د.طالب الصراف
رحمة من الله على امثال هؤلاء السياسين الذين نالوا من العلم والثقافة حظا كبير فازدادوا ورعا وحكمة على غيرهم وشغلوا مناصبا عدة من بينها منصب رئيس الوزراء بحق وحقيقة, بينما جاء البعض الاخر في غفلة من الزمن ليتربع على كرسي رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء العراقية وخاصة قبل 2003 ليترك بصمة مخزية في تأريخ الدولة العراقية بمكانة وحرمة منصب رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او المناصب القريبة من منزلتهما اذ شغلها اميّون بمعنى الكلمة خاصة في فترة صدام حسين امثال حمزة الزبيدي وعزة الدوري وطه ياسين رمضان وامثالهم من حثالة الصداميين, ومن منا لايعرف ان صدام جاء من ابناء الشوارع ليحكم العراق فكانت الكوارث التي حلت على العراق في تعاقب وكانت نتائجها المآساوية الى يومنا هذا.
وحين تدعم الجماهير العراقية الخطوات الديمقراطية في العراق لانها تريد رئيسا سواء للدولة او لرئاسة الوزراء او للبرلمان يتحلى بدرجة من العلم والمعرفة والاخلاص لكي لاينزلق ولا يصيبه الغرور فيستأثر بالسلطة فيفقد توازنه لقلة ثقافته وضحالة عقليته بتمييز عواقب الحرب من السلام. الشعب يطمح بان تتولى قيادته شخصية سياسية قريبة من المواصفات لشخصية المرحوم الاستاذ عبد الرحمان البزاز الذ ي حصل على شهادته العليا ثم اصبح استاذا في كلية الحقوق ثم عميدا لها ولكلية التجارة والاقتصاد وقد شغل كثيرا من المناصب الاخرى من بينها حاكما ووزيرا للخارجية وترأس معهد الدراسات العربية العليا في القاهرة. والمثقف لايبخس الناس اشياءهم مهما كانت مشاربهم عربا اواكرادا او تركمانا شيعة ام سنة او ديانات اخرى. المهم بصفات القائد ان يكون مؤهلا ويحمل تحصيلا علميا وعادلا ورعا فالذي يتحلى بمثل هذه الصفات تكون اعماله وتصرفاته مدروسة واخطاؤها قليلة وغير جسيمة.
كتبت هذه السطور لانني تذكرت كلمات الاستاذ عبد الرحمان البزاز حين كان رئيسا للوزراء والتي ترن في سمعي ومخيلتي:" اذا كان السلم مع الجارة ايران عمالة فانا عميل واذا كان السلم قي شمال العراق عمالة فانا عميل..." كان مدركا ان الجارة ايران بلد مسلم تربطه مع العراق روابط عقيدة الاسلام وليس الروايط الجغرافية والتأريخية وحسب وانما روابط عقائدية مصيرية, والرجل كما قلنا مثقف واستاذ بمعنى الكلمة لذا فانه يكلّ ويجل كل الاحترام الى ايران لانه يعرف جيدا ان علماء الاسلام من المذهب السني اكثرهم من الايرانيين بل اكثر من علماء الشيعة الايرانيين فلم تكن احكامه واراؤه تشوبها الطائفية كصغار السياسيين امثال طارق الهاشمي وصالح المطلق وظافر العاني الذين مجّ الشارع العراقي وجوههم واقوالهم واقبح ما تشاهد الجماهيرعلى التلفزيون حين يظهر أي واحد من هؤلاء على شاشته كما كان الحال حين يظهر صدام و.... الناس على وجهه.
الجماهير العراقية وخاصة المثقفة والواعية منها لاتحسب حسابا لاقوال وتصريحات هؤلاء وامثالهم وانما تلقي اللوم على بعض الافراد التي تحيط بالسيد رئيس الوزراء وتدعي انها تنطق باسمه, فهذه المجموعة القصيرة النظر والتفكير كانت تصريحاتها حادة اتجاه الجمهورية الاسلامية والحدة ضرب من الجنون لان صاحبها يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم كما يقول الامام علي (ع), وقد اتخذت التصريحات اللامسؤولة مواقف معادية للجمهورية الاسلامية ومهدت لايقاد الفتنة بين الشعبين الشقيقين تحت شعارالوطنية الذي لايفقه بعض مستشاري المسؤولين بل ومن بينهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي او بعض اعضاء البرلمان حتى تعريف مصطلح الوطنية وليست فحواه, وعليهم مراجعة ما قاله الاستاذ عبد الرحمان البزاز عن ايران في زمن الشاه وما بالك لو كان حيا ويرى مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الايجابية من قضايانا المصرية في فلسطين, وكذلك مناهضة ومقاومة المشاريع التي تمزق العراق وتسلب ثرواته النفطية عن طريق الشركات الاحتكارية من جهة وسلب ثروته النفطية التي وهبها صدام الى السعودية والكويت والاردن وبقية دول الجوار من جهة اخرى وذلك على شكل هدايا وتبرعات او نتيجة لتصرفاته الهوجاء, ولاتزال حقول نفط العراق تمتصها انابيب الغير كما هو الحال في الحقول المشتركة بيننا وبين الكويت والسعودية والتي اتخذها صدام حجة في غزوه للكويت وما زال نفطنا ينهبه الاخوة العرب ودعاة الوطنية لا صوت لهم وكأنهم تواطؤا على سرقة النفط حسب (كودة) المحاصصة , ولم يعلن أي مسؤول عراقي الى هذه اللحظة ان ايران الشقيقة تسحب بانابيبها النفط العراقي رغم ان ظافر العاني يعترف بأن صدام وقّع على اتفاقية الجزائر سنة 1975 التي تجعل حقول النفط في فكة تابعة للجمهورية الاسلامية كما يقول العاني الا انه يبرر بان العراق كان ضعيفا واما اليوم حسب رأيه السقيم فهو قوي بوجود قوة الاحتلال التي يحاربها العاني لفظا ويقبل احذية (جزمات)الجنود الامريكان فعلا وعملا. اما بعض ما يسمى بالمستشارين والمسؤلين على اختلاف مواقعهم ومناصبهم الحكومية فلا يذكرون الدول العربية التي تسرق نفط العراق ليل نهار لان حساباتهم في بنوكها, والفضائح تنكشف يوما بعد يوم وقد وصل بعضها الى الانتربول ولكن مساومات قوى الاحتلال رفعت عنهم قرارات المطاردة شريطة التعاون معها.وحين فتحت الدول العربية بنوكها لسراق العراق بمختلف طوائفهم وقومياتهم لخزنها اولا ولسهولة تحويلها للدول الاوربية ثانيا لن نسمع ان الجمهورية الاسلامية فسحت لهذا المال السحت ان يدخل بنوكها, فالمشكلة ليس ابار نفط حقول الفكة لان الجميع يعرف ان ابناء الجمهورية الاسلامية وابناء العراق يرون انفسهم اشقاء واصحاب عقيدة واحدة كما يقول المرحوم الاستاذ عبد الرحمان البزاز ولكن المشكلة هي المنافع والمكتسبات الشخصية التي جعلت الكثير من المسؤولين العراقين ينفذون اوامر المحتل قبل ان ينبس ببنت شفه بل احيانا لم يسألهم عليها من اجل الاحتفاظ بامتيازاتهم على حساب المصلحة العامة التي كان ضحيتها فقراء الشعب العراقي الذي تعيش نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر.
وقد شاهد المتابع للاخبارعلى شاشة تلفزيون الجزيرة في مقابلة مع ظافر الصدامي العاني وهو يعترف لمقدم البرنامج, بأن سيده صدام وقع للشاه اتفاقية 1975 المذلة للصداميين باعتراف العاني حيث قال" ان العراق في وقته كان ضعيفا فوقع الاتفاقية في تلك السنة", ولا ادري اذا اصبح العراق الان قويا بوجود الاحتلال الذي يدعي العاني انه يقاومه لانه اطاح بنظام سيده الدكتاتور. والمضحك المخجل ان عضو البرلمان العراقي يقول على شاشة تلفزيون الجزيرة التي يتابعها الاعلام الاوربي بدقة حيث يعلن شوفينيته القومية بل والمذهبية التي تبنتها العصابة الصدامية اذ قال:"وكنت جنديا في منطقة العمارة قبل 24 سنة أي اثناء الحرب العراقية الايرانية وكان قائدنا يزيديا من عبدة الشياطيين"!؟ احلفكم بالله أي مستوى هذا من الساسة والقادة في البرلمان العراقي الذي يرى انه فسح المجال للاخرين في زمن صدام من المذاهب والديانات والقوميات الاخرى بتسنم وظائف لايستحقونها لانهم ليس من مذهبه او قوميته. وقد تصيب المواطن خيبة الامل اذ كيف التقت مصالح بعض مستشاري الحكومة العراقية مع مشاعر الصداميين اعداء الجمهورية الاسلامية الذين كانوا سببا من اهم الاسباب في استمرارية الحرب العدوانية على الجمهورية الاسلامية والتي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الشعبين المسلمين؟
ان رأي الاستاذ المرحوم عبد الرحمان البزاز منذ سنة 1965-1966 كان يرى حل المشاكل بين الجارتين بالطرق الدبلوماسية, لابطرق الكابوي طرق رعاة البقرالتي تلبّسها بعض المسؤولين من كل الاطياف العراقية التي اغرتها الامتيازات التي تتمتع بها على حساب المحرومين من ابناء الشعب العراقي .والكل يعلم ان اكبر جريمة عند الله وكذلك في القوانين الوضعية هو الاعتداء على المال العام, ان كان عن طريق السرقة او بهدره كاعطاء مقاولات وعقود الى من لايستحقونها فتؤدي الى مشاريع فاشلة يدفع ثمنها الشعب العراقي. ان هذا المال الحرام الذي قال عنه امام المتقين علي بن ابي طالب(ع) "ما جاع فقير الا بما متع به غني والله تعالى سائلهم عن ذلك" سوف يحاسبون عليه امام الله والشعب الذي يتابع سلوكياتهم يوميا ولكنهم لم يتعضوا مما يقرأون ولم يستفيدوا من عبر الماضي . لقد اصبح هؤلاء اغنياء بين عشية وضحاها نتيجة للفساد الاداري باستغلال مواقعهم الرسمية في الدولة والذي توثقه المؤسسات المسؤولة عن متابعته, وان بين يديها الآلاف من الحالات التي تطيل بعضها مسؤولين كبار ولكن دون جدوى, وفعلا دون جدوى فما الفائدة من هذه المؤسسات وحازم الشعلان وزير النفط السابق وايهم السامرائي وزير الكهرباء اللذان يطلق عليهما اصحاب سرقة العصر, وهل يستطيع هذان وامثالهما ان يدخلا اراضي الجمهورية الاسلامية بل هما وامثالهم موجودون على ارض العراق يسرحون ويمرحون وكذلك على اراضي دول الجوار العربية والدول الاجنبية ولو كان هؤلاء اللصوص من اوربا او امريكا لرايناهم الان يقبعون في زنزانات السجون مدى الحياة بالاضافة الى استرجاع ما يمكن استرجاعه من المال العام الذي سرقوه, ولكن اين القوة العراقية الوطنية التي تسترجع المليرات التي سرقها المحتل والمشتركون في السلطات الثلاثة ولو لم يشارك في ذلك "اذ قال امام المتقين علي بن ابي طالب(ع)"الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم, وعلى كل داخل في باطل اثمان اثم العمل به واثم الرضى به" . فالوطنية ايها الاخوة لابالمزايدة على العقلاء الذين يطالبون باقامة علاقة جيدة مع ايران ,ولكن الوطنية بوضع حدٍّ للفساد الاداري وصيانة الامن القومي للحفاظ على ارواح الآلاف التي زهقت نتيجة لتدخل دول الجوار العربية وعلى الاخص السعودية والحفاظ على سيادة العراق من قوى الاحتلال ومن يسهل وجود بقاءه في العراق.
ان المهزلة التي تشاهد على شاشة التلفزيون والتي تظهرعليها الوجوه القبيحة الكريهة, اصبحت وبكل اسف تنطق وتعبر باسم ابناء جنوب العراق الذي لاقى الظلم والقهر والقتل والتشريد منها حين كانت لها اليد الطولى في تنفيذ الاعمال الاجرامية في زمن الدكتاتور صدام, ومن بين هؤلاء ظافر العاني وصالح المطاق وطارق الهاشمي وحارث الضاري الذي كان يتحاورعلى شاشة تلفزيون الدنيا يوم 26-12-2009 باعتباره امين هيئة علماء المسلمين مع شابة سافرة حسناء الهمته القول: "انه مستعد للتفاوض مع قوى الاحتلال اذا انتدبتنا المقاومة ولا مانع لدينا من ذلك", كان هذا النص في اخر حديثه بعد ان كال السّب والشتم لقوى الاحتلال وصور للمشاهد ان قوى الاحتلال هي الشيطان الاكبر ثم يتراجع عن كل ما قاله متوسلا بدولة الاحتلال وعميلتها السعودية بان تدعمه لكي يعيد لنا دورعبد الرحمان النقيب الذي لعب دورا اخس من الحاضرين سنة 1920 ومن هذه الوجوه المتلونة تلون الحرباء كما جاء في مذكرات (مس بل) حين قال لها اني افضل الادارة العثمانية الف مرة على عائلة اشراف مكة وفي نفس الوقت يدعي العروبة, وكذلك يكيل المدح للانكليز المحتلين الذين اطاحوا بدولته العثمانية ويسخر من الشيعة امام سيدته قائلا لها :"ان الشيعة يعبدون امامهم الكاظم الذين قاموا ببنائه بايديهم والذي هو من ضفة النهرالاخرى من بيتي فانهم اصحاب عقول خفيفة"كل ذلك في سبيل الحكم والسلطة. واما النقباء العملاء الجدد (الغربان الجدد وليس الصقور كما يطلق في امريكا)فقد اذلوا انفسهم لقوى الاحتلال وهم يصرخون ويتوسلون للحلفاء حتى بلغ بهم الصراخ:"لقد جربتم المجرب(الشيعة) ولم تستفيدوا منهم فلماذا لاتجربوننا"هكذا قالها رئيس هيئة علماء المسلمين.
واما طارق الهاشمي الذي جعل الانتخابات العراقية مهزلة امام المجتمع الدولي فان اموال السعودية أهلته ومكنته من شراء بعض ضمائر الذين اصابهم الفقر والحرمان من اهالي البصرة والذين لولا سياسة الاحتلال والحكومة المركزية لما وجد هو وامثاله لهم موطئ قدم في محافظة البصرة وكذلك الحال لقائمة صالح المطلق في بعض المحافظات الجنوبية بل وشاهدت دعايتهم الانتخابية بعيني حتى في مدينة النجف الاشرف, وهم لايستطيعون من ممارسة خزعبلاتهم هذه في اماكن ولادتهم لكره الناس لهم واتهامهم بالمصلحية والعمالة للسعودية والاجنبي.
الناس لاتضع اللوم على عاتق المحتل فقط وانما ايضا على من يصرح باسم الحكومة المركزية, فما التصريحات التي تصدر من الشخصيات المقربة من مجلس الوزراء بل احيانا تتكلم باسم مجلس الوزراء لتشجب وتتوعد وتشن حملة على الجمهورية الاسلامية, مدعية انها احتلت حقول الفكة الا ثغرة يدخول منها الاعداء لنخر جسم الاكثرية, بل سوف تكبو هذه التصريحات بمجلس رئاسة الوزراء اذا لم يضع حدا لتصريحات موظفيه ضد الجمهورية الاسلامية التي هي اليوم منارا للاحرار وحربا على اعداء العراق, عراق علي بن ابي طالب(ع) وال بيت النبي (ص) وليست عراق خونة الاسلام والذين يزايدون بالعروبة, وفلسطين الجريحة بل فلسطين الذبيحة امام اعينهم, وكذلك فاليخسأ اصحاب دعاة الوطنية من الاسلامين الانتهازين الذين كانوا في الامس يرفعون شعار الاسلمة العالمية واليوم ينزلون الى منحدر العنصرية تحت شعارالوطنية والوطنية براء مِن كل مَن ساهم في الفساد الاداري الذي هو محك الوطنية, وليس اثبات الوطنية بالتهجم على الجمهورية الاسلامية, جمهورية عامة المسلمين الاحرار وجمهورية محبي الحسين على وجه التخصيص. فرحمة من الله عليك ياعبد الرحمان البزاز حين قلت:"لاتربطنا مع الجارة ايران حدود جغرافية وعلاقة تأريخية فقط وانما المعتقد بل المصير ثم يسترسل الرجل بالدفاع عن علاقته مع الشقيقة ايران بان الموضوع ليست ضعف او قوة وانما هي الحكمة حيث يستشهد ببيت شعر للمتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان...... هو اول وهي المحل الثاني"
, فأين الثرى من الثريا, ان الشعب العراقي ينصح المسؤولين بل ويحاسب كل من يصرح جزافا لايقاظ الفتنة واذكاء اوارها بين الشعبين الشقيقين من اجل خدمة المحتل والسعودية والصهيونية. وقد لاحظ الكثير من ابناء الشعب العراقي ان مسؤولية هذه التصريحات المغرضة قد توزعت ادوارها بين الرئاسات الثلاثة كما وزعت مسؤولية محاولة قتل النبي محمد(ص) ليلة الهجرة لتتوزع مسؤلية الجريمة على كل قبائل قريش. والغريب انك تسمع تصريحات من يدعي انه ينطق باسم مجلس الوزراء- وهذا المنصب هو حصة الاكثرية المطلقة كما جاء في وثيقة المحاصصة ووثيقة التوافقية ووثيقة المجلس السياسي ووثيقة النوايا السليمة بل المريضة وغيرها من وثائق هدر ومصادرة حقوق الاكثرية والحبل على الجرار من هذه الترقيعات التي هدفها اضعاف شوكة الاكثرية المطلقة- وان هذا الناطق تصريحاته متشابهة بل مطابقة مع تصريحات طارق الهاشمي الذي يطالب باقالة رئيس الوزراء, فهل كان هذا محض صدفة ام ان هنالك شيء ما وراء الاكمة , وقد اطلعت على بعض اراء الشرفاء التي تطالب مستشاري مجلس رئاسة الوزراء ان لايدفعوا المسؤولين الى طريق لارجعة فيه وقد اعذر من انذر, وخففوا من تصريحاتكم اللامسؤولة فقبلكم مستشاري صدام الذين ادوا الى ما كان بين العراق والجمهورية الاسلامية من حرب ودمار وهلاك حين ورطته القوى الخارجية بتلك الحرب المشؤمة ثم تخلت عنه فلم يجد لديه ناصح شجاع ينصحه, ولا تتأسفوا فتندموا قائلين: "لقد سبق السيف العذل".
والوطنية يا دعاة الوطنية ليس بالشعارات بل عليكم ان تخصصوا وقتا للمطالعة في دروس الوطنية للمرحلة الابتدائية فالوطنية لاتعني بقعة ارض فلقد هُدمت الاسوار والغيت الحدود بين دول اوربا دون ان تلغى لغاتها المختلفة, فالوطنية ليس في الارض ووحدة اللغة, الوطنية بالعقيدة والحضارة واي عقيدة افضل من عقيدة الامام الحسين (ع) وجده رسول الله محمد(ص) واي حضارة افضل من الحضارة الاسلامية, هكذا اعلنها رئيس الوزراء السابق عبد الرحمان البزاز بأن لايقطع خيطا من خيوط الود بين العراق والجمهورية الاسلامية مهما وصف سياسته المغرضون والحاقدون والعملاء الذين كانوا يدفعون به الى المواجهة مع ايران ويرمونه بصفات الخوف والجبن وعدم الشجاعة ولكنهم كانوا اطفالا اتجاه حكمته, وقد نال نصيبه من سجون صدام ومرض فيها ثم نالته يد المنون حيث توفي بعد سنتين من خروجه من السجن مريضا عليلا كما هو معروف للذين دخلوا سجون المجرم صدام. ولو اتعض به صدام والصداميون الذين لايزالون الى هذا الوقت يحتلون مواقع حكومية مهمة في الدولة العراقية لما حدثت مأساة الحرب العراقية الايرانية.ولكن ما اكثر العبر واقل الاعتبار....حتى يومنا هذا.
د.طالب الصراف
https://telegram.me/buratha