمينة واعتمدنا بعد الله عليه لكنا الآن في عالم أخر لا يمت إلى خرائب العراق بصلة وهذا المصدر هو السياحة الدينية حيث مراقد أهل البيت الكرام في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية المقدستين وفي سر من رأى المنكوبة. لكن الأمر لا يعدو عن كونه أمنيات في زمن الفوضى والاستهتار وإلا كيف تفسر حالة البأس والتخلف وانعدام الخدمات وقلة المرافق الحيوية التي تحتاجها مدننا المقدسة وهي بإمكاناتها الهائلة يمكنها ان تقرض دول وتبني مدننا وتغير معالم لم تستطع حقول البترول من تغييرها. ولا يقتصر الأمر على استئثار جهة واحدة بالأموال الداخلة إلى العراق بفضل بركة أهل البيت بل يتعدى ذلك إلى حالة نكران الجميل والاستئثار بكل هذه الأموال ولم يخصص منها لاخمس ولا ربع لهذه المدن حتى تنهض بأعباء الخدمة والاستقبال والظهور بمظهر حضاري يليق بضيوفها الكرام .ولا عجب ان تستأثر وزارة الخارجية العراقية بهذه الملايين الطائلة التي تتدفق إلى العراق من زوار ووفاد كل دول العالم الى بقاعنا المقدسة لتتنعم بها مع ضيوفها وموظفيها وتترك كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء وضيوفهما الأعزاء دون عزاء والذين لا يشترطون إلا التحاف السماء ما داموا بين رياض كربلاء ووادي السلام وغصة تملا صدورهم من الواقع المتردي حتى وان كانوا من الهند أو أفغانستان.

ما الذي سيحدث لو ان الحكومة العراقية أصرت على اقتطاع نسبة 10% من واردات السياحة الدينية ولا أقول أكثر من ذلك حتى لا اتهم بالطائفية وتحويل هذا المبلغ إلى أعمار المدن المقدسة عندها يمكن للجميع معرفة سبب تمسك وزارة الخارجية بحق غيرها وقد يعذرها البعض لان الأرقام ستكون مهولة وبإمكانها تغيير معالم مدن وتحويلها إلى منتجعات ومحطات للراحة والاستجمام.

أنها دعوة واستغاثة صادقة من اجل إنصاف مدننا المقدسة ومنحها جزء من حقوقها وهو ليس استجداء وتوسل من أي جهة لكنه تذكير وعسى ان تنفع الذكرى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك