تواترت الاحاديث بتاكيدها على ان الحسن والحسين اماما قاما او قعدى ..وهما لميبلغا بعد الاربع سنوات من العمر وهذا بحد ذاته معجزة لاتدانى لتقلدهما اعباء ومسؤليات الامامة وهمالم يبلغى الحلم في حين ان الانبياء وارسل وحتى عيسى لم يبلغى منزلة النبوة الا بعد ان يبلغى اشدهما اوربعين سنة ..هذا من جهة ومن جهة اخرى ان ادوار ائمة الهدى تنطلق من مشكاة او نور واحد وان اختلفت المواقف وتباينة الادوار ..فمقارعة الظلم ونصرة المظلوم مفهوم اساسي في حركية ائمة الهدى ..فالامام الحسن باشر بقتال الفئة الباغية ولم يألوا جهدا وهو في أول خلافته من منازلة زعيم الطلقاء رغم خلخلة الجبهة الداخلية وعدم تماسك جيشه ..فكربلاء كانت كحركةٍ وواقعةٍ عملية حاضرة في ذات الإمام الحسن (ع) وفكره وتجليات الموقف أمامه الحركة الثوريةوقد دلل على ذلك بوضوح في أكثر من موقف له وأكثر من فعل وقول خصوصا في فترة عهد الصلح مع معاوية حين سؤال عن سبب الصلح فأجاب (ع): والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه .وهنا يتضح في خطابه (ع) ان الأمر كامل وتام ومحكوم عليه من قبلهم بيد ان مسألة الناصر هي التي تأخر قيام الموضوع أذن فالثورة الحسينية المباركة في كربلاء كانت في أصلها معدة مسبقا على يد الإمام الحسن (ع). فالقتال كان حاضرا والموقف غير متبدل أبدا موقف مقارعة الظلمة والطغيان. وكان منه انه شبه موقف المبايعة لمعاوية كهرب النبي إلى الغار وخوفه من قريش، فقوله لو وجدت ناصرا ومبايعا لي عليك ـ معاويةـ لما تركت الأمر. كذلك كان الأمر مع أمير المؤمنين (ع) حين اغتصبت خلافته.ان الدور المرسوم لكل إمام من أئمة أهل البيت والمناط بهم هو دور مقرر ومعد من قبل الله سبحانه وتعالى، محدد الأولويات باتجاهات معينة، لرسم هندسة الطريق نحو الخلاصة التي يهيأ إليها الله منذ بدء الأمر لمعرفة شكل الخاتمة التي ستكون على يد آخر أئمة أهل البيت (ع) قائمهم ويملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. حتى يظهر الدين على الدين كله بالشكل الذي يريده الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم وأئمة أهل البيت عليهم السلام إذن فالدور الذي قام بتأديته الإمام الحسن عليه السلام ما هو إلا دور الاعداد والتهيئة ضمن الحلقات الرسالية المتصلة ببعضها ولاتتفرق عن البعض الآخر منذ رسول الله (ص) وحتى الإمام المهدي المنتظر (عج).
الحاج هلال فخرالدين
https://telegram.me/buratha