علي الزبيدي
لايخفى على الجميع اهمية قناة العراقية كونها تمثل الاعلام الحكومي الرسمي ووجهة نظر الدولة العراقية يعني بعبارة اوضح محطة تلفزيونية ملتزمة ومسؤولة تختلف عن غيرها من القنوات الاخرى التي تمثل الاحزاب والشركات وجهات اخرى.
وحصول الخطا في العراقية يعادل في تاثيره عشرة امثال الخطا في البغدادية والشرقية والفرات وغيرها ولكن مانلاحظه ونعايشه للأسف لايعكس هذه الصورة ويجب ان نكون صريحين في الحكم بعيدا عن الاساءة لجهود العاملين.. ولا نكون متملقين تملق البعض ممن يتكلمون عبر شاشة العراقية ليتغزلون بادائها دون رؤية علمية تتمكن من تحسين الاداء وتشخيص الاخطاء.
ولانريد هنا ان نتحدث عن الاخطاء التي تحصل كل يوم فهي تحصل في كل القنوات العراقية الاخرى ويمكن تجاوزها ولكن هناك اخطاء تستوجب التشخيص حتى لاتتكرر مرة اخرى وتحسب علينا جميعا لانها تسي الى الحكومة قبل كل شيء.
فقد حصل انفجار في الانبار الساعة العاشرة من صباح يوم الاربعاء 30/12/2009 وبعد اكثر من نصف ساعة بدات القنوات ببث خبر الانفجار ولكن العراقية تعجلت ببث الخبر بشكل مشتت وغير مفهوم..
- اول مرة طلعت علينا بخبر عاجل وموتت المحافظ ..ونائب مدير الشرطة دون ان ينسب الخبر لاي مصدر!!!!
- ثم خبر عاجل آخر ينفي موت المحافظ !!!!!
- ثم قامت بتكرار الخبر العاجل الاول ونسبه الى حميد الهايس عضو مجلس محافظة الانبار !!!!
- ثم طلع خبر عاجل آخر يتهم احد افراد حماية المحافظ بتفجير نفسه!!!!
شنو ..مزاد علني لو صولة العواجل.. لو ميدان رمي ...كل شوي طالعين خبر عاجل (متعجل).. وخبر يتناقض مع آخر على طريقة حجي راضي(عبر).. يعني ماكو مصدر امني مسؤول يمكن اعتماده كما فعلت العربية والقنوات العراقية الاخرى التي نقلت عن مصادر امنية في المحافظة والشرطة وكانت موفقة في ذلك.
والغريب في الامر ان العناوين الرئيسة للعربية والجزيرة والشرقية والبغدادية والفرات وقنوات اخرى في نشرة الساعة الحادية عشرة صباحا قالت ان (انفجار مزدوج وقع في الانبار نتج عنه اصابة المحافظ بجروح).. ولكن عنوان العراقية كان يقول (رئيس مجلس محافظة الانبار ينفي موت المحافظ) ولاتوجد قناة (موتت المحافظ) غير العراقية
يعني خبرهم ينفي خبرهم!!!!
كما ذكرت البغدادية والجزيرة والعربية والشرقية والفرات انه انفجار مزدوج وقع الاول بسيارة مفخخة والثاني بحزام ناسف الاول استهدف المحافظة والثاني استهدف المحافظ بعد ان هرع الرجل لتفقد موقع الانفجار الاول.
وفهمنا الرواية التي صاغتها هذه القنوات بدقة الا ان رواية العراقية كانت للاسف متذبذبة وغير مسؤولة ، فالفرق شاسع وكبير بين محافظ يموت بانفجار احد حراسه دون توضيح؟
وبين ان يكون المحافظ خرج لتفقد موقع انفجار حصل في محافظته؟
لان الاول يعني خلل حكومي وتقصير امني واستخباري.. والثاني يعكس تصرف في قمة الجراة والمسؤولية ويمنح المواطنين شعورا بان البلاد بايادي امينة وان الارهابيين ليسوا الا عصابات يائسة ...
ويعلم الجميع ان الاعلام والتلفزيون بالخصوص هو اهم ادوات صناعة الراي العام ولكن عندما يكون بايادي تعرف ماذا تعمل وتمتلك مهارة التصرف في وقت الازمات المفاجئة مثل انفجار الانبار ، لا ان يجلسون بانتظار حصول الخبر ويتعجلون ببث كل مايرد اليهم دون تمحيص او مراجعة حينها تكون الكارثة كارثان كارثة امنية وكارثة اعلامية.
https://telegram.me/buratha