حامد كماش آل حسين
المعروف إن الهمسات تكون في زمــــــن الاستبداد ولم نسمع عــــــن همس في زمــن الحرية بل جهر القول والرأي الحر هو عنوان زمن الحرية..ولكنني أقول عندما يتكلم الجميع فـــــي زمن الحرية بصوت مرتفع وفي وقتواحــــد فأن الأمـر يصبح بشكل لايمكن أن يصغي احدهم للآخر فعندها يكون الهمس في هذه الحالة أكثر نفعا من هذا الصياح... ومنها هذه الهمسات أن دام لها البقاء والتجديد إن شاء الله...
الهمسة الحادية عشر:مفهوم النظام
قلنا في الهمسة السابقة إن هناك العديد من المفاهيم الأخلاقية والتي تنظم الحياة البشرية على سطح هذا الكوكب وهي مفاهيم لابد منها للوصول بالحياة إلى بر الأمان وبالتالي إلى الحياة المنشودة والتي يعيش في ظلها جميع الناس برفاهية وآمان بالإضافة إلى إن هذه المفاهيم مما أوصت بها جميع الأديان السماوية علاوة على أنها تمثل ظاهرة حضارية متطورة في التطبيق.وقلنا هناك إنه و للأسف الشديد في ظل هذه الظروف التي نعيشها يحاول البعض إن يلغي هذه المفاهيم من قاموس المجتمع وينسى أو يحاول إن يتناسى هذه المفاهيم وأهميتها في حياة أي مجتمع من المجتمعات التي تريد السير في الطريق الصحيح.وذكرنا انه بعد القضاء على الدكتاتورية البغيضة لابد لنا أن نعيد بناء هذه المفاهيم بعد أن كانت الدكتاتورية التي تسلطت على رقاب العراقيين حاولت فيما حاولت من أهدافها إلغاء هذه المفاهيم من حياة المجتمع لكي يعيش في دوامة الفوضى وعدم الاستقرار.وتحدثنا في الهمسة السابقة عن مفهوم الواجب واليوم نتحدث عن مفهوم آخر من هذه المفاهيم وهو مفهوم النظام.ان هذا المفهوم ايضا من المفاهيم الاخلاقية المهمة وهو الآخر قد تراجع عندنا تحت تأثير تراجع مفهوم الواجب.والحق إن الأخلاق في كل جانب من جوانبها تعبير عن الالتزام والالتزام وثيق الصلة بمفهوم النظام.ولكننا لو القينا نظرة إلى بعض مرافق حياتنا الاجتماعية فانك تجدها بلا شك حاملة بأسباب الفوضى والاضطراب والاختلال.كما لا تخلو حياتنا الخاصة من مثل هذه الفوضى لأننا نشأنا على الاستهانة بكل قاعدة والاستخفاف بكل نظام.والعجب إن أطفالنا قد يجدون أحيانا ضربا من اللذة في الخروج على النظام والاستهانة بالأنظمة الموضوعة ومثل هذه المتعة التي يجدها أطفالنا في الفوضى إنما هي الدليل القاطع على أنهم قد اشربوا منذ نعومة إظفارهم حب المخالفة. والأعجب من ذلك إن هناك الكثير من الإفراد قد يكون لديهم ميول عدوانية مكبوتة أو أنها قد تكون منفذة لأجندات خارجية أو داخلية تكمن وراء هذه النزعة التمردية نحو الفوضى والخروج على النظام.ولكن من المؤكد إن حب الفوضى والذي هو صورة من صور التفكك الأخلاقي لدى هذه الفئة يجعل كل فرد منها ذاتا منعزلة تعمل لحسابها الخاص أو لحساب هذه الأجندات أو تلك دون إن تعير الآخرين أو المجتمع الذي تعيش فيه أي اهتمام.على إن السكوت عن هؤلاء يؤدي إلى اختفاء النظام من حياتنا في الظاهر على الأقل وبالتالي يؤدي إلى خلق مجتمعا فوضويا تنعدم فيه الأخلاق ويصبح في وسع أي فرد منهم إن يعمل ما يشاء وكيفما يشاء .وبما إن الأخلاق تمثل الوحدة والتكامل نجد إن اللااخلاقية تمثل في العادة التفكك والانحلال وهذا مايدفعنا إلى القول بان هناك جانبا غير قليل من الانحلال الخلقي مرجعه إلى قلة الاهتمام بالنظام وتزايد الاستهتار بالخروج على القانون وعدم الوقوف بحزم أمام هؤلاء...والأمثلة كثيرة فنظرة واحدة إلى ساحتنا التي نعيش فيها نجد العديد من صور الاستهتار بالنظام لا يسع المجال لذكرها وأما إذا قلت عزيزي القارئ أن هذا الشيء غير موجود فهذه أمنيتي وكل أملي. إننا مدعوين إلى العمل ومساندة كل الخيرين نحو فرض النظام بكل صوره ..ولله الموفق
https://telegram.me/buratha