محمود الربيعي
الحلقة الرابعة عشرة من ملاحم الطفالمقدمة الموضوعيةمدرسة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة عطاء، وعطاء مدرسة رسالية إن مدرسة الإمام الحسين عليه السلام مدرسة عطاء، وهي مدرسة رسائل للأمة ولجميع الرساليين الذين ينتمون لهذه الأمة، بل هي حركة الأمة في كل زمن وإنعكاس لحركة أصحاب الطف الذين يمثلون رسل الحق المتعال لبني آدم من أجل أن يتآلفوا ويجتمعوا على كلمة الحق وحب الحق وأهله. عائلة رسول الله بكاملها تواجهة دولة وحكومة الطغيانتعتبر حركة الطف من الحركات العقائدية النوعية، حيث أن تفاصيل تلك الحركة تضفي على أبعادها أسراراً خاصة منها كيف أن آل الرسول وعشيرته الخاصة أو خاصة الخواص من الرجال والنساء إجتمعوا على مواجهة الطغيان والجبروت وهذا مايدلل على أنهم الصفوة من خلق الله، وهذا الآل هو الذي تحرك وحرّك الأمة فكانوا هم أصحاب المبادرة والمثل الأعلى لبقية العشائر وسائر عشائرالأمة، لذلك أنتفض من أنتفض منهم من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ليكون شهيداً ومثلاً حياً خالداً يعبر عن الشهادة والإستشهاد في سبيل إحياء المثل الإنسانية العليا التي تعكس مثل الله المقدسة.التمثيل الشخصي في دائرة معركة الطفكان الطف نموذجا خاصا بخصوصيته الخاصة فقد ألقت الأحداث ضوءاً ساطعا على كل شخصية من تلك الشخصيات التي وقفت الى جانب الإمام الحسين عليه السلام، فقد أختار الإمام القائد أن ينزل كل مقاتل ليقاتل الأعداء بمفرده ليكون لذلك النزال أثراً نوعيا معنوياً يبرز فيه دور المقاتل ليعبر عن درجة الإخلاص المتميزة التي يندر أن يكون لها مثيلاً في عالم الحروب والإقتتال، وكان من هؤلاء المقاتلين الأبرار عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب الذي نذر نفسه للشهادة من أجل نصرة الإمام المفترض الطاعة، والإخلاص لله ولرسوله، ومن أجل الحفاظ على قيم الإسلام ومبادئه السامية، ومن أجل الإصلاح في مجتمع الأمة بعد أن ترك الفساد آثاره السيئة داخله.عبد الرحمان بن عقيل بن أبي طالب عليه السلام شهيد الطفالمقدمة التأريخية التعريفية أمه أم ولد .يقول : أبي عقيل فاعرفوا مكاني * من هاشم وهاشم إخوانيوقع عبدالرحمان بن عقيل بن أبي طالب وأخوه جعفر بن عقيل في الطف.فقاتل حتى قتل سبعة عشر فارسا ، ثم احتوشوه فتولى قتله عثمان بن خالد بن أشيم ( أو أسيد ) الجهني ، وبشر( أو بشير ) بن حوط الهمداني ( القابضي بطن منهم).رؤية وتحليلأولاً: إنتماء عبد الرحمن الى النخبة من المسلمين وهو إبن عقيل، من بني هاشم المشهود لهم بمواقفهم المتميزة الشريفة.ثانياً: أظهرت واقعة الطف بطولته ومواقفه الشجاعة التي ظهر تبينت من خلال قتله سبعة عشر رجلاً من طغاة الطف وجبابرتها.ثالثاً: مواجهته المنفردة لمجموعة من الطغاة وأهل الضلالة الذين تحركوا باتجاهه لغرض قتله فحاربهم بثبات حتى استشهد في المعركة.رابعاً: لم يظهر اي نوع من التخاذل والإنهزام رغم رؤيته سقوط إخوانه المقاتلين الواحد تلو الآخر وبرهن كل من شارك بالطف أن ثباته كان مسؤولية شرعية وأخلاقية ومبدئية.فسلام على أرواح الشهداء السعداء وسلام على عبد الرحمن بن عقيل وسلام على طه وآلياسين، ورزقنا الله شفاعتهم وجمعنا وغياهم في جنات النعيم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.أمنية نرفعها الى الفنانين العراقيين نتمنى أن تتبنى مجموعة الفنانين العراقيين رسالة الطف وواقعتها بحيث تتحرك معركة الطف بالشكل المسرحي الحديث والمعاصر الذي يفجر المعاني لثورة الإمام الحسين عليه السلام، وأن يستفيدوا من الشعر المسرحي الذي يمتلئ به التراث في عرض ملحمة الطف بالشكل الذي يبرز دور رجال الطف وشهداءه الأبرار.
https://telegram.me/buratha