بقلم:صباح السيلاوي
في حياة كل منا..أمل ما.. حدث ما يرغمنا على الجلوس في محطات الانتظار له بهدوء ..بصمت ومشاكسة..المهم إننا ننتظر بل إننا نخترع أحيانا ذلك الذي يمكن أن ننتظره تماما كما تم اختراع(غودو) ليكون رمزا للذي لا يأتي. فالعمر قد يعجز عن تحقيق الأمل لذا قد يهرع البعض إلى صدر الحلم ليتنفسوا ويناموا وقد نصدق إن الحلم قد يأتي .. قد يرى البعض إن لهجتي فيها نوع من التشاؤم واخشي على أبناء شعبي كثيرا أن لا يصدقوا بان حلمهم في بناء دولتهم العصرية الحديثة المتطورة الخالية من البطالة والمبنية على العدل قد يرون أنها لا تتحقق . إننا نعاني متاعب كثيرة بلا شك ..نصطدم بمتناقضات لا حد لها لأننا نعاني من بعض الواقعية ..فإننا نؤمن إن العمر لا يتكرر وهو ليس إلا مرة واحدة . إننا على درجة من التعقل ولكن تعقلنا لا يصدر عن كشافة الوعي التي تفترض المسيرة المتأنية ..انه قد يصدر أحيانا من خوف مستتر أو عجز في الشخصية أو انعدام الوعي وكثيرا ما المح الابتسامات الباهتة على شفاه الناس المحرومين من أبناء جلدتنا ..فالذين أتعبهم الانتظار وهم ألان في انتظار ما سيأتي فالقاصات المغلقة التي غلفت الانتخابات السابقة قد تمت إزالتها والى الأبد وكل شئ أصبح واضحا أمام الناخب العراقي لكي يجد من سيحقق له الآمال ويفتح أمامه الطموحات وان هذا المنجز لم يأتي من فراغ وإنما أتى بجهود من نذرت نفسها للعراقيين دون أن تنتظر منهم شيئا سوى الشكر والثناء للخالق الذي سخر لنا ما كنا ننتظره من حرية الرأي والتعبير والتحسن الملحوظ في المستوى ألمعاشي ..إنها المرجعية الرشيدة ومن سار على خطاها بمخافة الله في عباده الفقراء . إن الناخب العراقي عليه أن يدقق ويتمحص جيدا لان في ذلك مستقبله الذي رسمه لنفسه وان الذي فعلته بعض الكتل السياسية عندما أرادت أن تبتعد عن الاختيار العشوائي لمرشحيها فإنها وضعت الأرضية الصلبة لاختيارات المواطن العراقي وهذا ما فعله تيار شهيد المحراب والتيار الصدري الذي يأتلف معه وان ذلك لعمري هو الخطوة الأولى التي تضعنا على الطريق الصائب. إن الأوراق ستطرح بكثرة ..تماما كورق اللعب الذي يندثر بين مجموعة مهذبة ظاهريا الى العبث إذ تطرح مواصفات احدهم تتبعها مواصفات أخر ونشعر بأنفسنا كما لو كنا في وسطهم كتجار أغبياء لا يعرفون نوع البضاعة ولا مصدرها لنحاول أن ننتقي أحسن الأصناف ونوقع عليها غيابيا لنكتشف فيما بعد إنها مغشوشة ولا تتناسب مع متطلباتنا . إن التمسك بمن هم اقرب لنا ليس عيبا علينا ونحن نرى الآخرون يتمسكون بنفس المنهج في الجانب الأخر وبنفس المعيار وإذا كان ابن جلدتنا لا يستطيع أن يحقق لنا ما نصبوا إليه فمن المستحيل أن يحقق لنا الطرف الآخر ما لا يريده لنا لذا فمن الواجب علينا أن ننتقي من هم اقرب إلينا في شعورنا ومعتقدنا وأمالنا وتطلعاتنا لكي لا نرمى مرة أخرى في سلة المهملات الكبرى التي صنفتنا على إننا مواطنون من الدرجة الرابعة ومن النوع الغير مرغوب فيه!!!! لقد آن الأوان أن نكف عن الانخداع مرة أخرى بمن ظلمنا لعقود طويلة ..آن للبعض منا ممن انخدعوا طويلا بالشعارات القومية والعدالة الاجتماعية المزعومة التي تنطوي تحتها شعارات أموية ظالمة .. آن الأوان للعقارب المندسة في الرمال أن توطأ وتسحق بمناسم من فولاذ ..أما من يتحجج بوجود أخطاء في المرحلة القليلة الماضية فنحن نقول:نعم هناك أخطاء ولكن من منا كامل بلا أخطاء ؟ولكن بدل أن نتقوقع في معابدنا علينا أن نبحث عن الإنسانية فيمن نختار ونميز بين الحق والباطل ..وان الأسر الكريمة التي قادتنا روحيا لقرون طويلة لهي قادرة والله أن تقودنا سياسيا لأنها منا وعلينا وتتألم لآلامنا وتتأمل آمالنا ولم يكن بيننا وبينهم جدار مهما علوا وتألقوا ..لذا فأن اغلبنا توصل الى قناعة لا تقبل القسمة على اثنين أما الذي لم يتوصل الى قناعة بعد فعليه أن يسأل نفسه سؤالا محددا..من يرث الأرض؟..وسيكون الجواب بالتأكيد للصالحين..
https://telegram.me/buratha