قلم : سامي جواد كاظم
لاني مولع بقراءة تاريخ الحسين عليه السلام فاحاول كثيرا التحليل واكتشاف التاويل لما اشكل علي او توهم فيه غيري ولقد اعترضني فصل من رحلة الحسين عليه السلام الى العراق اشكل علي فهمه ولهذا احببت ان اكتب هذا الاشكال وانتظر التعليق والمشاركة من قرائنا وكل من له ولع في تاريخ الحسين عليه السلام .المعلوم لدينا ان الحسين عليه السلام خرج من مكة قبل ايام التشريق متوجها الى العراق ، ومكة المكرمة ابعد بالنسبة الى العراق من المدينة المنورة أي ان هنالك طريق خاص يسلكه من اراد الخروج الى المدينة من مكة حيث يبعد عن الطريق الذي سلكه الحسين عليه السلام الى العراق .الرواية الاولى تقول لما طلب والي المدينة الحسين عليه السلام شاور الحسين عليه السلام عبد الله بن الزبير قائلا له اظن ان معاوية قد هلك فقد رايت في منامي بالامس النار تشتعل في قصر معاوية الى اخر الحديث .ورواية اخرى تقول ان الحسين عليه السلام لما خرج من المدينة قاصدا مكة امتعض ابن الزبير من مقدمه لان اهل مكة التفوا حول الحسين مستبشرين بقدومه وكان ابن الزبير يزور الحسين عليه السلام بكرة وعشية للمجاملة .فكيف يكون هنا وهناك ؟ هذا الاشكال الاول .ونعود الى رواية اخرى تقول ان وصية الحسين عليه السلام لاخيه محمد بن الحنفية حيث كتب له وصية ذكر فيها انه لم يخرج اشرا او بطرا ولكن لطلب الاصلاح في امة جده محمد (ص) الى نهاية الوصية ثم ودعه وخرج في جوف الليل الى مكة بجميع اهله .الرواية التي تثير الاشكال ان الحسين عليه السلام لما هم بالخروج الى العراق جاء الى اخيه محمد بن الحنفية ليودعه فنصحه بعدم التوجه الى العراق ولكن عليه السلام قال لقد استبطأت ابن عمي مسلم وانا قلق عليه ثم ودعه واتجه نحو العراق والمعلوم ان الحسين عليه السلام خرج من مكة نحو العراق ولم يمر بالمدينة في طريقه لان ذلك اولا يبعد الطريق وثانيا حسب خريطة المسير لم يمر بالمدينة وثالثا هو عليه السلام هرب من المدينة لانهم يريدون راسه حسب رسالة يزيد الفاسق الى والي المدينة الجديد وهو عمرو بن سعيد .كيف يمكن الربط بين الروايتين ؟ وهذا الاشكال الثاني .ورواية اخرى تقول ان الحسين عليه السلام لما هم بالخروج من مكة جاءه ابن الزبير ناصحا طالبا منه ان يكف عن الرحيل الى العراق فقال له عليه السلام ان ابي حدثني ان بها كبشا سيستحل حرمتها ـ أي مكة ـ فما احب ان اكون انا ، هنا الحسين عليه السلام تعمد ذكر هذه الرواية لانه يعلم ان الكبش المقصود هو ابن الزبير وهذا ما ال اليه مصير ابن الزبير .ورواية اخرى تقول ان ابن الزبير اختصم مع ابن عباس في المدينة قائلا له انا ابغضكم منذ اربعين سنة يا بيت بني هاشم . لا اعلم هل هنالك ابن الزبير اخر ؟ هذا الاشكال الثالث .رواية اخرى تقول بعث عمرو بن سعيد والي المدينة برسالة الى الحسين عليه السلام وهو في مكة يدعوه فيها الى القدوم الى المدينة وله الامان وان لا يخرج الى العراق فكان جوابه عليه السلام خير الامان هو امان الله فرفض دعوة ابن العاص .رواية اخرى تقول جمع عياله عليه السلام وجاءوا المدينة وزار قبر جده ، ولما قرر الرحيل الى العراق حاول البعض ثنيه عن عزمه فلم يفلحوا .والرواية الثالثة تقول لما قرر الرحيل الى العراق قام خطيبا في مكة وكما قلت مكة ابعد للعراق من المدينة فلو خرج الحسين عليه السلام من المدينة الى العراق لا يمر بمكة وعندما خرج عليه السلام من مكة لم تذكر كتب الحديث انه مر بالمدينة .كيف يمكن تفسير ذلك .
https://telegram.me/buratha