سعد الدراجي
هناك مواقف مشرفة ترتقي بأهلها الى مصاف النجوم، لما تمثله هذه المواقف من روح انسانية وتفاعلية مع الطرف الاخر ، والتي ستبقى موضع احترام وتقدير على مر التأريخ . ان ما قام به ابناء الدين المسيحي من تفاعل مع الثورة الحسينية المباركة وأيامها الخالدة، ليس جديداً عليهم، ولم يكن وليد حالة استثنائية يمر بها هؤلاء الناس، بل بالعكس؟، فأن هذه المواقف من المسحيين ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع ما قام به الامام الحسين (ع) يوم العاشر من المحرم ،كون الامام الحسين (عليه السلام) لم يخرج للمسلمين فقط، بل ضحى بنفسه واهل بيته من اجل العالم اجمع، وفي سبيل الانسانية التي تنشد الحرية وعدم الرضوخ للطغاة في كل زمان ومكان.. وقد ساهمت هذه الثورة المباركة في مد اواصر المحبة والالفة بين المسيحيين واتباع اهل البيت (ع) ،
والذي يؤكد هذا الكلام هو ما جسده الابطال الذين شاركوا مع الامام الحسين (ع) في نهضته المباركة ممن كانوا على دين المسيحية واسلموا على يد ابي عبد الله الحسين (ع) مثل (وهب بن حباب الكلبي وجون ) رضوان اله عليهم .فأنما استشهد هؤلاء مع الامام الحسين (ع) لانهم امنوا بهذه القضية المباركة وتيقنوا ان معطيات هذه الثورة العالمية لاتخص دين دون اخر، ولا مذهب دون غيره، وهذا ماجسده هؤلاء الافذاذ، ويجسده الآن إسلافهم، على العكس من بعض الذين يحسبون على الدين الإسلامي ممن لم يتفاعلوا مع هذه القضية لا وجدانيا ولا عاطفيا ،وكأن الامر قد فرض عليهم وكأن الامام الحسين (ع) ليس بن بنت رسول الله (ص) وريحانته .مع العلم ان من بين الذين كانوا مع الامام الحسين(ع)، اناس بعيدون كل البعد عن اهل البيت(عليهم السلام)، لكن في اللحظات الاخيرة ميزوا الحق من الباطل فاختاروا الجنة مثل (زهير بن القين والحر بن يزيد الرياحي ) رضوان الله عليهم . فطوبى للمسيحيين الذين يعتبرون ثورة الامام الحسين(ع)، مناراً يضيء درب الاجيال، وطوبى لمن قضى نحبه مع الحسين(ع) من المسيحيين ،وطوبى لكل مسيحي كتب عن الامام الحسين، فالحسين للجميع وهو للمسحيين مثلما هو للمسلمين.
https://telegram.me/buratha